الأنا، والتي يقصد بها الأنانية، أشكال عدة، قد تمارسها دون أن تعلم، ولعل من صور هذه الممارسة الخفية حرصك الشديد على متابعة ومراقبة الآخرين الذين يعملون معك في الإطار والتخصص نفسيهما، والقصد بطبيعة الحال من هذه المراقبة ليس التعلم وجمع الخبرات، بل هي رغبة في معرفة ما الذي قدموه، أو ما الذي سبقوك به.
من الممكن أن تشاهد مثل هذه الممارسة في مجالات حياتية ووظيفية عدة، ومرة أخرى ليس الدافع أو السبب الرغبة في التطوير، لأن التطوير له مضمار آخر مختلف وبعيد عن هذه الحالة.
إنها الأنا المتضخمة التي تسيطر علينا دون أن نعرف، ودون أن ندرك أثرها داخلنا وكيف تتحرك، فأولى خطوات هذه الأنا هو الاهتمام بما بين يدي الناس، والمقارنة الدائمة بما هو معك، أو رؤية ما قدمه زميلك في العمل ثم قياسه على ما قدمته أنت.
والشيء بالشيء يذكر فإن هذه الممارسة تتنافى مع الإبداع والاختراع والابتكار والتميز، بل صاحب هذا التفكير يتغذى على ما يفعله الآخرون وتكون أفعاله عبارة عن رد فعل لا أكثر، بمعنى إذا قدم زميلي عملاً أتوجه مباشرة لمحاولة تقديم شيء ينافسه، وببساطة هذا يعني أنك مقلد ولست مبتكراً، ودوماً التقليد ليس كالأصلي، بينما لو تخلصت من الأنا والتفكير الأناني ومحاولة معرفة ما الذي ينجزه الآخرون وتركت العنان لعقلك ليبدع ويتميز لحققت النجاح المدوي، فرؤية نجاحات أقرانك دون أي تقدم منك بمثابة توجيه رسالة لنفسك بأنك فاشل وتحطم نفسك بنفسك، فلنترك الخلق للخالق.