تصلني على هاتفي بين الحين والاخر رسائل نصيه مستفزه من شركة الاتصالات من مثل ( لتتعرف على علامات الساعه رد بأي رساله) .
هل حقا انا في حاجة للتعرف على علامات الساعه بهذه الطريقة او سواها ، بينما اشاهد بعيني رأسي علامات الساعه من حولي في كل مكان ، نيران النزاعات المسلحة تأكل الاخضر واليابس في العديد من البلدان العربية ، القتل على الهوية ، القاتل لا يعلم لماذا قتل ،والمقتول لا يعلم فيم قتل . افواج من شباب الامة تمضي الى حتفها ، تراث الامة يجري تدمير بعضه وسرقة البعض الاخر ، والرويبضه في كافة المجالات تتصدر المشهد .
هل يمكن تجنب الفتن والعيش بمأمن من نيرانها ؟؟
البعض يرى ان الحل يكمن في الرجوع الى الدين ، لكن عن أي رجوع يتحدثون
سأل احدهم رجلا صالحا ( ان كان ربك يرمينا بسهام القدر فتصيبنا ، فكيف لي بالنجاة فابتسم واجابه : كن بجوار الرامي تنجو ) ، ولكن ،، كيف لنا ان نصدق اننا لسنا نقف بجوار الرامي ، السنا كلنا نوهم انفسنا باننا نقف بجواره واننا نسير على الطريق القويم .
ان اخطر ما في الموضوع، ان تقبل الناس للمفاسد الاخلاقيه لا يأتي دفعة واحده ، وانما توطن النفس عليها رويدا رويدا حتى يصبح مألوفا ومقبولا .
اليس من علامات الساعة ايضا ، رايات الشذوذ الجنسي التي باتت ترفع في العديد من المحافل وتخصص لها الدراسات والبحوث وما يستلزمها من اموال لتصل في النهاية الى الهدف المنشود وهو تذويب كل الحواجز النفسيه بين المثليين وما عداهم من الناس . وجعل المجتمع يتقبلهم كما هم .
لنفرق هنا بين من ولد بتشوهات خلقية ويستلزم تدخلا طبيا، فيزيائيا ونفسيا، لبيان حالته ، وبين من يولد سليما ويختار بنفسه طريق الانحراف او نتيجة تعرضه لانتهاكات او تحرشات في صغره، جرحت مشاعره واربكت َملَكاته حتى بات يظن انه خلق مثليا منذ اليوم الاول .
لننتبه ايها الساده الى ما يجري حولنا، فثمة من يرغب في هذا العالم بتصدير بضاعته الفاسدة لنا بالمجان ، ولربما دفع ثمنها من جيبه ليشجعنا على قبولها ، والا فما معنى هذا الاهتمام المحموم من قبل حكومات الغرب لحشو مسألة المثلية الجنسية في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وما معنى ( والعهدة على مؤرخي الانترنت) اعلان يوم 17 / ايار يوما عالميا لمحاربة رهاب المثليه ، وهو اليوم الذي ازالت فيه منظمة الصحة العالميه المثليه الجنسية من قائمة الامراض العقليه منهية بذلك اكثر من قرن من اعتبار المثليه الجنسيه كمرض.
المتصفح لموضوع المثليه الجنسيه على النت يجد العجب العجاب ، صفحة تحمل عنوان ( مثلي مثلك) تدعو الى تذويب الفوارق بين المثليين وغير المثليين
وتزخر صفحات اخرى بتجارب لمثليين من مختلف الدول العربية ينظَرون من خلالها ويستميتون لاقناعنا بانهم خلقوا مثليين وان لا حيلة لهم في شذوذهم . وفي بلدنا ثمة من يتصدى لتذليل كل الصعوبات التي تعترض المثليين الذين يطمحون بتقبل المجتمع لحالتهم ، ثمة دعوات لعقد لقاء خاص يجمع المثليين تحت عنوان /تحديات الشباب ورهاب المثليه (الهوموفوبيا) ورهاب التحول الجندري في الاردن/
حمى تجتاح الكثيرين ليعبروا على صفحات التواصل الاجتماعي عن رغباتهم المكبوته وباحط الالفاظ .
والغرب ماض في خططه بثبات للضغط على الانظمة العربية وسواها لحملها على الاعتراف بمسألة المثلية كحق من حقوق الانسان التي يجب على هذه الانظمة احترامها والاعتراف بميثاقها لكي تكون مؤهلة للحصول على المساعدات الانمائية من الغرب ، حلقة تفضي الى حلقة في سلسال غريب. حتى الفن افسدوه علينا فثمة من يشجع الممثل او الممثلة في الغرب على الاعتراف علنا بميوله ( او ميولها ) المثليه ، حتى يصبحوا قدوة يقتدي بها كل متردد عن الافصاح عن وضعه المشابه ، وبهذا تخرج المسألة من حيز الكتمان والخجل الى حيز التعبير والافصاح بل والمباهاة .
هل الانحرافات الاخلاقية موجبة للعذاب ومجلبة للخراب ؟
في رأيي نعم ، فاليهود عاينوا بانفسهم نتائج انحرافاتهم الاخلاقية من قتل وربا وزنا وسواها، عاينوها ذلا واستعبادا وقتلا وتيها في سيناء ، وفي المسيحية ثمة نصوص عديدة تحذر من الوقوع في الخطايا حتى لا تكون مجلبة للشرور , وربما كان الجنرال شارل ديغول قد وعى خطورة هذه المفاسد الاخلاقية عندما دخل باريس بعد تحريرها من النازية نهاية الحرب العالميه الثانيه فكان اول ما قاله لمساعده ( اغلق اوكار الشاذين والمخنثين فانهم كانوا السبب في هزيمة فرنسا) لقد ادرك خطورة انتشار هذه المفاسد الاخلاقية على تمييع روح العنفوان والمقاومة لدى الشباب الفرنسي ، وصرفهم عن الاهداف والغايات الساميه ، وتشير مصادر الى انه في عام 1960، تم تصنيف المثلية الجنسية من قبل نائب الجنرال ديغول Mirguet Pol بأنها "علة اجتماعية" ، وسمح القانون للحكومة باتخاذ جميع التدابير اللازمة لمكافحة هذه "العلة الاجتماعية".
في عام 1968، وصفت الحكومة الفرنسية المثلية الجنسية بالمرض العقلي ، إلا انه للاسف ، تم التوقف عن تجريم الشذوذ الجنسي في عام 1982 .
ولا ننسى المعركة التي خاضها الرئيس بوش الابن في سنوات حكمه مع دعاة السماح بزواج المثليين .
وفي السياق ، نذكِر بالمعركة التي يخوضها الحزب الاشتراكي الفرنسي منذ اكثر من ثلاث سنوات لاستصدار قانون يحرم الدعارة في فرنسا .
اذن لماذا حلال عليهم حماية مجتمعاتهم من الفساد الاخلاقي ، حرام علينا في نفس الوقت ؟
في رأيي ان للشاذ او المثلي حق واحد ، هو حق تلقي العلاج الفيزيائي والنفسي مجانا على نفقة الدولة لكي يتعافى من تجارب قد يكون تعرض لها ، ليعود بعدها الى فطرته السليمة التي فطره الله عليها .
ما زال الخير في مجتمعنا باقيا ، وما زال هناك من يمر بقرب البحر الميت فيتأمل في قدرة الله ، واخذه القرى الباغية اخذا اليما . ثم يرتجف قلبه .
عافانا الله واياكم .