تحكي إحدى كبيرات السن في مجلس نسائي، كان لي شرف حضوره، لأني استفدت من كلماتها الشيء الكبير، فقد قالت – وهي تتحدث من واقع خبرة – إنها تعلمت من الحياة الكثير الكثير من الدروس، وحسب كلماتها أنه في وقتهم لم يكن هناك كتب أو إنترنت أو أحد يعلمهم ويسمعون فيها القصص والمواقف حتى يستفيدوا منها، بل لم يكن هناك تعليم ومدرسة حتى يسألوا، لذا تعلموا بالطريقة الصعبة والقاسية، وإذا قرروا الاختيار في قرار مصيري فإنهن يستسلمن للإحساس والشعور والتوكل على الله والتجربة.
وتقول نعرف أننا أخطأنا مع أول مشكلة أو عقبة أو فشل، ومن هذه القرارات المصيرية الزواج، والذي عادة يتم وفق اتفاق بين الرجال أنفسهم، سردت الكثير من الحكايات، ولم أستغرب كل هذه الخبرات فهي ماثلة على ملامح وجهها، تذكرت وهي تقص وتحكي بما يشبه الشكوى، ذلك المثل أو الحكمة التي يتم ترديدها على نطاق واسع ويقول: «في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس».
لقد كانت هذه الجدة وهي تروي وتقص أشبه بالمعلم الذي يلقن تلامذته دروساً بليغة جداً عن الحياة، تحدثت أيضاً عن الحب والزواج، وعن الوفاء، وحذرت كل امرأة من الركون والاستسلام للرجل، وقالت معاذ الله أن نخونهم لكن الحق حق، وحقوقك وأملاكك وأموالك هي لك، حافظي عليها وما يضرك شيء إذا كانت باسمك، القلوب تتقلب وتتغير، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا.