عقدت منظمة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية ملتقى حمل عنوان "الاعلام وتعزيز دور المرأة في حماية الأمن القومي العربي" وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة يوم 4/5/2015.
شارك في الملتقى خبراء في الأمن القومي وإعلاميون وكتاب وعلماء وشخصيات عامة وعدد من الملحقين العسكريين بسفارات الدول العربية.
واستهدف الملتقى إثارة النقاش حول مسألتين:
أولا -كيف يمكن لفت نظر الدولة والمجتمع لأهمية التفكير في قضايا المرأة بصفتها جزء من قضايا الأمن القومي للبلاد ككل. وليس بصفتها مجرد قضية فئوية منعزلة تناقش في أطر ضيقة وعلى مستويات محدودة.
ثانيا- كيف يمكن تعزيز دور المرأة كمواطن يتحمل مسئولية الدفاع عن الأمن القومي بكافة صوره، بمعنى أن تكون المرأة جزء فاعل من دائرة اتخاذ القرارات المجتمعية المهمة ، سواء خلال السلم أو خلال النزاعات المسلحة ومباحثات السلام ، وكذا تأهيلها عبر التوعية والتثقيف إلى أهمية دورها في الحفاظ على ثروات المجتمع الطبيعية وفي حماية البيئة وفي حماية أسرتها. وأيضًا تمكينها اقتصاديا بما يمكنها من تحسين واقعها ورفع مستوى حياتها وحياة أسرتها بما يصب بدوره نحو تحسين الواقع الاقتصادي للمجتمع ككل.
وفي كلمتها الافتتاحية أمام الملتقى دعت السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية لتبني طريقة جديدة للنظر والتعامل مع قضايا المرأة ، طريقة قوامها اعتبار قضايا المرأة في صلب الأمن القومي للمجتمعات العربية ، والكف عن اعتبارها قضايا خاصة ومنعزلة عن التيار المجتمعي العام وعدم التقليل من شأن تأثيرها في حسم وضع المجتمع ومدى قوته وتقدمه. وأضافت أن هذه المقاربة الجديدة لقضايا المرأة سيكون من شأنها، ليس فقط تحسين أوضاع المرأة، وإنما أيضًا تعزيز وتقوية الأمن القومي، ومن ثم تدعيم أمن مجتمعاتنا التي تشهد تهديدات شديدة مؤخرًا . وأوضحت أن المرأة بصفتها نصف الثروة البشرية في المجتمع، فضلا عن كونها المسئولة عن تنشئة النصف الثاني من هذه الثروة وبث قيم الوطنية فيها ، لها دور أساس في تعزيز وحماية أمن المجتمع ثقافياً واقتصاديا وسياسيا وبيئيا ، وحرمان المرأة من التمكين وافتقارها للمؤهلات وللتقدير الاجتماعي يُضعف دورها في الدفاع عن الأمن القومي كما يسبب خسائر كبيرة للمجتمع . وأكدت أن المنظمة تعتبر الاعلام العربي شريكًا أساسيا في تمكين المرأة العربية ورفع التمييز ضدها، ويلعب دورا أساسيا في خلق رأي عام عربي مؤيد للمرأة وقضاياها، داعية الإعلام العربي لأن يطور أدوات جديدة لتغيير الثقافة المجتمعية التي تناهض المرأة.
وفي كلمتها الافتتاحية أكدت معالي الدكتورة هيفاء أبو غزالة أهمية موضوع الندوة وشددت على أن الخطاب الاعلامي العربي يجب ألا يكون خطابا عربيا داخليا وإنما يجب أن يكون متجهًا للخارج وللرأي العام العالمي أيضًا ، مشيرة إلى أن مجلس وزراء الاعلام العرب الذي سيجتمع في نهاية مايو 2015 سيبحث خطة التحرك الاعلامي للخارج يبدأ تنفيذها في شهر يونيو من خلال عقد عدة ملتقيات في عواصم عربية مختلفة. وأشارت إلى تفعيل ميثاق العمل الاعلامي وكذا الاستراتيجية الاعلامية لمكافحة الارهاب عبر وضع خطة تنفيذية لتنفعيل دور الاعلام في مكافحة الارهاب، مشيرة إلى أن تنفيذ الخطة سيكون مسئولية جهات كثيرة منها الدبلوماسية العربية بكافة صورها والبرلمانات والمنظمات المدنية والاعلامية وأكدت مسئولية الحكومات في ضمان تدفق المعلومات الصحيحة عبر قنوات اعلامية شرعية وعدم ترك المواطن العربي ضحية لاعلام مغلوط واعلام العصابات الارهابية.
