انتفاضة تارة واستهزاء تارة أخرى وخوف شديد واضح في كل السلوكيات التي يشهدها حزب الرجل \" السيد\" في الجزائر بعد قانون صودق عليه وقد يطبق أولا يطبق. قانون يحمي المرأة من سوط الرجل، من لكمته ، من ركلته أو حتى من صفعة .. صفعة تقضي على ما تبقى من كرامة إنسانية وهبها الله والطبيعة وكل القوانين البشرية التي ترفع من قيمة هذا المخلوق، تلك القوانين التي مرت عبر العصور والتي لم يمنحها الرجل للمرأة هدية عيد ميلاد ولا هدية زواج إنما انتزعتها منه انتزاعا عبر تضحيات كبيرة في كل العالم وفي الجزائر خاصة ولتشهد ثورة التحرير الكبرى ولتقل ما عندها وقد قَبِلها الرجل بعد الاستقلال على مضض بعد ان انتفض وانتفض. اللكمة قد تقابلها 20 سنة سجن قد تقل حسب الضرر،وهي عقوبة تبدو مبالغ فيها لأنها لا تطبق حتى على الذي قتل نفسا متعمدا أحيانا، بل ونرى الذي قتل نفسا يساهم في عمق القرار اليوم بشهادة الجميع . لكن هكذا يقول المشرع وهكذا يردد الشارع وهكذا تكبر \"الغلطة\" ويكثر العدوان، عدوان من طرفه وخلق كاذب لعدوان من طرفها كقنذ يزأر...إذ أن الغالبية غير المستفيدة من القانون ترى فيه محرضا على نشوز المرأة ففساد المجتمع، وكأن المجتمع ينتظر قانونا كهذا كي يفسد، أو كأن المجتمع لم يفسد بعد... انتقاضة الرجل هذه تقضي على ما تبقى من شهامة كانت لتحمي المرأة وتحسسها أنها تحتمي بصدر رجل أحبته سواء كان أخا أو أبا أو زوجا أو حتى صديقا في وقت صارت الصداقة أيضا نادرة.. إننا في عصر لم تعد فيه القوامة للرجل الذي كان في وقت مضى وبشهامة يرفض أخذ مال زوجته بكبرياء في حين صار يشترط المرأة العامل من أجل أن تعينه على شؤون الحياة طمعا أو عدم مقدرة حقيقية لا لأنها تريد أن تكوّن مستقبلا مستقلا أو أنها بإرادتها تريد تحمل المسؤولية كفرد نشيط في المجتمع ، فلا بأس في أن يأخذ من مالها مادام عن تراض...وأظن أن أخذ المال دون رضى هو الذي جعل الرجل الجزائري \" المثقف\" يثور تحديدا على الشق الثاني من القانون والذي يمنع الرجل من إكراه المرأة كي يتصرف بمالها حتى أنه يأخذ راتبها الشهري كله، برضى أو بدون رضى و يدفع منه فاتورة الانترنت كي يخطب في الناس: \" الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم \"الشيء الذي صار يشكل حاجزا كبيرا أمام استمرار المودة والرحمة بينهما كأبسط مفهوم لمعنى الزواج الإسلامي وغير الإسلامي أو حتى التزاوج بين بعض الحيوانات التي نلاحظ توادها وتراحمها في فيلم وثائقي عابر . تغيرت الحياة و تغيرت معها طرق التفكير إلا العنف، بقي متربعا على عقول بعض الرجال مسيطرا على عضلاته أو لنقل أن عضلاته صارت تسيطر عليه فلم يعد يملك أمامها إلا أن يوظفها بالضرب المبرح ليثبت رجولته الضائعة. رجولة يظهرها أمام صديقه بعد أن جلس في مقهى الحي يروي مغامراته .. لم أكن لأكتب لو أني رأيت رجالا من الجيل الأول يتجادلون حول القانون الجديد، ولم أكن لأكتب لو أني رأيت البسطاء من الذين اكتسبوا العادات اكتسابا فلم يعد المخرج منها سهلا، إنما أكتب لأني رأيت الثرثارين المالكين لازدواجية في اللغة والتفاعل، ازدواجية مقيتة من طرف مثقفي العصر بل من بعض صحفييه الذين فضحتهم أفعالهم قبل أقوالهم إذ ينصبون خيمهم قرب حريم الهوى دلالا ويعلقون عصيّهم فوق رؤوس الزوجة والأخت ظلما و\" حقرة\" بل خوفا على عرش العبودية الذي بنوه ذلا فذلا ولم تساعدهم في ذلك إلا امرآة. إليهم وحولهم أكتب.