اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الحوكمة الجيدة أمراً ضرورياً للاقتصاد، معرباً في كلمة متلفزة لـ«المنتدى الإقليمي الأول في الخليج لمبادرة بيرل»، الذي انطلقت أعماله في دبي أمس، عن أمله في أن يدفع التعاون بين الشركات إلى مزيد من التقدم في منطقة الخليج.
وأظهر تقرير نشرته «مبادرة بيرل» خلال المنتدى الذي أقيم برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أن نساء المنطقة طموحات، ويرغبن في الوصول إلى مناصب قيادية في مؤسساتهن.
وأفاد تقرير «المسيرة المهنية للمرأة في منطقة الخليج ــ جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين»، الذي تم الكشف عن نتائجه خلال المنتدى، أن أكثر من 50% من المشاركات في الاستطلاع أكدن سعيهن للوصول إلى مناصب إدارية، أو على مستوى مجالس الإدارة خلال السنوات السبع المقبلة.
الحوكمة والاقتصاد
وتفصيلاً، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن 2015 عام مهم للمجتمع الدولي، معرباً عن أمله في أن يتوصل العالم الى اتفاق «ذي مغزى» حول التغيير المناخي، وداعياً الشركات والمؤسسات حول العالم إلى تحمّل مسؤولياتها الاجتماعية. وأضاف في كلمة متلفزة لـ«المنتدى الإقليمي الأول في الخليج لمبادرة بيرل» في دبي، أن الحوكمة الجيدة هي أمر ضروري للاقتصاد، معرباً عن أمله في أن يدفع التعاون بين الشركات إلى مزيد من التقدم في منطقة الخليج. وقدّم بان كي مون خلال كلمته الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لرؤيته حول «مبادرة بيرل»، وإلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لرعايته للمنتدى في دورته الحالية.
فرص عمل
بدورها، قالت وزيرة دولة، والعضو المنتدب للجنة التحضيرية العليا والمدير العام لمعرض «إكسبو 2020»، ريم الهاشمي، إن «التعاون بين (مبادرة بيرل) ومبادرة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة من الأمور المهمة جداً، لأنها تجمع بين الحكومات ورجال الأعمال لإقامة تغييرات جوهرية في مختلف ألوان الطيف الاجتماعي، بطريقة تمكن الإنجاز البشري».
وأكدت في كلمة لها خلال المنتدى على ضرورة بناء جيل متكامل قادر على صياغة المستقبل، من خلال ترسيخ مبادئ المسؤولية في جيل الغد.
وأشارت الهاشمي إلى أن الشباب ليسوا مجرد المستهلكين في الغد، بل هم أيضاً المساهمون فيه، ومن هذا المنطلق ينبغي توفير بيئة فعالة لهؤلاء من خلال توفير فرص عمل إضافية في السوق.
خطوات إيجابية
من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لـ«مبادرة بيرل»، إيميلدا دنلوب، إن «دول مجلس التعاون الخليجي حققت خطوات إيجابية لافتة خلال السنوات القليلة الماضية في رفع مشاركة المرأة في قطاع التعليم العالي وأماكن العمل»، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن عدد النساء اللاتي تتم ترقيتهن إلى مناصب تنفيذية أو على مستوى مجالس الإدارة ضمن المؤسسات العاملة في المنطقة، تبقى دون المستوى المطلوب. وفي السياق نفسه، قال الرئيس والرئيس التنفيذي لفرع الشرق الأوسط وشمال إفريقيـا وتركيا، شركة «جنرال إلكتريك»، نبيل حبايب، إن «ثقافة تمكين المرأة في مناصب عليا تساعد على تعزيز الحوكمة، وتحسين تنافسية المؤسسة وأرباحها». وأكد أن التعاون بين «مبادرة بيرل» و«جنرال إلكتريك» خلال العام الماضي، يهدف الى إطلاق برنامج بحثي يساعد على فهم سبل تعزيز خطة دعم المواهب النسائية ضمن المناصب التنفيذية، وعلى مستوى مجالس الإدارة في المنطقة.
المرأة في الخليج
إلى ذلك، أظهر تقرير حديث نشرته «مبادرة بيرل»، المنظمة المستقلة غير الربحية التي يقودها القطاع الخاص بهدف تعزيز المساءلة والشفافية للشركات في منطقة الخليج، أن نساء المنطقة طموحات، ويرغبن في الوصول إلى مناصب قيادية في مؤسساتهن.
وأفاد تقرير «المسيرة المهنية للمرأة في منطقة الخليج ــ جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين»، الذي تم الكشف عن نتائجه خلال المنتدى، أن أكثر من 50% من المشاركات في الاستطلاع أكدن سعيهن للوصول إلى مناصب إدارية، أو على مستوى مجالس الإدارة خلال السنوات السبع المقبلة. وأشار التقرير إلى أن النساء يشغلن نحو 12% من مناصب الرؤساء التنفيذيين حول العالم، مبيناً أن عدد الإناث اللاتي تعرضن لتوقف تقدمهن المهني، يفوق نظراءهن من الرجال بضعفين إلى ثلاثة أضعاف، وذلك على الرغم من أن معدلات التوظيف العالمية متساوية بين النساء والرجال. وأوضح التقرير أن نساء دول مجلس التعاون الخليجي يتفهمن أهمية التعليم الجيد، والطموح الكبير عندما يتعلق الأمر بمسيرتهن المهنية، إذ تطمح نسبة 62% من المشاركات في الاستطلاع للوصول إلى منصب إداري خلال الأعوام السبعة المقبلة، بينما أشارت 86% من المشاركات إلى أن التعليم كان عاملاً أساسياً في نجاحهن وتقدمهن المهني.
ويعترف التقرير بالتقدّم اللافت الذي حققته النساء العاملات في المنطقة، إذ يركز على محاور عدة مثيرة للقلق، منها إشارة 80% من النساء العاملات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي إلى شعورهن بأن وضعهن «السيئ» في مكان العمل يرجع فقط لكونهن نساءً. وبالمثل، فإن 25% فقط من النساء المشاركات في الاستطلاع يشعرن بأن هناك مساواة في المعاملة في أماكن العمل، بينما تعتقد نحو 75% أنهن لا يستطعن التقدم وظيفياً بسرعة مقارنة بالرجال. وتعدّ الموازنة بين الحياة العملية والمسؤوليات المنزلية من أبرز العقبات التي تواجه النساء العاملات في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي وقت رأت 71% من النساء أن عائلاتهن كانت سبباً رئيساً في نجاحهن على الصعيد المهني، عبرت 34% منهن عن عدم رغبتهن في التضحية على حساب أمور أخرى في الحياة مثل العائلة والأطفال. وأشار التقرير إلى أن نحو 45% من المشاركات يعتقدن بوجود مرونة مقبولة للموازنة بين العمل والحياة الاجتماعية، فيما تعتقد 64% أن المجتمع يتقبّل فكرة عمل المرأة المتزوجة والأم.