يأتينا آذار بحلة سوداء :السلام غائب، الشعب مشرد، ضائع، جائع.........
لا من يقود الشعب الى بر السلام، كل واحد/ة منا يبحث عن الامان الذي اصبح شبه معدوم في هذا العالم المضطرب.
سوريا نساؤها واطفالها تشردوا ينزحون الى تركيا، يجوعون ويعطشون وينامون في الشوارع بلا ملاذ، وفي النهاية تخطف النساء وتغتصب، ويموت الفقير من القهر وليس من الجوع.
النساء الايزديات يخطفن ويبعن في المزادات العلنية أو يُقدمن "هدايا" لمقاتلي ما يسمى "الدولة الإسلامية" ("داعش") أو أنصارها. وغالبا ما يجبرن على اعتناق الإسلام.
النساء الكرديات موجودة في ميدان القتال في وجه "داعش" الذي يتمدد في سيطرته على اراض داخل سوريا والعراق.
أما المرأة الفلسطينية، فهي الأم والأخت، هي العاشقة للأرض والحياة، هي المنسية وراء الجدران الرطبة، هي المناضلة هنا وهناك، هي المغلوب على أمرها، وهي الساطعة والمنتشرة في الظل.
الامن والامان غائب عنا، شمسه لم تسطعنا ولم تصلنا غيمة كبيرة تحجبه عنا، والقرارات الأممية التي تنادي بالأمن والسلم لم تعد صالحة. نحن بحاجة الى نهضة فكرية ضد كل التخلف والعقلية البائدة والارهاب والقتل وسفك الدماء.
إن الاحتفاء بيوم المرأة العالمي ليس ترفا زائدا عن الحاجة ولا عادة مجردة من المعاني، بل أن هذا اليوم مناسبة للوقوف على واقع المرأة في بلادنا ومحاولة جادة لإنصافها وإعادة النظر في السلوكيات الخاطئة تجاهها. وهو مناسبة لإعادة التقييم والالتفات إلى المرأة الفلسطينية وتقدير دورها النضالي والإنساني.
في الثامن من آذار يتجدد العهد والإصرار على مواصلة المرأة الفلسطينية مسيرتها النضالية لنيل حقوقها، ومواجهة ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
تستقبل النساء الفلسطينيات هذا اليوم تحت وطأة الاحتلال، خاصة في ظل الحرب الوحشية على غزة. لقد تم الاعتداء على العديد من النساء والأطفال كما سقط العديد منهم.
مع ذلك، تسعى المرأة الفلسطينية إلى الحضور في عملية التنمية والمشاركة في اخذ القرارات على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
فهي تشارك نساء العالم في الهموم، ولكن مصيبتها تختلف بسبب واقعها السياسي والاجتماعي ووجودها داخل المجتمع الأبوي المتسلط. فالمرأة الفلسطينية على مدار 67 عاماً تم تشريدها وتهجيرها. وهي شريكة الرجل في جميع مجالات ومعتركات الحياة، فهي الأم وهي الأخت تساند الرجل وتقف إلى جانبه، والاهم من ذلك مشاركتها البطولية في عملية تحرير فلسطين وإيمانها بخدمة وطنها وقضيتها العادلة.
في كل عام من 8 آذار تقف المرأة الفلسطينية امام ذاتها لتقييم مسيرتها الطويلة ونضالها من اجل النهوض بواقع المرأة الفلسطينية.
نقف امام انجازاتنا وإخفاقنا.
نقف امام الخيبات التي نتلقفها خيبة تلو الاخرى.
آخرها بتاريخ 7/2/2015 حين اصدر الرئيس محمود عباس مرسوما رئاسيا بتشكيل اللجنة الوطنية العليا المسؤولة عن المتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية، برئاسة د. صائب عريقات. نصيب المرأة في تشكيلة هذه اللجنة هو 4 من 37 . هنا نقف ونتساءل: هل هو ضعف نسوي في التمثيل؟ هل هذا اخفاق بحق المراة الفلسطينية المثابرة المكافحة المناضلة والمربية. أهذا هو نصيبك ايتها المرأة الفلسطينية المحبة المناضلة في سبيل التحرر من الاحتلال والتحرر من العقلية الرجعية؟
هذا دليل جديد على ضعف تمثيل المراة على المستويات السياسية في صنع القرار وعدم اشراكها في السياسات العامة.
ان التشكيلة المشاركة تتكرر في كل التشكيلات، الاحزاب السياسية لها حيز في التمثيل، ولكن ماذا عن النساء المناضلات المكافحات على صعيد جميع الميادين الاجتماعية، السياسية والاقتصادية. الدائرة مغلقة للمشاركة، اما من حزب ما، او قريبة فلان. ان هذا التمثيل اشبه بديكور تكميلي تجميلي.
هنا نتساءل: هل المرأة الفلسطينية تمتلك الكفاءة والمقدرة لتحتل مناصب سياسية؟
تمنياتي ان يكون بناء المجتمع وفق اختيار الاشخاص المناسبين لقيادة دفة التطور والتغيير منصباً على الكفاءات والخبرات بحيث يتم تفضيل الاشخاص المناسبين بغض النظر عن النوع الاجتماعي لان هذا من شانه ان يساهم في تطور قاعدة اجتماعية مبنية على الانتماء والتغيير الذي من شانه النهوض بمجتمع فلسطيني مبني على اسس ديمقراطية وحضارية مستنيرة.
في هذا اليوم ينقل مركز وئام الفلسطيني تحية إكبار وإجلال لكل نساء العالم وبالأخص النساء الفلسطينيات، ويتوجه بعظيم تقديره للنساء الفلسطينيات، المناضلات، من أمهات وقريبات للشهداء والجرحى والأسرى، ومن شهيدات ومصابات وأسيرات.