لا يختلف اثنان على أن المرأة الكويتية حققت في السنوات الأخيرة الكثير من الإنجازات على كل المستويات السياسية والفنية والأدبية والعلمية.. فقد أصبحت وزيرة ونائبة ومديرة للجامعة ورئيسة لتحرير أشهر المطبوعات الكويتية.. كما أصبح للمرأة مشاركة فعالة في السلطتين التشريعية والتنفيذية وأثبتت جدارتها في قيادة العديد من مواقع الدولة المختلفة، لكن يبقى السؤال: هل الإعلام الكويتي أنصف المرأة حقا؟ القبس التقت مجموعة من الشخصيات وحاولت البحث عن إجابة.
أعتقد ان الإعلام الكويتي انصف المرأة وأعطاها مكانتها التي تليق بها وخاصة في المجال الإعلامي، هكذا يؤكد الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس الذي يضيف قائلا:
- في السنوات الأخيرة هناك اهتمام كبير من قبل الإعلام الكويتي بالمرأة خاصة بعد أن حققت الكثير من النجاح على المستوى السياسي، كما حققت نجاحات كبيرة في الإعلام ذاته وإن كان ينقص وصول اعلاميات إلى الصفوف القيادية. بالنسبة للمرأة لدينا في الملتقى الإعلامي العربي، المجلس العربي للإعلاميات العرب، الذي يضم بعض الإعلاميات الكويتيات وهو يعمل على عدم وجود المرأة في الساحة الإعلامية الكويتية.
حفلات الشاي
من جهتها، ترى التشكيلية ثريا البقصمي أن الإعلام يجب ألا يميز بين الرجل والمرأة عند تقديمه رسالته، وتتساءل البقصمي هل الإعلام الكويتي أنصف المواطن الكويتي بنصفيه؟ وتجيب:
- في الآونة الأخيرة حققت المرأة الكويتية الكثير من الإنجازات على كل الاصعدة، وأعتقد أن الإعلام الرسمي في الكويت أنصف المرأة الكويتية تماما وأعطاها حقها، فوزارة الإعلام التي يرأسها وزير شاب تدعم المرأة، كما أن وسائل الإعلام وعلى رأسها الصحافة أنصفت المرأة الكويتية، وعلى سبيل المثال نحن كمبدعات يتم إبراز جهودنا ويتم تركيز الضوء على أعمالنا.
لكن تبقى نقطة مهمة وهي أن على المرأة أيضا جزء من المسؤولية يجب أن تتحمله، وما أراه أن بعض النساء يعتقدن أن إقامة حفلات الشاي يعتبر إنجازا يجب تسليط الضوء الإعلامي عليه، فالأعمال الجادة وحدها هي التي تجعل الإعلام ينصف المرأة.
الإعلام متحيز ضد المرأة
مستشار رئيس لجنة شؤون المرأة د. أحمد البستان يرى أن الإعلام الكويتي لم ينصف المرأة وأن ثمة تمييزا إعلاميا لمصلحة الرجل، يقول البستان:
- رغم أن المرأة الكويتية وصلت إلى أعلى المراتب وأصبحت تشارك في السلطتين التشريعية والتنفيذية إلا أن الإعلام الكويتي لم ينصفها، ولأضرب مثالا يوضح ذلك: انظر إلى وضع المرأة في مجلس الأمة، عندما وصلت أربع نائبات إلى مجلس الأمة كان الإعلام يتحدث عنهن باعتبارهن نائبات للخدمات وكأن الكويت لم تعرف نواب الخدمات إلا مع وصولهن لمجلس الأمة، بينما القاصي والداني يعرفان أن نواب الخدمات من الرجال في مجلس الامة لا حصر لهم، ورغم ذلك كان الإعلام يضخم من انتقاده للنائبات.
وفي الوقت نفسه أؤكد أن المرأة نفسها في بعض الأحيان تكون هي أكبر عدو لبنت جنسها.
لم تصل للمناصب القيادية
الإعلامية أمل عبدالله رغم تأكيدها على أننا ما زلنا نعاني من نظرة المجتمع الذكوري تجاه المرأة فإنها تعترف بأن الإعلام الكويتي وقف في صف المرأة خاصة في السنوات الأخيرة، تقول عبدالله:
- المرأة تتمتع بوجود كبير في مجال الإعلام ولا احد ينكر ذلك، ووزارة الإعلام مشكورة تتيح الفرصة للشباب ومن بينهم الكثير من النساء العاملات في المجال الإعلامي، لكن حتى الآن لم تأخذ المرأة كإعلامية حقها في الترقي الإداري والوصول إلى المناصب القيادية.
الإعلام ساند المرأة
وأخيرا يتفق رأي الأديبة ليلى العثمان مع رأي الفريح في أن الإعلام الكويتي أنصف المرأة وقدم لها الكثير من التشجيع فتقول:
- المتابع للإعلام الكويتي عبر السنوات الأخيرة يتأكد أنه ساند المرأة وشجعها بقوة، ولا اعتقد ان هناك تمييزا لمصلحة الرجل في الإعلام الكويتي بل انني أعتقد أن الإعلام يقدم رسالته بدون انتقائية.
لكن في الوقت نفسه فإن على المرأة دورا لا بد أن تلعبه بإبراز نفسها ومشروعها، وأن تكون حاضرة في قضايا مجتمعها لكي يساندها الإعلام.
الفريح: نموذج مهين
أستاذة اللغة العربية في جامعة الكويت د. سهام الفريح تؤكد ان الإعلام الكويتي أنصف المرأة وأبرز دورها ونجاحها فتقول:
- لا أعتقد أن الإعلام يتحيز ضد المرأة كما يرى البعض، إنما أعتقد أن الإعلام الكويتي أنصف المرأة ووقف بجانبها ودعمها، لقد قام الإعلام بدوره على أكمل وجه وأعطى المرأة الكثير من المساحة لتعبر عن قضاياها ومساندتها.
وأعتقد أن هناك سلبية يقوم بها الإعلام ويؤثر فيها سلبا على مكانة المرأة في المجتمع، حيث يتم تجسيد صورة المرأة في الدراما بصورة مشينة، فنحن نرى مشاهد تضرب فيها المرأة وتهان وتتعرض لأبشع الألفاظ، والتلفزيون في العصر الذي نعيش فيه يدخل كل بيت وتأثيره خطير.
القبس