وخلص الملتقى إلى عدد من التوصيات تتضمن :
أولا- توصيات عامة :
-التأكيد على أن قضايا المرأة في صلب قضايا الأمن القومي العربي، واعتبار التمييز ضد المرأة قضية أمن قومي.
-تكريس مفهوم الأمن القومي الذي يتسع للأبعاد الاجتماعية والإنسانية جنبًا إلى جنب مع الأبعاد العسكرية والاقتصادية والسياسية.
-حث جهود تأهيل وتمكين المرأة في المجالات كافة.
-تشجيع المسوح والاحصاءات والدراسات التي تكشف التمييز ضد المرأة مقدرا بالمؤشرات والأرقام، وتضع تقديرات اقتصادية للخسائر التي تتحملها المجتمعات جراء تهميش المرأة.
- ضرورة تصحيح المفاهيم الاجتماعية التي تعتبر الخطاب الديني الشائع في المجتمع دين في ذاته.
-التأكيد على مسئولية المتلقي للخطاب الديني في ترشيد هذا الخطاب ، ومسئوليته في تحويل ما يستقبله من أفكار إلى دين عبر قناعته الخاصة.
- أهمية تأمين المرأة اقتصاديا وعلميًا ودينيا (في علوم الدين) وتحريرها من الاحادية والكهنوتية والوصاية الدينية.
- كشف قصور الخطاب الديني الذي اختزل الدين في العبادات (المناسك) رغم أنها واحدة من مقاصد الدين الخمس .
- تعديل المناهج الدراسية وتطويرها بما يتضمن ابراز دور المرأة في حماية القيم الوطنية وفي الدفاع عن الأمن القومي.
- دعوة الحكومات العربية للنظر في تجنيد النساء.
-عقد ملتقيات مستقبلية عن تعزيز دور الأسرة في مكافحة الإرهاب.
ثانيا- توصيات خاصة بالاعلام العربي:
-حث الاعلام العربي على تكوين رأي عام يتفهم دور المرأة في تعزيز الأمن القومي، والضغط من أجل أن يتحول الرأي العام إلى سياسات عامة نافذة.
- تأكيد مسئولية الحكومات العربية في تأمين المعلومة الصحيحة عبر قنوات إعلامية شرعية .
-إعداد حملات اعلامية توعوية للترويج لما يمكن أن تقدمه المرأة نحو حماية الأمن القومي .
-تكثيف التغطية الاعلامية لدور النساء العراقيات اللاتي يحملن السلاح ضد الارهاب ويساهمن بفعالية في حماية الأمن القومي العربي.
-حث الاعلام على الاهتمام برصد واقع النساء العربيات ضحايا الاحتلال والنزاعات المسلحة والارهاب.
- التعريف بالنماذج النسائية التي مارست أدوارا اساسية في حماية الأمن القومي العربي عبر التاريخ.
- تفعيل دور الاعلام والدراما العربية في التعريف بدور المرأة في مناهضة العنف وبث ثقافة السلام وصنع السلام، ومناهضة الكوارث بأنواعها في التجارب العربية والعالمية المختلفة.
- حث الاعلام على التوعية بالحقوق المختلفة للمرأة وعلى رأسها الحقوق القانونية. وكذا التعريف بالمواثيق الدولية الحاصة بحقوق المرأة.
- تأكيد دور الإعلام في إعادة التعريف بالشخصية العربية وجذورها وثقافتها الأصيلة .