من الأدب الواقعي تنتج الرواية مادتَها، ومن هنا يحضر الشكل الروائي ليعيد صياغةَ ملامح الواقع المكتنز بكم هائل من العادات والتقاليد والأعراف نشهده بصورة معبرة في رواية "نساء القاهرة . دبي".
وإلى ما يذهب إليه بول ريكور في أن "الخيال لا يكتمل إلا بالحياة، والحياة لا تُفهم إلا من خلال القصص التي نرويها عنها" فقد استطاع الكاتب ناصر عراق في روايته أن يستقصى كلَّ خبراته الحياتية؛ ليجعله واقعا نابضا بالحياة. تتلاقح من خلاله نصوصا متشظية ولكن بكتابة واعية لذاتها.
تبدأ الرواية بلحظة فارقة في تاريخ مصر والعالم العربي بفقد شخصية تنويرية رائدة وهي موت طه حسين الأحد 28/10/ 1973 حتى تنتهي أحداثها 2011 وفي ظل هذه الفترة من القاهرة إلى دبي نطوف مع الكاتب عبر فضاءات المكان والزمان في رشاقة بالغة.
الأستاذ جرجس يدافع عن الهوية العربية المهترئة، ويدين عدم العناية بلغتنا العربية الجميلة حيث يقول: "يخيّل إليّ أن مزج المفردة العربية بكلمة إنجليزية مكتوبة بحروف عربية في عبارة واحدة يستهدف إضعاف لغتنا وتسفيهها، خاصة إذا كانت الكلمة الإنجليزية لها مرادف عربي جميل وواضح. لماذا نكتب (شوبينج سنتر) ولا نقول (مركز تسوق)؟ وهو الرجل الذي ظلَّ طيلة حياته يفتخر بثناء طه حسين عليه حين تلى أمامه القراءة النقدية التي كتبها عن روايته "الأيام"، وأثر على ابنته إنصاف ثم حفيدته سوزان بقراءة هذه الرواية الجميلة والتمتع بها.
والأغاني الوطنية أيضا تشحذ الهوية ويتحسر الأستاذ جرجس موجعًا "أين أغنية عبدالحليم.. خللي السلاح صاحي.. عدونا غدّار.. التي طالما انتشت بها قلوبنا كل يوم، وطالما صدحت بها الإذاعة وتسللت إلى عقولنا ووجداننا وهويتنا، بل كياننا كله يومًا بعد يوم؟".
يأتي البناء السردي لشخصيات الرواية، حيث تحتل شخصيات النساء حيزًا كبيرًا أضاء الكاتب من خلاله خبايا كثيرة لعالم النساء بكل تفاصيله ودقائقه، وخاصة أن الرواية ركزت على شخصيات رئيسة مسيحية، ومنها شخصية سوزان التي كان لها بوح أكثر جرأة نجده نادرًا في كثير من الروايات.
عبقت الرواية بأنشودة الحب الأزلية فمن أحلام إنصاف إلى رسائل سوزان إلى مادلين وقراءتها لرسائل أمها التي أعطتها إياها: "إن أفضل الناس احتفاظا بصحة جيدة هم الذين يمتلكون الحب فالحب موهبة مثل الرسم والموسيقى والشعر هكذا يقول الدكتور عزت في رسالته الأولى لأمي"، حتى ذاقت مادلين هي الأخرى وله الحب من طبيب القلب منير سامي تكتمل ملحمة العشق الخالد.
فالحبَ هو إكسيرُ الحياة، والمرأة وهي نبع العشق الدافئ، والجسد المتوتر، والمشحون بانفعالات عمرها، وأشواقها المكتوبة في لحظة انكشاف وبوح لرغباتها الدفينة المتحررة من الخوف، نجدها تتوق للحب. "فإنصاف تتقلب على السرير وتصهرها رغبة حارقة بحثا عن الزوج الغائب، وملامساته الشهية. تأذى جسدها؛ لأن السرير صار عريضا جدا بعد رحيل ابن عمتها، وحبيب الأيام الخوالي. هنا بالضبط استسلمت لصهيل الذكرى يحمحم روحها بقوة؛ فبكت وهي تعود مضطرة؛ لتتكوم في نصف سريرها تاركة نصف السرير الثاني مهجورا ووحيدا".
براعة الكاتب في نقل المشاعر الأنثوية المحرومة وما أشقى رجل يكتب بوحا أنثويًا زاخرًا بفيض من الأحاسيس والمشاعر المكبوتة! تبوح إنصاف أيضا: "ومالي أتوق إلى الطرب بعبارات الغزل، بينما قد أكون جدّة في ليلة وضحاها؟"
ولكن هل كل حب يستطيع أن يخلُب لبَّ ووجدان المرأة؟ فكان لسوزان وهي التي عاشت للحب، وعرفت الكثير من الرجال نظرة عقلانية ثاقبة: "لقد أقرّت سوزان بتفاهة من شغفها حبًا، فكلما طرحت معه قضية جادة للمناقشة استخف بها، وتهرَّب من خوض غمار الحوار الجاد معها" فهي لم تقنع بـ أمير متى تادرس على الرغم من إحساسها نحوه بالحب.
والمرأة مستودع أسرار لا تبوح به إلا لمن تتعشقه، ويهتز له كيانها كما فعلت سوزان عندما قصّت على الدكتور عزت أبوالنيل حكاية زكريا هذه بكل تفصيلاتها وملابساتها، عندما كانت تسترجع معه طرفاً من سيرتها السياسية. كانت تحكي وهي قابعة في حضنه بقلب مترع بحنين لزمن قديم انطوى على أفراح وأحزان، "وكـ" كلما أقلق روحها العطش إلى الحب. وبعد أكثر من ربع قرن ستنفلت عارية من حضن الدكتور عزت وتقفز من فوق سرير الغرام بحركة سريعة لا تناسب عمرها، لتستخرج بورتريه أمير متى هذا من بين عشرات اللوحات التي رسمتها، لتطلع الطبيب العاشق عليها، حين كانا يرتشفان البيرة في عُشهما الخاص بشارع الرقة بدبي!
الدكتور عزت عشق لم ينته لسوزان "فهو الذي زرع في روحها ورود الحياة بعد أن ذبلت أنوثتها، وانطوت أيامها على بؤس وحرمان ومرارات!"
فقد "لفت اانتباه سوزان وابنتها مادلين بحديثه الخلاب حول دوره ودور زملائه في تأسيس حركة كفاية، ومشاهداته المثيرة في المظاهرات التي نظمتها بالقاهرة ضد نظام الرئيس مبارك، وإيمانه العميق بأنها ستتمكن من إشعال نيران الثورة في صدور الملايين الذين سيجابهون يومًا ما بطش واستبداد وجبروت السلطة وغطرستها". وقد توجت مجهوداتهم بثورة الخامس والعشرين من يناير لسنة 2011 وأحداث محمد محمود خير شاهد.
وضرب والد سوزان (صبحي ميخائيل) مثالا مشرفا آخر في الدفاع عن الوطن "قد لبّى نداء ربه، ودافع عن وطنه باستماتة ضد العدو الصهيوني حتى استشهد في معركة الشرف والكرامة".
وستظل سوزان "تدافع عن الذكرى العطرة لوالدها باستماتة حيال استخفاف زوج المستقبل بالحرب مع إسرائيل واستهزائه بالجيش المصري، وسوف ترفض تماماً أن تمنح هذا الزوج جسدها إلى الأبد إزاء سبّه والدها الشهيد في إحدى مرات العراك الزوجي المشتعلة! لأن "أباها أسهم لا ريب في هذا النصر المؤزر، وأن له نصيبًا معتبرًا في أن يرى المصريون أسلحة الجيش الإسرائيلي معروضة أمامهم هكذا منزوعة الهيبة".
ويزداد تعجبها أثناء رحلتها لأديرة وادي النطرون، وتبدو مندهشة حيث تقول: "كيف يعيش هؤلاء الرهبان بلا عمل، بينما مات أبي في الحرب دفاعًا عن كرامة البلد؟".
