تعتبر سلسلة الحكايات التي أكتبها دوما جزء من موروث شعبي أسري ورثته وأمي من جدتي التي كانت تروي الحكايات لوالدتي رحمها الله وأخواتها في صغرهن ،و كانت جدتي تتقن فن السرد للقصص والحكايات الأسطورية والخيالية التي بدأت تأخذ اهتماما كبيرا مني والفت الكثير منها في مجموعات قصصية نشر ووزعت على شكل كتب قصصية أصدرتها ليقرأها من بعدي أولادي وأحبتي ،وحكاياتي بسيطة وقصيرة بعضها تكون واقعية وأخرى خيالية وأكثرها التي يتم تأليفها تأتي نتيجة مواقف وأحداث ووقائع تجري أمامي ،وكان لي سبق في نشر مجموعتي القصصية الرابعة حكايات امرأة ،والسادسة حكايات من زجاج ومن قرأها سيعرف مضامينها وأهدافها.
والمجموعة التي أعمل على إصدارها الآن و سأطلق عليها أسم حكايات من سراب والتي تعكس أمورا كثيرة عبرت في مخيلتي وأمنيات لم تتحقق وأحلام كانت أشبه بأضغاث تمحى من ذاكرة الزمان ،والحكايات التي تشبه بالسراب هي أشبه بمن يطار خيط دخان ظنا منه أنه يستطيع أن يمسكه بيده ليستفيد منه في شيء ما ،أو أشبه بخيط ربطت فيه بعض البالونات الملونة الجميلة وهي تجسد أحلامي التي تخفق بالهواء كي تحط رحاله على سطح قمة ما يوما ما ،فجاءت الرياح فعصفت بها وفرقتها أو وقعت على شجرة مليئة بالأشواك فتفرقعن وتلاشين وما عادت لها آثار كي يعاد جمعها ومحاولة إبعادها عن موطنها ،هكذا هي حكاياتي قصص مضت ولم تنجز وأحلام لم تتحقق وسرابا حسبته ماءً فلم يروي عطشى وفي النهاية دونت ونشرت كي تقرأ فقط وتطوى في عالم النسيان ليقال بصوت عال وماذا بعد؟؟!!