قصة بين الحشود في مدن الزمان، بخيلاء بريء تمطي ساقيها جيئة وذهابا، كأنها ترتفع على سايرة شاهقة بعنفوان، متواضعة بسيطة بكبرياء، وعينان نرجسيتان تكتحلان بابتسامة هامسة، وضحكة خلابة ترتسم وجهها الدافء سماتا، ليست الوحيدة الجميلة، فهناك من الحسناوات من يفقنها حلاوة، وما بفاتنة هي ...، فكثير تجد فيهن الاغراء الانثوي ووالمحاسن، لكنها تحمل حواء بمعانيها، وتجسد شهرزاد بحكاياها، ليس بسرد قصص من الف ليلة وليلتين، بل من اسلوب حديث ومنطق كلام، كل من يجانبها ومن قربها يمر، يتطلع اليها، وأن سمع صوتها ترى ألتفات هذا وتلفت ذاك، كأنه نغم ليس بعده لحن، وكأن ليس هناك غيرها، رغم الجمهور كأنه سحر يخلب، وفرط جمال، شاء قدر حينما اقبل يوم ما، ان تهاجر الايام الى اثير التقاها، على محض صدفة لعبتها كما عصفور وضع رأسه تحت جناحه لينام، فتسقط عليه قطرة ماء، بعد ان هاجر الى بلاد الدفء مع فراشة حلم رشيقة، عسى ألآ تقطع دوب المرور وحيدة، وترحل دون رفيق، تلك التي لم ترى نفسها ايقونة ذهب، ولا تمثال ماس، لكن قطرة الماء تلك نزلت، ولم تكن سماء دنياها خالية من السحب، بل غيوم الغيث تترى كثيرة، لم تبحث بينها عمن يحميها من مزن، ولم تبالي ان تجد مداخن اليها تأوي، عل ها ....، علها لم ببالها تضع ان لم نفع من تلك، فمن هذه، فقط لانها كانت سعيدة رغم الاسى، كانت ترى كل شيء جميل حتى الآلم، ولانها ترى الآلم، احست بقطرة المطر المنهملة من عينيه، فتأثرت وكأنها لم تعرف قطر الدمع إلا من مقلتيه ...!؟ ما كان يبكي لكن ضوء قمر في نهار يوم، كالآليء جييء بنظراته حيث سقطت عيناها، تلك التي كانت باللهو تستمتع ولا تسمح للحزن الدخول، وبالرقص تتمتع ولا تدع للاسى مدلف، كانت لا تهتم بما حولها يدور، رغم انها تبالي بكل جزئيات الزمن، وتفاصيل الايام ...، لذلك اتهمت مرارا تكرارا بالسعادة والغبطة، وهكذا عنها يقال وهكذا فيها يحكى على مرأى منها ومسمع، رغم انها حين تخلو بنفسها كمن فارق الحياة، وكمن وضعت كتمثال الحرية بارتفاع شاهق، ينظر اليه من سحيق مكان وبعيد، علهم، عل هم .... لم يروا بؤسها لانهم لم ينظروا قبح الايام عندها، وكأن قلبها من صلب مصنوع، تلك التي لا ترى غير جوهرها في الناس ولا ترى الشرور في اعماقهم، حتى اهل بيتها، وقلبها يتألم ...!، كانت دائما تتطلع، وتختزن صور الدنيا من نوافذ صغيرة، كما الناظر من مجلس على منضدة، تحيك زهور مطرزة على اركان المكان، لم يدر ببالها ماذا ينتظرها ولم يخلد في فكرها، كانت تنتظر دون موعد، اللحاق بما يكون، وتمكث ليلة واخرى، رقيقة كما ياقوت زمردي، تتقلب كما المحموم وغلبة النوم تفارقها من شدة حنين طيب رقة وسماحة، تلك الرقيقة الياقوتة كما الابرة والخيط، وكأن القمر يطلع بأستقبالها، ويحلق الجو مبتهجا لها، والدفء يبتسم من ثغرها، والبرد ينعش من ابتسامة وجهها الضاحك، حتى وان وجدت بجانبها إناء زهور ذابلة، او مساء منهك يقبل، والايام تتوسلها ان تنزع خشب نارها، وتنتزع الزمرد النرجسي في عينيها، إنها .... وكأن أعواد ثقاب سقطت جميعها في اليم، فيرتعد البكاء ليرحل نحو دفء مكنونها، تودع اميرا اسطوريا يهبط الى علياء فرحها، فينام تحت قدميها يحكي متهللا، وكأنه الى دار الهناء السعيد يهاجر، والى بلاد الدفء الاخير، ولا ندري ان كان قلبه انشق ولها، أم ان إلـ وله فيها يشق كل القلوب .... تلك التي قلبها رقيق من زمرد وياقوت، لآمس روح قلبها قطرة ماء ..... وإرتحل .!؟