وعلى الرغم أن أغلب الشخصيات الذكورية في الرواية تنكفئ على ذاتها، حتى لو بعضهم حاول أن يثقف نفسه سياسيا كيحيى بهنسي الذي اقتنع بكلام زميله محمد وجدي "وأقبل على التهام الكتب الماركسية بشغف كبير، فقد أعطاه محمد وجدي بالترتيب الكتب التالية ليتناقشا فيها: "ألف باء الشيوعية" لبوخارين، "الدولة والثورة" للينين، ثم "النظرية الماركسية" لبوليتزر. ولكن سرعان ما يتنصل من الانضمام إليه؛ ليعود إلى معشوقته سوزان. ولكن ما زال الأمل معقودا على الشباب كما ألمحنا في شخصية صبحي ميخائيل، ثم من بعده بسنوات طويلة شخصية الدكتور عزت، وقد دفعا ثمنًا غاليا لمصر، فالأول فقد حياته، والثاني فقئت عيناه في أحداث محمد محمود.
المعترك السياسي والأحداث الجارية أغلب من يهتم بهما في الرواية هم فئة كبار السن، وكان للأستاذ جرجس وأصحابه أحاديث سياسية فياضة فهم الذين عايشوا عبدالناصر ثم السادات، وكانوا يرددون دائما "وهل هذه سياسة؟ أين زمن الأربعينيات حين كان المصريون كلهم منهمكين في النشاط السياسي بجدية؟ كنا نجد الوفدي والشيوعي والإخواني وجماعة "مصر الفتاة"، فقد أقلقهم جميعا التغيرات الكثيرة التي حدثت في عهد السادات من هجرة الشباب كـ: وقال سمير بطرس بصوت غير مسموع: "ابنه ضاع، وأبنائي يقررون الهجرة؛ ليضيعوا.. ملعونة هذه الحياة"، وهو نفسه بعد تداعي أحداث كثيرة في ظل هذا الواقع المأزوم يقول: "غدًا سأغادر البلد نهائيًا وأهاجر إلى كندا لأعيش مع أبنائي!".
والغلاء كـ "... لقد زادت الأسعار ارتفاعًا بصورة مخيفة، وأحوالنا نحن أبناء الطبقة الوسطى تتدهور من سنة إلى أخرى، وها هو ذا يترك الإخوان والجماعات الإسلامية تروج لأفكارها المتشددة التي تنافي الدين" ويضيف الأستاذ جرجس بألم "لقد أطلق السادات هذه الجماعات المتشددة لتواجه المعارضة اليسارية والناصرية التي تفضح خنوعه للأمريكان، وانصياعه أمامهم لصالح إسرائيل!"
والاعتقالات كـ "علمت مصر كلها أن الرئيس السادات أمر باعتقال 1536 من معارضيه السياسيين، فضلاً عن عدد كبير من خيرة الكتاب والمثقفين والصحفيين، وكان مرسي الشوبكي ضمن هؤلاء! وبعد مرور عدة سنوات يلقى حسنين البقال حتفه على يد أمن الدولة: "مات حسنين البقال، مات من الكمد، فبكته شبرا كلها. مات بعد أن أمضى في مستشفى الساحل عشرة أيام فقط عقب خروجه من معتقلات أمن الدولة"، وأيضا كــ "الخوف والقلق الذي أصابهم من الانفتاح الاقتصادي لأنه؛ سيؤذي الملايين من الفقراء!"
ومنها زيارة السادات للكنيست "فأيقن الأستاذ جرجس أن زيارة السادات لإسرائيل ستصيب نصف الشعب المصري بالاكتئاب، إن لم تكن قد فعلت بعد".
وفي كل هذه الأجواء السياسية الصاخبة كأنها مغامرة في العالم السفلي كما أطلق عليها الكاتب؛ نجده يجول بنا في فضاءات مكانية وزمانية متغيرة.
يسرد الكاتب ما تمر به المرأة من منغصات تحول دون سعادتها، وتكدر صفو حياتها وما أقسى الندم بعد فوات الأوان! فتتذكر سوزان موافقتها على الزواج من فؤاد مسيحة كـ "حين تستعيد سوزان الظروف التي أحاطت بزواجها الغريب، ستكتشف بيسر حجم الخطايا التي ارتكبتها في حق نفسها، وستصل في لوم ذاتها إلى مستوى مرضي أحياناً، الأمر الذي يجعلها تقترب من طائفة الذين يتلذذون بتعذيب أنفسهم". وكغرور الرجل وشعوره أن كل النساء سترتمي في أحضانه بمجرد إشاره منه كـ أمين المعمل الذي "اتكأ على غروره الذكوري، وخبرته في التعامل مع الأرامل والمطلقات.. مسيحيات كن أو مسلمات لا يهم" وكأن لا قيمة في رأيهن. وعندما لا يحقق هدفه يصوب حماقته عليهن كما حاول تشويه سمعة إنصاف مع فخري عازر وموريس ألفونس سيكون سببا في بكاء إنصاف عندما تخبرها صديقتها مارسيل أنه صار وزيرًا.. كيف بحق السيد المسيح؟
أو عندما يستخدم الرجل الطلاق كسيف على رقبة زوجته إمعانا في إذلالها كما فعل محمود زوج وداد عبدالحميد تقول: "صرخ في وجهي مهددًا بطلاقي" وهو الرجل الشره جنسيا الذي تزوج من الخادمة الفلبينية عرفيًا، ثم تزوج بعد ذلك من فتاة في مثل عمر ابنته"، قد يكون كما قالت مارسيل صديقة وداد "وقطار الجنس عندما ينطلق في جسد الرجل.. يدهس أية مشاعر أو قيمًا أخرى يا حبيبتي! جميع القيم تسقط أمام الجنس". وهذا ما أكده الدكتور عزت لسوزان عندما أخبرها "أن الذكر في جميع الكائنات الحية، بما فيها الإنسان، ليس له من هم سوى الجنس في المقام الأول".
والمرأة تؤرقها هواجس كثيرة كما أضحت مادلين في صراع بعد قراءة رسائل دكتور عزت، ونجدها في حديث الشجن مع نفسها وقلبها يتفطر شفقة على أمها كـ " وكيف واتتك الجرأة لتعشقي رجلاً مسلمًا؟ وهل يعي آراءك المتشددة ضد الدين، أم أنه يشاطرك الآراء الغريبة نفسها؟ أعرف جيدًا موقفك من الرب ومن الأديان عمومًا، فأنت لا تؤمنين بها، ولا تعترفين بأحكامها وقوانينها وطقوسها، ... ولكن كيف ستواجهين المجتمع إذا وصله خبر خيانتك؟ وكيف ستواجهين الكنيسة وباباواتها ورهبانها وقساوستها إذا علموا أنك تسبحين في نهر الحب تحت جناح رجل مسلم؟".
وهي لا تعلم أن أباها فؤاد مسيحة كان مستأجرا لشقة سرية يقضي فيها نزواته الخاصة وقد صرح لابنه فيليب "للرجل احتياجات كثيرة قد لا تلبيها زوجته".
في ظل هذا الجو الشاحب ينبثق شعاع نور لمادلين تود أن مامتها سوزان تشفى من مرضها لتسر لها الخبر السعيد "آه يا أمي.. لو تستردين وعيك لكنت خير معين لي.. إنه يريد أن يتزوجني، وقلبي يهفو إليه.. إنني أحبه يا والدتي، فقومي وأخبريني ماذا أفعل بحق أبينا يسوع المسيح؟
والمرأة لا تترك نفسها فريسة لمن تحب "حين فقد يحيى السيطرة على اتزان هرموناته، وطفق يفك أزرار بلوزتها طامعًا في المزيد من اللذة، ارتجفت وانتفضت، وأبعدت فاه عن فمها بعصبية، وألقت بجسدها على الكنبة. لاحقها العاشق كالثور الهائج، وانكفأ فوقها، مصرًا على نزع ملابسها عنها، وهو يهذي (أحبك بجنون)، لكنها استماتت في الدفاع عن نفسها، وحمت بيديها منطقة العفة وهي تئن... وفي الحال ركلته بكلتا قدميها في بطنه وهي مغمضة العينين يعتصرها ألم شديد، فتأوه وابتعد صارخاً عنها للحظة، استغلتها الفتاة المصدومة وأسرعت لمغادرة الغرفة". لا تدرك أنها ستتألم مرة أخرى وتبكي بحرقة من "الصفعة القاسية التي تلقتها على وجهها من رمزي مينا شنودة.. المسئول السياسي المباشر لها في المنظمة السرية.. وحبيبها الثالث"!
