لطالما تحدثت وكتبت عن مواقع التواصل الاجتماعي، كتويتر وفيس بوك والإنستغرام وغيرها، ولم يكن حديثي ينصب على فائدتها وما أحدثته في عالمنا من تغييرات وتبديلات في الأفكار والتوجهات والميول، بل عن أثرها السلبي الكبير، وفضلاً عن هذه المواقع توجد التطبيقات والبرامج التي نحملها على هواتفنا الذكية والتي باتت كما هو معروف كالكمبيوتر الصغير الذي نحمله 24 ساعة بين أيدينا.
باتت الأخبار تنتقل وتصلنا مباشرة ومن دون أي تدقيق أو من مصادر موثقة، وهذا ما سمح بأن تكون كثير من هذه الوسائل مرتعاً للشائعات والأكاذيب والافتراءات، فضلاً عن هذا نشاهد سيلاً جارفاً من المواد التي تصلنا على شكل فيديو أو صور ونصوص مختلفة، وهي تصلنا من دون أي رقيب أو حسيب، ووفق أي سوق سواء كان هابطاً أو راقياً، لست معادية لمثل هذه المواقع ولا لتلك التطبيقات والبرامج، بل إنني أستخدمها بشكل كبير، وباتت تأخذ جزءاً من وقتي، وإن كنت أحرص على أن يكون ذلك الجزء يسيراً، لكنني أشير لجانب مهم يتعلق بالاستخدام السيئ لها، ويتعلق بما نجده فيها من أكاذيب وأفكار منحرفة، فضلاً عن بعض المواد السيئة بكل ما تعنيه الكلمة.
ونحن نعلم أن هناك أيضاً عصابات وجماعات لها أجندة وأهداف منحرفة وهي تركز رسالتها ومادتها نحو الفتيات والشباب، على سبيل المثال نجد تنظيماً إرهابياً دموياً مثل داعش، نسمع ونقرأ الأخبار بأنه يجند فتيات وشباباً من كل أرجاء العالم خصوصاً من أوروبا للانضمام لصفوفه، ووسيلته المثلى وأداته الطيعة هي مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا تم رصده وملاحظته في الكثير من القصص، ويمكن أن نلاحظ بعض الأفلام القصيرة التي تصل وتنتشر على هذه الموقع لندرك أبعاد المؤامرة وعمقها.
والذي أصل له أنه يجب أن يقابل مثل هذه الهجمات البغيضة بحلول مستدامة لمكافحة مثل هذا المد، تتمثل هذه الحلول في مرونة في المناهج الدراسية لتعريف النشء بأساليب مثل هذه الأخطار، وتكون مواد دراسية ملزمة، يتم خلالها تعليمهم على كيفية التعامل وكيفية معرفة الخبايا والنيات السيئة، كيف يبدؤون ويتحدثون وغيرها من الطرق التي تحصنهم، يقول أرسطو «يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل». وهذه الكلمة لعلها توجز لنا الكثير من الكلمات، فالشباب شعلة ونشاط ويريدون تحقيق كل شيء سريعاً، ولذا هم يكثرون من الأخطاء التي يرتكبونها ويقعون فيها، فلنحصنهم ونرشدهم وليكن هذا التوجه إلزامياً وواضحاً وقوياً.