الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أنا المرأة التائهة بين الأمومة والأحلام!

  • 1/2
  • 2/2

ليلى سلامة - " وكالة أخبار المرأة "

 لم أختر أن أكون أماً، ولكن الأمومة اختارتني لتكون مصدر إلهامي!
قرأت في إحدى المجلات المتخصصة في شؤون المرأة والأسرة، بأنّ حنان الأم وشدة خوفها على أطفالها يجعل منها إمرأة خارقة، لدرجة أنّ الأم قادرة على أن ترفع سيارة بمفردها لإنقاذ طفلها.
وكنت أعتقد أنه كلما يكبر الطفل ويصبح قادراً على الأعتماد على نفسه، فإنّ عبء المسؤولية على الأم يقل تدريجياَ مع نمو الطفل الفكري والجسدي. وصرت أتخيل أنّ حياتي السابقة ستعود من جديد، حتى أعوض عن السنوات التي لم أنجز فيها كثيراً من الأمور العالقة، واهتماماتي التي عجزت عن تطويرها لانشغالي بمهام الأمومة والعناية بأسرتي.
وفي كل مرّة استيقظ فيها من خيالاتي أنظر خلفي لأرى المنزل قد انقلب رأساً على عقب، وكأنّ هذا الأمر يتجاوز قدراتي على فهم ما حصل، وأنّ أطفالي يعاقبونني بشدة كلما أشحت نظري عنهم، من أجل منعي من السفر في أفكاري التي أحتاج أن أخطها على الورق.
ولأنني أحب عملي كأم ومربية، واعتني بكل التفاصيل والشؤون المتعلقة بأسرتي، أحاول دائماَ أن أطور مهاراتي من خلال أطفالي، لإنهم مصدر الإلهام في حياتي، حتى إذا قاموا بشد خصلات شعري، والصراخ المتعمد في أذني، أو تمزيق الأوراق، والعبث بلوحة مفاتيح جهاز الحاسوب الخاص بي.
وأحب عملي في مجال الكتابة والإنتاج الفكري والذي أتمكن من القيام به من دون مبارحة المنزل، هذه الفرصة التي منحتني مساحة خاصة دون أن أضطر لترك أطفالي، هي بمثابة تقدير وامتنان، ودعم وتحفيز، ووسيلة من وسائل تمكين المرأة والأم.
وأود أن أشير، إلى أنّني محظوظة جداً من بين نساء كثيرات للإستفادة من فرصة العمل في المنزل، لأنّ هذا العمل يساعدني في ملء وقت الفراغ وتفريغ طاقتي المتراكمة، والإحساس بالاسترخاء والراحة، ويساهم في تحقيق استقلاليتي على المستويين الشخصي والمادي.
ومن خلال هذه الفرصة أصبحت إمرأة غير عاطلة عن العمل، وبدوري فإنني أساهم في خفض نسبة البطالة بين النساء، فضلاً عن أنّ هذا العمل يوفر لي الوقت والجهد والمال. وأحب عملي لأنني غير مضطرة لقضاء ما يقارب 12 ساعة خارج المنزل وفي العمل، أو التقيد بوقت محدد وأنظمة معينة.
ومن جهة أخرى، فإنّ العمل من خلال المنزل يحقق لي شعوراً صادقاً بالأمومة الحقيقية لأنني قريبة من أطفالي، ويجعلني ملكة حرّة، بعيداً عن العالم الخارجي الذي ليس له حدود في التعامل، بمساندة زوجي.
وعملي في مجال الإنتاج الفكري والأدبي، منحني فرصة للاطلاع والقراءة باستمرار، الأمر الذي يساهم في تنمية ثقافتي حول العديد من القضايا والمواضيع، مثل السياسة، والصحة، وشؤون الأسرة والتربية، فضلاً عن القضايا الاجتماعية.
واستطعت أن أصنع مطبخي الفكري الخاص بي، بنوافذه المطلّة على مشهد مغاير، ولم أعد مجرّد ربة منزل أهتم بأفكار تتعلق بديكور وترتيبات مطبخ المنزل. وتحولت الفوضى العارمة التي يتسبب فيها أطفالي إلى مصدر إلهام وخلق جو ثقافي ممزوج بروح الأمومة.
وكافئتني طفلتي الصغيرة برسوماتها البدائية والتي تعكس أهمية وجود الأم في المنزل ودورها في ترابط الأسرة، ما جعلني أحس بسعادة أنقذتني من السقوط في قاع الاكتئاب

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى