لأنها تعيش حالة من الصراع تواجه فيه ذاتها والمجتمع والماضي، قررت أن تكتب مذكرات امرأة تتحدى الانكسار، فجاءت رواية "امرأة من دخان".
وتتحدث الروائية الجزائرية نادية بوخلاط لـ"العربية.نت" عن ذاتها قائلة: "المرأة تكتب ذاتها أليس كذلك؟ في الرواية جزء من ذاتي، وجزء من الواقع المرير الذي أعانيه".
هي نادية الروائية التي تعيش مع والدتها في بيت متواضع في أزقة مدينة وهران ( 450 كلم غرب الجزائر)، بعد أن طردها شقيقها من البيت العائلي إثر وفاة والدها، لتجد نفسها وهي تتخطى سن الأربعين في مواجهة عالم بأسره من أجل الحياة، فتقرر أن تكتب، مذكرات باسم "هبة الله" البطلة الرئيسية للرواية التي تم تزويجها من طرف أهلها لرجل غني، لا يرى فيها غير غريزة لنفسه يشبعها ثم يرميها جريحة على حاضرها ومستقبلها، فتقرر التخلص منه.
وقد حازت الروائية الجائزة الأولى في مسابقة "مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون" عن روايتها "امرأة من دخان"، في ختام فعالياته التي أقيمت بمصر في 7 مايو 2015.
وتصف نادية بوخلاط الوجع الذي تعانيه المرأة العربية والتحدي الذي تواجهه قائلة عنها إنها "تارة تستسلم للانكسارات وتقر بالهزيمة، وأحيانا كثيرة تثور بإشراقة أمل جديد ينبلج من بين شقوق الأوجاع، رافعة التحدي".
وتقرر "هبة الله" البطلة الرئيسية للرواية أن تراسل بريد مجلة تحكي فيها عذاباتها وآلامها، حتى نشأت بينها وبين مستقبل الرسائل الذي لم تره علاقة إعجاب، فظلت تحتفظ بالسر إلى أن قررت لقاءه، لتكتشف حينها أن من أحبته من أصل فرنسي جزائري، اسمه "جيرارد"، فتقرر "هبة الله" الانتقام.
تنقل رواية "امرأة من دخان" في يومياتها "امرأة تكشف حقائق لا يمكن لظلام الليل أن يخفيها"، هكذا تبدو وجهة نظر الروائية نادية بوخلاط التي جعلت من نفسها موضوعا للكتابة فنقلت سيرتها الذاتية ويومياتها، متفوقة بذلك على الروائي التونسي المهدي عثمان الذي احتلت قصته "البرتقال الفلسطيني" المرتبة الثانية.