في عدة تقارير فرنسية تم نشرها في مجلة " نيروإيماج" حول الكآبة ، يتحدث الباحثون بهذه التقارير بأن الأشخاص المصابون بالكآبة توجد لديهم صعوبة في التركيز والتذكر ، وصعوبات ذهنية مرتبطة بأن أدمغتهم تعمل اكثر من اللازم ، وتم ملاحظة أن الأشخاص المكتئبين يبذلون جهد أكبر للتذكر والقيام بعمليات ذهنية صعبة أو معقدة أكثر من الأشخاص الطبيعين ، وكأن الكآبة تغطي نقص ذهني فيما يتعلق بأي نشاط عقلي ، فيفتقدون القدرة على الإقتصاد في بذل الطاقة الذهنية وذلك لنقص في الحافز النفسي أيضاً.
وبهذا يستخدمون مصادر ذهنية أعلى لأجل الوصول إلى الكفاءة المطلوبة وهو ما يوضح شعورهم الدائم بالإرهاق .
أعراض الكآبة:
- تدني مستوى التحفز للقيام بأي عمل
- تجنب الأصدقاء
- صعوبة في التركيز
- تغير نمط الأكل
- أفكار حول الإنتحار
- أفكار سلبية
- عدم الشعور بالسعادة لأي نشاط
- الرغبة بالبكاء
- نقص الطاقة
أسباب الكآبة:
- مزيج من عوامل بيولوجية ، جينية ، ونفسية
- فترات من الحزن طويلة لفقد شخص عزيز ، فقد العمل ، مشاكل عائلية، مشاكل مالية .
- قد ينتج عن عدم توازن كيميائي في الدماغ ، مرض عضوي ، المشروبات الكحولية ، حمية غذائية غير مناسبة.
كيفية التعامل مع الكآبة:
- وضع أهداف بسيطة يمكن تحقيقها
- الأكل بشكل متوازن
- تجنب النوم خلال النهار
- الإبتعاد عن المشروبات الكحولية
- المشاركة بنشاطات تحسن المزاج
- التوقف عن التفكير بشكل سلبي
- وضع قائمة للأشياء اللإيجابية
- الإستماع للموسيقى
- اللجوء إلى استشارة طبية
ما هي الكآبة:
الكآبة مرض يؤثر على جميع أعضاء الجسم ، المزاج ، الأفكار ، السلوك ، النوم ، الأكل وطريقة التفكير بالذات وبالآخرين وله آثار سلبية على وظائف اعضاء الجسد ايضاً. مرض الكآبة ليس مزاج حزين قد يمر وليس حالة ضعف تنتاب الانسان ويمكن إبعادها بسهولة ، الأشخاص المصابون بالإكتئاب بالكاد يستطيعون أن "يجمعوا شتات أنفسهم" ، الأعراض قد تستمر لأسابيع ، شهور أو حتى سنوات .
ولكن ليس جميع من يصاب بالإكتئاب يكون لديه نفس الأعراض بل تختلف من شخص لآخر . من الأعراض الصعبة للإكتئاب:
- مزاج متوتر ، حزين ، وشعور بالفراغ ويستمر هذا الشعور لفترات طويلة
- الشعور باليأس والتشائم
- الشعور بالذنب وإنعدام قيمة الذات
- فقدان الشعور بالسعادة لأي هواية أو نشاط
- عدم القدرة على النوم بسهولة ، أو الإفراط في النوم
- نقص طاقة ، تعب ، فقدان أو زيادة في الوزن
- أفكار حول الإنتحار ومحاولات الإنتحار
- اضطراب وطباع حادة
- صعوبة في التركيز والتذكر وإتخاذ القرارات
- أعراض جسدية تتعلق بالجهاز الهضمي أو آلام الرأس أو أعراض جسدية أخرى يكون سببها الأساسي نفسي وليس عضوي.
لابد من التعامل مع مريض الكآبة بصبر ورعاية وبتشجيع ، والتحدث معه والإستماع إليه وعدم إهمال أي تلميح له حول الإنتحار. كما أن الشخص المكتئب لا يستطيع التحكم بسلوكه مع الآخرين ، قد يبدو مضطرب ، مجادل ، غاضب ، غير متأقلم فلابد أن يفهم من حوله أنه لايستطيع أن يسيطر على وضعه النفسي ، وأحياناً لابد من مساعدته بأن يدرك حجم المشكلة وأن يلجأ للعلاج الطبي بحال أستمرت الحالة دون تحسن. المهم ألا يترك الانسان نفسه دون أن يساعد ذاته أو أن يسمح للآخرين بمساعدته .
تعددت المقالات والأبحاث التي تحدثت عن الكآبة خصوصاً في العالم الغربي ولا يسع المجال هنا للكتابة عنها جميعها ، حيث أن الكآبة مرض ينتاب أعداد كبيرة في المجتمع الغربي وتم تصنيفه على أنه من الأمراض التي تحتاج إلى علاج والإعتراف به كمرض في أماكن العمل أيضاً ، ولكن ماذا عن العالم العربي الذي لا يزال يتجاهل هذه المشكلة ؟ بل إن الكآبة قد تصيب الأطفال أيضاً وبمقال آخر يمكن الحديث عن كآبة الأطفال .
في العالم العربي هذه المشكلة لها ثلاث أبعاد : البعد الأول ، عدم الإعتراف بهذه المشكلة وعدم تصنيفها ضمن الأمراض التي قد تحتاج فعلاً لعلاج . البعد الثاني ، البعد الإجتماعي الذي يخلط بين المرض النفسي وبين المرض العقلي ويعتبر أن من يراجع الطبيب النفسي هو بالضرورة متعب عقلياً
أيضاً . البعد الثالث ، هو البعد الديني الذي يعتبر أن المؤمن لابد أن يكون راضياً وقانعاً بحياته وهو بعد علاجي هام وصحيح ، ولكن بمواجهة وضع نفسي وعضوي وذهني حاد لا يكفي البعد الديني ليعالج المشكلة ، في الحالات الصعبة لابد من تترافق المفاهيم الدينية مع العلاج الطبي .
وأخيراً ، ربما يكون علاج الكآبة كامناً ببساطةِ من عاش قبلنا وأدرك أن الحياة لا تستحق كل هذا الحزن ، لأنها تتغير ، تتحول ، تمنح ، تأخذ وأن لكل انسان قدر ومصير لا يعلمه إلا الله تعالى ، وأن يرضى مهما كان وضعه متواضع . وأن يعالج الانسان ألم قلبه بعمق فكره وتأمله الواعي لحقيقة الحياة وأنه بأي لحظة يمكن أن يغادرها سواء أكان ثرياً أو فقيراً ، مريضاً أو سقيماً ، جميلاً أو بشعاً.