تواصلت أمس فعاليات مؤتمر غرفة قطر الأول للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بحضور سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة الغرفة وحشد من أصحاب الأعمال، حيث تم تخصيص الجلسة الرئيسية أمس لموضوع سيدات الأعمال القطريات ودورهن في المشاريع الصغيرة والمتوسطة،
وتحدثت في الجلسة كل من السيدة ابتهاج الأحمداني عضو مجلس إدارة غرفة قطر ورئيسة منتدى سيدات الأعمال القطريات، والشيخة نور آل ثاني عضو اللجنة التنفيذية لمنتدى سيدات الأعمال ورئيسة لجنة الأسر المنتجة، والسيدة جواهر الكواري عضو اللجنة التنفيذية لمنتدى سيدات الأعمال ورئيسة لجنة العلاقات الخارجية والفعاليات.
تخصيص
وفي البداية رحبت السيدة الأحمداني بتخصيص جلسة في المؤتمر لمناقشة دور المرأة في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودورها في التنمية الاقتصادية التي تشهدها الدولة، مشيرة إلى أن انعقاد المؤتمر الأول لغرفة قطر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بمثابة تأكيد على أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دفع وتطوير الاقتصاد القطري.
وقالت إنها تشرفت ومن خلال تجربتها الشخصية كسيدة أعمال قطرية أن تكون عضواً لمجلس إدارة بغرفة قطر على مدار ثلاث دورات متتالية حاولت خلالها مع زملائها أعضاء الغرفة أن تقدم أفضل تمثيل للقطاع الخاص القطري وإزالة أي معوقات تعرقل نموه وتطوره ومشاركته الإيجابية في التطور الاقتصادي.
مساهمات
وأشارت إلى أن الغرفة أسهمت منذ إنشائها وحتى الآن في أداء دورها على أكمل وجه، حيث مثلت القطاع الخاص محلياً وعربياً ودولياً ونجحت في أن تتبوأ مكانة لها بين مثيلاتها. فكان لها دور بارز في اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي واتحاد غرف البلاد العربية للتجارة والصناعة والزراعة والغرفة الإسلامية والغرفة الدولية ومجالس الأعمال المشتركة، كما نجحت في تنظيم كونجرس الغرف العالمية في العام 2013.
دعم
وأعربت الأحمداني عن أسمى آيات الشكر والعرفان لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد على دعمهما المتواصل للمرأة القطرية في كل وقت، والتأكيد على أهمية مشاركتها الإيجابية والفاعلة في المجتمع القطري بشكل عام.
جهود بناءة
وتابعت تقول: «لقد كان منتدى سيدات الأعمال التابع لغرفة قطر إحدى ثمار هذه الجهود البناءة، وأسهم في أن يدشن لمرحلة جديدة للمرأة القطرية في توجهها نحو المساهمة الإيجابية في نهضة قطر. وركز المنتدى الذي يضم مجموعة من سيدات وشابات الأعمال الطموحات على أن يكون للمرأة دور حقيقي وملموس في الداخل والخارج، مستفيدة من الدعم الذي توليه القيادة الرشيدة والتوجهات الحكومية الرامية إلى تعزيز دورها محلياً وإقليمياً ودولياً.
تطوير الذات
وأشارت إلى أن المنتدى يهدف إلى تطوير الذات وصقل المهارات لدى المرأة واكتساب الخبرات وتبادل المعرفة والخبرة بين صاحبات الأعمال القطريات وخلق أنشطة إبداعية تبرز دورها في المجتمع، وأن يكون حلقة وصل مع الكيانات الأخرى المشابهة.
وأضافت: «لقد أسهمت المشروعات الصغيرة والمتوسطة بدور كبير في دخول الكثير من سيدات الأعمال إلى عالم الأعمال وساعدتهن في أن يصبحن رائدات أعمال وقدوة لغيرهن من الشابات الراغبات في الدخول إلى سوق العمل. والمجتمع القطري مفعم بالأمثلة والنماذج المبشرة من سيدات الأعمال القطريات إلا أن المجال لا يكفي لذكرهن، لكن أتوجه إليهن بالتحية تقديراً لدورهن البارز في خدمة الوطن».
تجربة خاصة
واستعرضت الأحمداني تجربتها الخاصة في عالم الأعمال، وقالت: «بدأت عملي بانضمامي إلى شركة العائلة التي كانت متخصصة في قطاع المقاولات والبناء وتعلمت منها الكثير، وكان والدي يشجعنا على افتتاح فروع جديدة، ولذلك بعد أن تخرجت أنا وأختي في الجامعة قررنا أن نفتتح عيادة للأسنان فبدأت بعيادة صغيرة للأسنان، ولكن كان لدي طموح ومثابرة لأن أصبح رائدة في هذا المجال وبالفعل ركزت جهودي حتى تطورت العيادة إلى مركز صحي كبير وشركة للأدوية لديها وكالات عالمية في قطر ودول مجلس التعاون، ثم قررنا أن نبني مجمعا طبيا. والحمد لله حققت كثيرا من آمالي وأسعى إلى تحقيق المزيد من الإنجاز، كما أنه لا بد أن أوجه الشكر الجزيل إلى سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس الغرفة والذي رشحني لأكون عضوة في اللجنة الوطنية للتأمين الصحي».
