عندما وضع الله العقل في رأس الإنسان ميّزه عن سائر المخلوقات، وبسبب هذا العقل ارتقت البشرية وتطورت، وسخّرت خيرات هذه الأرض لمنفعتها. والعقل الإنساني يتميز بقدراته الفكرية الهائلة، وهو ذو خصائص تعتبر إعجازاً بكل ما تعني الكلمة، لعل من أهم هذه الخصائص عدم الوجود الحقيقي للمفهوم الشائع «الغبي»، فهذا المصطلح غير موجود من الزاوية العلمية، لكن ما يوجد هو عدم التركيز، عدم التفكير، وعدم المعرفة.
وإذا قدر واجتمعت هذه الجوانب ظهر أمامنا الشخص كأنه غير مستوعب نهائياً لما يقال أو غير مدرك ما يدور حوله، فنصفه بأنه غبي أو أبله، ولو قدر وتم قياس سلامة عقله أو مقدراته العقلية لكانت في أحسن حالاتها.
العقل يحتاج غذاء وهذا الغذاء يكمن في المعرفة، في الاطلاع، في العلم، وأيضاً في الخبرات الحياتية وتحليل المواقف، فعندما تقرأ فأنت تزيد من خبراتك، ويستطيع عقلك التوسع في الاستنتاجات ووضع الحلول لأنه يستفيد مما سبق أن اطلع عليه، حتى دون إدراكك هذه العملية ودون الدخول في تفاصيل علمية، فإن العقل الباطن كما يقال يتحكم بمجمل عملية التفكير وهو يحتاج دوماً للتحريك ووضع المعلومات وتزويده بالقصص والأحداث والمواقف والتجارب.
يقول الفيلسوف اليوناني أفلاطون: «نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر». وهو محق فلنستخدم هذه الملكة الفكرية التي وهبها الله لعقولنا في إصلاح حياتنا بشكل دقيق وعميق.