عرض السرد لقضية الفتنة الطائفية التي ركز الكاتب فيها على العلاقة العاطفية التي تنشأ بين فتاة مسيحية وشاب مسلم أو فتاة مسلمة وشاب مسيحي كما أخبر حسنين البقال أصحابه بقوله: "ما حقيقة الفتنة الطائفية التي يقال إنها وقعت في أسيوط أمس؟ - هل حقاً قتلَ شابُ مسيحيُ بسبب علاقته بفتاة مسلمة؟ وتعاطف الأستاذ جرجس مع العلاقة الطيبة التي تجمع المسلمين والمسحيين إذ يقول: نحن والمسلمون بلد واحد يعيش فينا قبل أن نعيش فيه".
وها هي مادلين وصديقتها فاطمة مثال للصداقة التي تذوب فيها أي فوارق "لا أعرف كيف كنت سأتعامل مع هذه المحنة المباغتة بدون مساندة فاطمة الهمشري. حقاً.. إنها صديقة العمر هنا، وقد فعلتْ أكثر مما تفعله الأخت مع شقيقتها".
ويحيلنا الكاتب إلى مراجعة الخطاب الديني لدى الشباب بعد أن أضحى خطابا مشوسًا ومشوهًا، كما وجدنا سوزان وحبيبها يحيى بهنسي تقول: "لن أذهب إلى الكنيسة بعد اليوم.. كيف أمارس طقوسًا بدائية تجاوز عمرها ألفي عام". أما يحيى يستهويه الإلحاد يقول: "لقد قطعت نهائيًا علاقتي بالأديان كلها، بعد أن اكتشفت سذاجة وتسلط الفكر الديني".
تنسمت الرواية بعض عادات المسحيين منها: حضور القداس، والزيت المقدس (زيت الميرون) والتطهر من أدران الخطيئة بين يدي القس، والدعاء كما دعا فيليب "أبانا الذي في السماوات.. اطرد عني الشرير.. انصرني على عدو الخير يا يسوع.. ارحمني! كيرياليسون!" والصوم "إن مسيحيي مصر كلهم يخوضون عباب بحر الصيام الصغير هذه الأيام، وأنهم لا يأكلون اللحم ولا الدجاج".
اعتمد الكاتب في السرد على تقنيات الزمن "الاستباق والاسترجاع"؛ ليسلط الضوء على ما فات أو غمض من أحداث حسين البقال يقول: "عُد لي بالسلامة يا بنيّ! وهي أمنية عزيزة سيبكي عليها كثيرًا!"
وتداعب سوزان ذاكرتها عندما تهفو لجملة يحيى بهنسي "الحب يشبع القلب ويملأ الروح ويحصّن المرء ضد الخيانة!"، وبعد سنوات طويلة ستتذكر هذه العبارة وهي تطالع في دبي رسالة من والدتها بعنوان "قصة وداد"!
وبعد رحلة انتقلنا فيها عبر أريج من وروود كثيرة أغلبها شاحبة ذابلة في رواية "نساء القاهرة . دبي" كأن الكاتب يسلط الضوء على نساء بلادي وما يعتريهن من عدم اهتمام الرجال لهن والعناية بهن؛ فتشحب وتدبل فيهن ورود الحياة، من خلال سرد أكثر إثارة ودهشة لكاتب متقن لحرفته السردية.