وأضافت: «من خلال تجربتي أنصح شابات الأعمال بالتخصص في مجال محدد، وأن يبذلن كثيرا من الجهد نحو تطويره لتحقيق النجاح المرغوب وليشعرن في نهاية المطاف بذاتهن في المجتمع، فأنتن الآن في رحلة إثبات الذات التي تتطلب منكن التركيز في مجال معين، الاحتكاك بالنماذج الناجحة لاكتساب الخبرات وتبادل المعرفة، التحلي بالصبر والتحدي خلال تلك الرحلة، المشاركة في المنتديات والمؤتمرات لما لها من أهمية في تبادل المعارف واكتساب الخبرة ونشر الوعي. كما أنصحكن بالمشاركة في المعارض ذلك لأن الكثير من شابات الأعمال كانت بداياتهن في المعارض والآن أصحبن يملكن مؤسسات وشركات خاصة بهن».
تجارب ناجحة
ومن جانبها تحدثت الشيخة نور آل ثاني عن تجربتها الخاصة في الأعمال، حيث بدأت قبل تسع سنوات من خلال التصميم بحكم تخصصها الجامعي. وقالت: «كانت أعمالي تتمحور حول التصميم المبدع وتوفير منتجات فريدة للمجتمع. وقد بدأت مسيرتي مع القوات المسلحة القطرية، حيث قمت بتصميم أزياء وشعارات للقوات المسلحة بعد إعادة تقييم للمنتجات الموجودة. وحاليا نقوم بتوفير حلول مبتكرة لمنتجاتنا المستقبلية، وقد استفدت كثيرا من هذه التجربة وأسست شركة للتصاميم، ومن هنا تم ترشيحي لرئاسة لجنة الأسر المنتجة في منتدى سيدات الأعمال القطريات.
وتحدثت الشيخة نور آل ثاني عن لجنة الأسرة المنتجة. وقالت إن هنالك عوامل عديدة للشراكة مع الأسر المنتجة وتفعيل دورها في التنمية، مضيفة: «نحن في المنتدى نسعى إلى دمج الأسر المنتجة في الاقتصاد، بحيث لا نتعامل معها من باب التبرعات، بل أن تكون عنصرا فاعلا في الاقتصاد، حيث إن الأسر المنتجة تعد من أهم التجارب للمشاريع الصغيرة والمتوسطة».
وقالت إن لجنة الأسر المنتجة تهدف إلى جعل قطر مركزا متميزا للأسر المنتجة والمشاركة الفاعلة في الاقتصاد الوطني وزيادة الوعي بجودة المنتجات التي تقدمها هذه الأسر، ودعم وتطوير الصناعات التقليدية والحفاظ عليها من الاندثار، مشيرة إلى أنه يتم الإعداد لمشروع متكامل مع الأسر المنتجة لتشجيع الإنتاج وتفعيل دور المرأة المواطنة في تقديم منتجاتها في المعارض الهامة وخلق فرص العمل لجميع أفراد الأسرة والحفاظ على التراث المحلي، إضافة إلى التوعية بموضوع الملكية الفكرية.
حلقة وصل
ومن جهتها أشادت السيدة جواهر الكواري بتخصيص جلسة في المؤتمر لتسليط الضوء على دعم منتدى سيدات الأعمال القطريات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، واستعرضت دور لجنة العلاقات الخارجية والفعاليات، حيث تعتبر حلقة الوصل بين سيدات الأعمال والمجتمع المحلي والجهات ذات العلاقة، مشيرة إلى أن اللجنة تساهم في تنظيم الفعاليات الناجحة.
وأشارت إلى أن أبرز مهام اللجنة تتمثل في التسويق والاتصال من خلال تعزيز التواصل بين المنتدى والمجتمع الخارجي، والإعلام من خلال تعزيز صورة مجتمع سيدات الأعمال عن طريق إقامة الحملات الإعلامية الخاصة بذلك، ونظم المعلومات من خلال جمع بيانات شاملة عن سيدات الأعمال، لافتة إلى أن الخطط المستقبلية للجنة تتضمن تنظيم منتدى صاحبات الأعمال الخليجيات، والاشتراك في عضوية المنتديات الخليجية، أما محليا فيتمثل ذلك في الإشراف على تنظيم المعارض ذات الصلة وإعداد موقع إلكتروني للمنتدى وتفعيل موضوع «النت وركينج»، بحيث يتم تواصل سيدات الأعمال مع بعضهن البعض من خلال الشبكة العنكبوتية.
واستعرضت الكواري تجربتها الشخصية حيث إنها تمتلك «بوتيك» متخصصا في الأزياء العالمية، وأن هنالك فرصة للسيدات لتطوير تصاميمهن، مشيرة إلى وجود نحو خمسين ماركة خليجية وقطرية جاهزة لكي تظهر عالميا.