ونحن فى شهر مارس لا أستطيع أنسى المرأة فى الكتابة عنها وعن دورها البطولى على مر العصور وكيف أن المرأة المصرية لها دورا رائدا فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولكن للأسف مازال ينظر لها المجتمع نظرة دونية وينظر على أنها تابعة للرجل .
مازال ينظر لها البعض على أنها لا تصلح لتولى بعض المناصب القيادية أو أنهم يحملونها وجود بعض المشكلات المزمنة فى المجتمع مثل البطالة والعنوسة وأنها لو تخلت عن أماكنها لتم حل جميع هذه المشكلات.
ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمى 8 مارس والاحتفال بيوم المرأة المصرية فى 16 مارس في يوم المراة العالمي مازال شعارنا...خبز ووردة
هذا اليوم يأتى ليذكرنا بكفاح النساء فى العالم من أجل حقوقهن ، وهذا اليوم الذي دشن تتويجا لنضال النساء العاملات فى قطاع الغزل والنسيج حين انتفضن من اجل ظروف عمل إنسانية واجر عادل و ساعات عمل محددة ، ثم توالت حركة النساء لتطالب بحق المشاركة السياسية سواء بالتصويت او الانتخاب ، وتستمر المسيرة النضالية للنساء من اجل دفع كافة أشكال التميز ومن اجل انتزاع الحقوق ، والمتتبع لمسيرة الحركة النسوية العالمية يجد ان حركة النساء المطلبيه لم تنفصل باى حال من الأحول عن تقدم المجتمع ككل ،فانتفاضة عاملات النسيج فى نيورك أدت الى تحسين ظروف العمل لجميع العاملين باجر ، حيث كتبت انتفاضة النساء فى 1856 والتى حملت فيها العاملات الخبز والورود كرمز للحرية والعيش بمساواة تاريخ جديد للنساء والحركة الاجتماعية عموما ، ومنذ هذا التاريخ والحركة النسوية تكافح من اجل تحسين أحوال النساء .
وفى مصر ساهمت المرأة بل وقادت حركات التغيير وبرز دورها فى معركة التحرر الوطني ومحطاته المختلفة سواء فى ثورة 1919 وما سبقها من حراك وما تبعها من محطات هامة على رأسها مقاومة العدوان الثلاثي وتتابعت معاركها في الكفاح وعلى خطوط الإنتاج وفى الحركة السياسية فشهدت الجامعات المصرية دورا مميزا للطالبات فى ستينات وسبعينات القرن الماضي ، واستمرت النساء فى الحركة الوطنية طول الثلاثين عام الماضية وصولا الى الحراك الشعبي في ثورة يناير ويمتد نضالها الى ألان .
وعلى المستوى العربى تقول د.هدى بدران رئيس رابطة المرأة العربية أنه بعد أربع سنوات من الحراك الثوري في شوارع وميادين العديد من البلدان العربية قدمت النساء التضحيات وتقدمت الصفوف وكانت شعلة للثورة والتقدم والاستنارة ، وأزاحت قوي الاستبداد والفساد التى ظنت أنها باقية الى الأبد ، وحين حاولت قوى التخلف والرجعية السيطرة على الحراك السياسي والاستيلاء على السلطة استطاعت النساء المصريات والتونسيات مواجهة هذا التيار الرجعي بقوة وحزم وأسقطتهم ، وها هي تقاوم ويستمر حراكها من اجل انتزاع الحقوق ومواجهة المخاطر والتحديات .ورغم ما قدمته النساء من تضحيات إلا إن الحصاد على المستوى العربى والمصري مازال ضعيفا ، فمازالت المرأة المصرية تعاني التهميش من بعض الوظائف العامة كمنصب المحافظ وكذلك تعاني من التميز على مستوي الأجر فى بعض الإعمال ، ومازال هناك فارق بين الرجال والنساء فى معدلات التنمية ، كما تتحمل النساء رغم التهميش والحرمان نسب عالية من إعالة الأسر ، وكذلك مازالت العاملات فى المصانع تعاني ظروف عمل صعبه ويتعرض الكثير منهم لانتهاكات متنوعة .
وبلا أي شك هناك تقدم أحرزته النساء فى عدة مجالات على مستوي التشريع الا أن هذا التقدم يحتاج الى تفعيل لذا نري ان هناك مهام ملحة أبرزها :
تفعيل مواد الدستور الخاصة بالوظائف العامة ورفع كافة إشكال التمييز ضد النساء فى العمل ،تحسين ظروف وشروط العمل للنساء عموما.
تحسين الخدمات الصحية والإنجابية للنساء وتوفير الرعاية الصحية فى المناطق الفقيرة والمهشمة بالمجان
تنقية المناهج التعليمية من المواد التى تكرس أشكال التميز والتهميش من مناهج التعليم