بالرغم من أن سيدات الأعمال القطريات البالغ عددهن حاليا نحو ألف سيدة أعمال، يعترفن بعدم مقدرتهن ورغبتهن بمزاحمة رجال الأعمال في السوق المحلي، إلا أنهن يجاهرن في ذات الوقت بطموحاتهن في الوصول الى مراحل متقدمة في عالم التجارة والإستثمار وتشغيل الأموال.
ولم يكن تأسيس رابطة لسيدات الأعمال في قطر قبل 15 عاما إلا دليلا على إصرار هؤلاء السيدات على إثبات نجاحهن كمستثمرات في سوق يسيطر الرجال على مختلف نشاطاته وقطاعاته الإقتصادية.
تقول فوزية الكواري وهي من سيدات الأعمال النشيطات في قطر إن عدم رغبتنا في منافسة رجال الأعمال لا يعني بالضرورة أننا غير قادرات على ممارسة أعمال عرفت باقتصارها على الرجال طيلة السنوات الماضية.
وتضيف الكواري قائلة "هناك بعض سيدات الأعمال القطريات خضن قطاع النقليات والصناعات الثقيلة ومجال العقارات كذلك".
لقد أصبح هناك سيدات أعمال يملكن مصانع للملبوسات وغيرها، وسيدات أخريات يستثمرن في المطاعم، بل إن بعض السيدات لديهن وكالات سيارات فارهة.
وأوضحت أن سيدة الأعمال القطرية أثبتت جدارتها ونجاحها في خوض هذه النشاطات بنجاح كبير، مؤكدة أن طموحها يتعدى الوظيفة الرسمية الى الدخول في معترك التجارة الحقيقي.
وقالت إن سيدة الأعمال القطرية تسعى دائما لتحقيق الأفضل والسوق القطري مفتوح يستوعب كل الفرص ويلبي طموحات رجال الأعمال وسيدات الأعمال على السواء.
وفي الآونة الأخيرة ، بدأت سيدات الأعمال القطريات العمل في مجالات ونشاطات تجارية وإستثمارية أكثر تنوعا لم يكن يعملن بها في السابق من مثل المناطق الحرة وقطاع المقاولات الذي يحتاج الى رأسمال كبير.
وتؤكد الكواري أن معظم سيدات الأعمال القطريات تمكن بفضل جهودهن ومثابرتهن وإعتمادهن على ذاتهن من تحقيق نجاح كبير في المجالات التجارية التي يمارسنها.
وقالت "رجل الأعمال القطري أصبح ينظر بعين الإحترام لسيدة الأعمال نتيجة لهذه الجهود".
وتشير الكواري الى أن غرفة تجارة وصناعة قطر تسعى باستمرار الى تحفيز سيدات الأعمال وتذليل أية عقبات قد تواجههن.
وتعمل الغرفة من أجل تعزيز دور المرأة القطرية في إتخاذ القرارات الإقتصادية، وتشجيع العناصر النسائية على المساهمة بفعالية في إقامة المشروعات الإستثمارية المختلفة، كما تسعى الى الإرتقاء بأداء سيدات الأعمال في قطر بما يعزز مشاركاتهن في المشروعات والنشاطات التجارية التي يمارسنها، ما يؤدي بالتالي الى زيادة مساهماتهن في مسيرة التطور والتنمية الإقتصادية في البلاد.
قال عضو في مجلس إدارة غرفة قطر طلب إغفال إسمه إن نشاط سيدات الأعمال القطريات بدى أكثر وضوحا الآن في أوساط القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال في السوق المحلي، لافتا الى أن مرد ذلك يعود الى النشاط الكبير الذي يقوم به المنتدى الخاص بسيدات الأعمال ، والى الجهود الذاتية لسيدات الأعمال أنفسهن.
وتابع قوله إن غرفة قطر تشجع سيدات الأعمال على دخول مجال الأعمال بقوة، لافتا الى أن هناك بعض القطاعات تستطيع المرأة إثبات وجودها فيها أكثر من الرجل مثل متاجر الملابس النسائية والأزياء والعطور .. كل هذه المجالات يسيطر عليها الرجال في قطر وهي من اختصاص النساء.
