المرأة هذا المخلوق البشري الجميل ،تبقى مثل فصل الربيع الرائع الذي يلون الحياة بالخصب والجمال حين يحل موسميا كل عام بعد شتاء ماطر يأت متزامنا مع إحتفالات خاصة تنظم من أجل المرأة ففي مطلع مارس /أذار وبدء الإعتدال الربيعي الموسمي يحتفي بالمرأة فتكرم ويشار إلى إنجازها في كافة أنحاء العالم بيوم خاص سمي "يوم المرأة العالمي" ثم يليه الإحتفال بيوم الأم في الربع الأخير منه فتقدم لها الهدايا الخاصة ،وباقات الزهر الرائعة مع إحتفالية الطبيعة بتفتح براعم اللوزيات وتنمو بذور الأشجار والفواكه والحمضيات والنباتات بأنواعها في عرس طبيعي
ترتدي فيه الأرض الثوب الأخضر،وتكسو أغصان الاشجار الأزهار البرية الموسمية الربيعية في عزف منفرد لسمفونية ربيعية إحتفاء بالخصب بالأرض الأم المعطاء التي تجعل الحياة متلونة بألوان مختلفة مع ظهور قوس قزح بعد إنقشاع الغيوم وتوقف سقوط المطر الغزير بعد أن روى الارض بأمطاره القادمة من السماء معانقة السهول وسفوح الجبال والوديان لتشكل ينابيع عذبة وبحيرات طبيعية تسبح فيها الطيور وصغار الكائنات الحية وتتكون أنهارا وجداول ماء بعد ذوبان الثلج فتحول الوديان إلى سيول مياه متدفقة بالخير عبر الطرقات فتسقي البساتين والحقول وترقص
الارض في منظومة طبيعية حباها الله إياها تاكيدا من الخالق أنها مصدر الخصب والعطاء مثل المرأة تماما.
هكذا تبقى الأنثى من بين كل زوجين خلقا على الارض وهذه هي المرأة التي تبقى الربيع الدائم في حياة أسرتها ومجتمعها وحتى بنفسها التي بجب أن تتباهى بها أنها أنثى ،هذه هي حكاية المرأة منذ أول صرخة لها على الأرض بولادتها رضيعة طفلة تتحول الدنيا إلى لون بهي ورزق قادم من السماء وبركة تحل على المكان الذي تلد فيه ثم تكبر وتنمو تصبح يافعة شابة صبية وتتزوج وتصبح أما تتألق كل يوم في بيتها تبدع وتبتكر كي تقدم أجمل ما لديها لتسعدهم جميعا ،تبذل الجهود كي تقدم لهم كافة إحتياجاتهم والتي اولها الحب والحنان ،ويكتكمل فرحها حين يكبرون ويصبحون شيئا ما
إيجابيا بالحياة بفضل رعايتها ودورها الرائد في التخطيط معهم لحياتهم وفي تصميم مستقبلهم الباهر فلا ينسون فضلها بل يحرصون عليها ،وإن تعرضت لهزة رياح عاتية يقفون لجانبها خوفا عليها من أن تتساقط أوراق أشجارها جراء الخريف الذي يهددها ،خشية أن تجف فيه أغصانها الوارفة الظلال أو تتكسر من رياحهه العاصفة العاتية ،وتبقى هي في جذورها الأصيلة واقفة صامدة لا تهزها الرياح لإنها رمز الخصب والعطاء الدائم ،وتبقى تذكر كل من حولها أنه لولا وجودها بحياتهم لم يصبحوا شيئا ،ولن تنمو أغصانهم وفروعهم ولن يستمر إمتداد جذورهم إلى أعماق أرضها المعطاء
لإنها تدرك أهمية الربيع الدائم الذي تجدده خلال مرور الفصول الأربعة بكل عواصفهم وحرارة شمسها الحارقة وبردها القارس ورياحها العاتية ،هي المرأة وحدها تستحق أن يطلق عليها إسم الربيع الدائم في حياتنا أمنا وأختنا وصديقتنا ورفيقتنا وجدتنا وطفلتنا الصغرى التي تحتاج من كل رعاية وحب وحنان لتصبح إمرأة متميزة ونموذجا خصبا للعطاء والحب الذي لا يتنهي مهما عصفت به الرياح.