نسمع ونشاهد من يحاول أن يُظهر شفقته ورحمته بها، ويسعى أن يحيطها بسياج من التحنان والعناية، زاعماً سفهاً وحمقاً وجهلاً أو كيداً وعداءً أنها مظلومة، مضطهدة، ليس لها حق في تقرير مصيرها ورعاية مصالحها والعناية بحقوقها! ويعملون كلما سنَحَت لهم فرصة في بث السموم الرامية إلى تشويش فكرها، وتقزيم حجمها وعملقة المشاكل التي تعاني منها.
ويُحسن من يُتقن فن التبعية الجائرة في التطبيل لمثل تلك الرؤى الجائرة، وتضخيمها والسير بها بين الركبان حتى تنخر في أذهان فئة لا تكاد تُدرك إلا ما يدور في فلكها، وليتها حقاً تُدركه إذ لو كانت كذلك لما غشيها موج الباطل.
إن المرأة المسلمة قد أحاطها الإسلام بسياج من الرعاية وألبسها ثياب العناية والاهتمام، وكَفَلَ لها حقوقها في سائر شؤونها في التعليم والنفقة والصداق وغيرها.
والمرأة المسلمة في هذه البلاد المباركة هي التي تنعم بما شرعه الإسلام من الحقوق وتحافظ على نفسها من أن تنهشها كلاليب المغرضين الساعين إلى تجريدها من عقيدتها وطهرها وعفافها. وذلك ما يحرص ولاة الأمر على إعلانه والتأكيد عليه في المحافل الرسمية التي تنقلها وسائل الإعلام وتصل إلى العالم أجمع.
المرأة في المملكة تتمتع ولله الحمد بأعلى درجات الطموح فترى المعلمة والطبيبة والأستاذة في الجامعة والممرضة وصاحبة المؤسسة ومديرة الشركة والموظفة في الوظائف التي تكفل لها جواً من الحشمة وبُعداً عن مواطن الريبة. إن المرأة في ظل الشريعة الخالدة وفي هذه البلاد بحاجة ماسة إلى التزود من العلم الشرعي بقدر كاف ومن ثم التحصيل العلمي المعرفي في سائر المجالات الطبية والفنية والمهنية والعملية وكل ما يزيدها علماً في جو من الإبداع والتأصيل.
وأقول بصوت آمل أن تبلغ أصداؤه الآفاق: المرأة السعودية هي ذات الدين والعلم والمنزلة الرفيعة المحترمة التي لا تقبل إلا ما يكفل لها المحافظة على دينها والالتزام بأدبها واحترامها ومكانتها الرفيعة، سواء كانت ربة منزل ترعى أسرتها وزوجها وأبناءها، أو كانت على ثغر تخدم من خلاله دينها ثم وطنها، مع محافظتها على وظيفتها الرئيسة التي تخصها سواء كانت أماً أو زوجة أو أختاً أو بنتاً.
إن كل فرد يملك ما يمكن أن يمتطي به صهوة جواد الحق ليعلنها صريحة مدوية: لو حظيت نساء العالم بما تحظى به المرأة في المملكة في ظل دينها وبلادها المباركة لأغلقت كثير من المؤسسات التي تناصر النساء وترعى حقوقهن، ولتراجعت أعداد القضايا التي تشكو فيها المرأة من الظلم والتعسف والنكران إلى الوراء كثيراً، ولحاول كثيرون الوصول إلى ما وصلت إليه من المكانة.
إنني من هذا المنبر الكريم أحث كل القادرين على توضيح المكانة الحقيقية للمرأة المسلمة عامة، والمرأة السعودية خاصة، فإن في ذلك عزة وكرامة ودعوة لغير المسلمات للدخول في دين الإسلام الذي تجد فيه المرأة ما يكفل لها حقوقها.