وقال إننا نضع كل إمكانات الغرفة وخدماتها تحت تصرف سيدات الأعمال حتى يتمكن من إثبات جدارتهن ويكون لهن دور فاعل في الإقتصاد الوطني وعملية التنمية.
وبحسب غرفة قطر، فإن هناك أكثر من ألفي شركة تساهم فيها سيدات أعمال في السوق المحلي القطري سواء بحصة كاملة أو بنسبة معينة.
تقول فاطمة المعتز وهي سيدة أعمال قطرية إنه بالرغم من أن عدد عضوات غرفة تجارة وصناعة قطر من سيدات الأعمال ما زال قليلا إلا أنهن موجودات في السوق المحلي منذ فترة طويلة وفي معظم المجالات والنشاطات الإقتصادية التقليدية منها وغير التقليدية مثل الصناعة وتجارة العقارات وقطاع النقل.
وتشير دراسة سابقة لغرفة تجارة وصناعة قطر الى أن مساهمة سيدات الاعمال القطريات في النشاط الإقتصادي تطورت بشكل كبير، حيث تملكت المرأة المنشآت وأدارت رؤوس الأموال، وأصبحت تمثل حوالي 14% من أصحاب الأعمال في قطر، موضحة أن عدد الشركات المملوكة لسيدات أعمال يبلغ حوالي 2000 شركة، تعمل في مجالات عدة، وتتباين هذه الشركات وفقا للدراسة ما بين صغيرة ومتوسطة إلى شركات كبيرة.
ويستحوذ قطاع العقارات على معظم إستثمارات سيدات الأعمال في قطر، تليه الأسهم المحلية.
وتشكل سيدات الأعمال القطريات أكثر من 50% من مجمل عدد المستثمرين والمتعاملين بالأسهم في بورصة قطر والبالغ عددهم نحو مليون مستثمر ومتعامل، ويقدر عدد الأسهم التي تملكها سيدات الأعمال بنحو مليار سهم تتجاوز قيمتها 15 مليار ريال.
وترى المعتز أن التخصص والخبرة تعتبران من أهم عناصر النجاح لأي مشروع، وأن سيدات الأعمال يمتلكن من الخبرة والدراية ما يؤهلهن لإنجاح أي مشروع يقدمن عليه، لأن أجواء العمل بالنسبة للمرأة أصبحت مريحة في ظل بيئة الأعمال ومناخ الإنفتاح الذي تعيشه قطر.
وتؤكد أن المرأة القطرية تدخل عالم "البيزنس" وتثبت نجاحها فيه بعلمها وثقافتها العالية، إضافة الى تمكنها من مواكبة مختلف التطورات الإقتصادية التي تشهدها قطر.
وبالإضافة الى الأسهم والعقارات والصناعات الثقيلة، قامت العديد من سيدات الأعمال القطريات بتقديم عدة طلبات رسمية الى وزارة الطاقة والصناعة للإستثمار في منطقة صناعية أنشئت حديثا وهي مخصصة للصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وفي هذا السياق، هناك نحو 100 مصنع تعمل في مختلف أنشطة التصنيع تدار من قبل سيدات أعمال قطريات.
تقول المعتز إنها تشجع بقوة دخول سيدات الأعمال القطريات معترك العمل في المجال التجاري الحر، مشيرة الى أن هناك تغييرات هائلة يشهدها الإقتصاد القطري حاليا في ظل تطورات الإقتصاد العالمي، ما يحتم أن يكون هناك دور للمرأة القطرية في النشاط التجاري.
وتضيف: نشاط بعض سيدات الأعمال تخطى السوق المحلي نحو الخارج، موضحة أن هناك سيدات أعمال قطريات يستثمرن بشكل فردي نسبة معينة من أموالهن في أسواق خليجية وعربية.
ووفقا لتقديرات أوساط مصرفية، تدير سيدات الأعمال القطريات إستثمارات متنوعة يفوق حجمها 30 مليار ريال.
ورفضت فاطمة المعتز القول بأن هناك منافسة بين سيدات الأعمال ورجال الأعمال ، موضحة أن الطرفين يكملان بعضهما بعضا ، والدستور القطري لايفرق بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات .