احتفلتْ به جامعةُ، تل أبيب، ومنحته جائزة، دان ديفيد، لتكنلوجيا المعلومات، وهي جائزة سنوية تمنح للمبدعين المتفوقين في مجالات العلوم، ودان ديفيد هو مهاجر يهودي من رومانيا، توفي عام 2011، لم يُخصص ثروته لأبنائه وعائلته، لتُقسمَ بعد موته، حسب الشرع، كما يفعل أبناءُ يعرب بن قحطان!
بل خصَّص ثروته لهذه الجائزة العلمية المهمة، ومقدار الجائزة مليون دولار.
المُكرَّم، صاحب الجائزة ليس هو مؤسس التويتر، والفيس بوك ، وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي، بل هو أشهر من كل هؤلاء، وهو مؤسس الموسوعة الإلكترونية، الويكبيديا، وهو جيمي والس.
جيمي والس، ليس إسرائيليا، ولكنه يُحبُّ إسرائيل، زارها أكثر من عشر مرات، وهو يُصرح بحبها وتفهمه لأمنها،ويدافعُ عنها في صفحته الخاصة في الفيس بوك!
جيمي والس، تتوّدَّد دولُ العالم لاستقطابه، لأنه هو الذي يحظى بأكبر عدد من روَّاد موسوعته.
موسوعتُه الإلكترونية مترجمةٌ إلى 288 لغة، من بين اللغات، طبعا، اللغة العبرية، ولكنه ترجم مواد الويكبيديا إلى لغة الييدش واللادينو، وهما جذران رئيسان من جذور هذه اللغة، ويتدخل الإسرائيليون في تحرير صفحاتها، وهم من أكثر المشاركين في تحرير صفحاتها، وهذا بالتأكيد إعلامٌ مهم.
صحيحٌ أن الويكبيديا مترجمة إلى اللغة العربية، ولكنها من أكثر الصفحات فقرا، بين كل لغات العالم، فهي غنية فقط، فيما يتعلق بالشخصيات السياسية الحاكمة، أما في المجالات الأخرى فإنها تحتاج إلى تكثيف، وإعادة كتابة، وتصحيح.
غير أن عرب اليوم مشغولون في عصر ،ما بعد الويكبيديا، وهو عصر الصراع بيديا، أو زمن الذبحوبيديا... ومشتقاتها، ولم أسمع أن دولةً عربية قد كرَّمت مبدعي العالم، ومنحتهم جوائز تشجيعية!
لأن جوائز العربِ محجوزة لمن هم، أهمُّ وأولي، لذوي القربى، من جزاري الأحزاب، ومتسلقي رقاب البشر، وساجني الأبرياء، ومتفيهقي الدين، وتجار الأجساد البشرية.وورثة الديكتاتوريين الطغاة.
هؤلاء هم عربُ الألفية الثالثة.
سأظلُّ أُردِّدُ قول الشاعر نزار قباني::
"العرب يشترون كل شيء، يشترون مصانع السيارات،ويشترون أسهم البورصات، ويدفعون الجوائز حتى للتنقيب عن النساء في القمر، ولكنهم يرفضون أن يتزوجوا قصيدةً، أو يبنوا مشروعا ثقافيا".