للأسف للآن كثيرات يعتمدن على الحظ في نجاحهن ،والنصيب في وصولهن لمواقع لا يتوقعونها ،لإن النساء المتميزات ما زلن يتحدين ويبذلن الجهد كي يصلن بعرقهن ،ذلك أن بعض الرجال ينظرون للآن للمرأة الحديدية القوية بمعايير ذكورة تعتمد على الشكل والعمر وحجم المال الذي تملكه وما تملكه من إمكانيات مختلفة من إسم لعشيرة شهيرة ،أو تزكية من صاحب قرار صاحب منصب وجاه وكلمة مسموعة ،و ينظر بعض الرجال أولويات لوضعها بمنصب معين أو إيصالها لسدة منصب إداري كي تسهم في اتخاذ القرار المناسب لمكان ما ،البعض منهم ينعتون المرأة ذات الخبرة يأنها عجوز مضى عليها قطار العمر،وينظرون للمرأة التي أنجبت أطفالا كثيرة بأنها غير رشيقة ،وينعتون المرأة الغيورة التي تحرص على عملها أنها فضولية وحشرية،وإن أرادت أن تبدي رأيها بشيء ما يتم تجاهله ،وقد لا يستمعون إليها جراء شخصيتها القوية ودورها الرائد الذي يغطي عن الكثيرين الذين تعمل ضمن فريقهم،قد يهينونها أحيانا لإصرارها وحرصها على شيء ما نتيجة حبها للعمل وسعيها للتميز ولسرعة إنجازها ،لهذا أعتبر نفسي واحدة ممن لم تصل إلى طموحها المنشود نتيجة الحظ السيئ الذي يلاحقني ،تجربتي الفاشلة في الانتخابات البرلمانية الأردنية عام 2003،قد أثرت علي كثيرا لما نجم عنها من خسائر معنوية ومادية ،وتجربتي الأولى في الزواج فاشلة رغم سعي لتحقيق الكثير منها ،وبين ضغوط العمل والتحديات واجهت الكثير من الرجال الذين كانوا يضعون أمامي معايير ومقاييس لصورة المرأة التي يريدونها خارجة عن العدالة والإنصاف بحجج وذرائع كثيرة وفق مقاييس غير عادلة لكثيرات من النساء الصامتات حبا في البقاء وحفاظ على بعض المكتسبات التي يرونها كثيرة عليها،قد يسيئون فهمها لكلمات تتفوه بها كي يسمعوا صوتها لكنه لسطحية تفكيرهم ونظرهم للمرأة المبتدئة البسيطة التي لا تملك خبرات المرأة القوية الخبيرة فيصفونها ببعض الألفاظ التي تجرحها وتجعل منها سيدة غير مستقرة قلقه دوما على مصيرها،ومتوترة في حياتها،قد تخطأ وقد تتهاوى بحثا عن ملاذ آمن يعززها ويحفزها،ويجعل لها قرارا آمنا بحياتها،تبقى المرأة وحدها صاحبة القرار بمصيرها،ووحدها فقط قادة على مواجهة التحديات كي تقول للجميع أنا هنا بشخصية مستقلة قوية ،أنا هنا كي أسهم مع الجميع في فعل الخير والمساهمة في الإنجاز لكنهم لا يستوعبونها ولا يسلمونها زمام أمور قد تحقق لهم المزيد من الإنجاز والمزيد من النجاح وتضيع هي بين متاهات المجتمع الذكورة الذي يحدد لها مصيرها ،إما أن تكون ذليلة صامتة أو تابعة أو تسمى متمردة ومعترضة دائما عن قرارات لا تنصفها وقد يضعها بعض الرجال في الصف الثالث وترفض هي ويكون مصيرها طي صفة حياتها ينهايات غير سعيدة ،وهذا لا يحدث إلا بالمجتمعات العربية للأسف وقلة من النساء يضحين كثيرا ويخسرن كثيرا كي تصرخ بأعلى صوتها قائلة أنا هنا ولكن لا حياة لمن تنادي.