الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مؤتمر في فاس يبحث أوضاع النساء المعنفات

  • 1/2
  • 2/2

فاس - " وكالة أخبار المرأة "

افتتح مركز إيزيس لقضايا المرأة والتنمية، اليوم بقصر المؤتمرات لمدينة فاس، فعاليات الدورة السابعة من المنتدى الدولي للمرأة المتوسطيّة، على أن يستمر الموعد لـ3 أيّام من أجل مناقشة تصاعد العنف ضد النساء بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الذي اختاره المنظمون، إلى جانب شركائهم بمؤسسة كونراد أدناور الرباط، محورا للتعاطي الأكاديمي خلال فعاليات ذات النقاش الخاصة بالعام 2015.
وقالت فاطمة صديقي، بصفتها رئيسة المنتدى الذي يقام تحت رعاية الملك محمّد السادس، إنّ الدورة السادسة من المحفل الأكاديمي الدولي الذي دأبت على احتضانه فاس قد لامس تراجع حقوق النساء بمنطقة MENA، بينما العام 2015 يعرف تطور النقاش إلى رصد مكامن تصاعد أفضَى إلى أنواع جديدة من العنف ضد النساء، ومنها ممارسات غير مسبوقة صاحبت المدّ الأصولي والتطرف الديني.
وأضافت صديقي، ضمن تصريح لهسبريس، أن المنتدى الاكاديمي الدولي المنظم من طرف مركز إيزيس وكونراد أدناور يروم دق ناقوس الخطر تجاه ما يتعرض له نصف المجتمع الشمال إفريقي والشرق أوسطي، حيث يستضاف متدخلون من 22 دولة ليدلوا بشهادات حول هذا العنف الجديد وسط سابع دورات المنتدى الدولي للمرأة المتوسطية، وهم أكاديميون وخبراء من المجتمع المدني وكذا سياسيُـون.
"يعد المغرب من البلدان التي لم تتضرر بعد من تعنيف الأصوليين والمتطرفين للنساء، لكننا نودّ أن نستشعر مكامن الخلل وحجم المخاطر التي تتهدّدنا بحكم الثقافة المشتركة لشمال إفريقيا والشرق الأوسط وجذورها التي تحمل بذورا لاضطهاد المرأة والرجل في نفس الوقت" تزيد فاطمة صديقي.
أمّا ممثل مؤسسة كونراد أدناور بالمغرب وموريتانيا، هيلمود غافل، فإنّه يرى أنّ مشاركة المنظمة السياسية الألمانيّة لمركز إيزيس للمرأة والتنمية بتنظيم المنتدى الدولي للمرأة المتوسطية يأتي من اهتمام المؤسسة بكل الاشتغالات التي تهم السياسات العالميّة والعلاقات الدوليّة.. وفق تصريح أدلى به لهسبريس.
"الاشتغال يتم بطريقة جيّدة في المغرب لكنّ نظيره بمعظم بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط تعترضه مشاكل كبيرة وعديدة، لذلك ينبغي أن يفتح نقاش انطلاقا من المملكة لما يجري على الصعيد الإقليمي والقاري بحضور خبراء من مختلف العالم.. ويشرفنا، كما تغمرنا السعادة، بالعمل الذي نقوم به مع مركز إيزيس الذي أفلح في ضمان حضور خبراء دوليّين، وأبرزهم من منطقة MENA، لهذا المنتدى المتميز المقام بمدينة فاس.. حيث سيسهم الكل بأرائه تجاه المواضيع التي تكتسي حدّة سلبية مؤثرة يوما بعد يوم، بتركيز على انعكاساتها في الرفع من جرائم العنف ضد النساء بشمال إفريقيا والشرق الأوسط" يقول هيلموند غافل.
نزهة الصقلي، النائبة البرلمانية والوزير السابقة للتنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن التي كانت لها مداخلة افتتاح سابع دورات المنتدى الدولي للمرأة المتوسطية المنطلقة أشغاله بفاس، قالت لهسبريس إن انتشار العنف ضد النساء قد عرف تصاعدا على المستويين القاري والإقليمي جراء تفشي فكر يعادي الإناث ويشجع الإرهاب وينخرط ضمنه، ما أبرز أشكالا تعنيفية قاسية للغاية كاختطاف الفتيات في نيجيريا وبروز النخاسة بسوريا وظواهر اخرى مقلقة جدّا.
"نحن مطالبون بتفكير هادئ يبحث في أسباب تصاعد حدّة الاعتداءات على النساء أينما كانوا، حيث أن هذه المظاهر العنيفة لا تقترن بفضاءات النزاعات المسلحة والمنتدى السابع للمرأة المتوسطية يحاول ملامسة تمددها بمنطقة MENA عبر البحث عن خيوط شبكاتها وسط مناخ من تبادل الآراء وتوثيق بحوث بشأنها، مع وضع أسس استراتيجية لمواجهتها" تقول الصقلي ضمن ذات التصريح.
فاطمة هدَى بيبان، المستشارة الدولية والمنتخبة السابقة بالجمعية الوطنية للكيبِيك، قالت لهسبريس إنها تنقلت، بسعادة غامرة، من كندا إلى بلدها الأصل المغرب من أجل المشاركة بمنتدى المرأة المتوسطية لسنة 2015.. وزادت: "العنف ضد نساء شمال إفريقيا والشرق الأوسط يحمل من الراهنية والأهمية ما يعادل وقعه وسط البيئة الكائنة بالضفة الجنوبية من الفضاء المتوسطي، وأنا وسط المنتدى الذي يقيمة مركز إيزيس ومؤسسة كونراد ادناور للمساهمة في اقتراح حلول ممكنة التطبيق في هذا المجال لاقتلاع العنف من جذوره".
وانتقدت فاطمة ما تقوم به عدد من المجموعات في استعمال اسم الإسلام لأجل مساع سياسيّة وتغيير سلبي مقلق للمجتمعات، خاصة ضمن ما يرصد من العبودية الجنسيّة على أساس النوع.. وأضافت أن الإسلام لا يمكن أن يسمح باستغلاله على غير حقيقته التي تعكس المساواة والكرامة وحسن المعاملة..
مريم الدمناتي، بصفتها ممثلة لمنتدى النساء الأمازيغيات بتامزغا والمرصد الأمازيغي للحقوق والحريات وسط سابع دورات المنتدى الدولي للمرأة المتوسطية، قالت إنها وفدت على الموعد الجدالي من أجل الحديث عن المرأة الأمازيغيّة والمنظمات المعنية بهنّ التي تكاثرت خلال العشرية الأخيرة، وأضاف ضمن تصريح لهسبريس: "أروم تقديم مداخلة عن الأمازيغيات وتطلعاتهن والخطوات العملية التي بصمن عليها فوق الميدان، زيادة على كيفية اشتغالهن والإمكانيات التي توفرن لأنفسهنّ".
"المنظمات النسوية الأمازيغية خرجن للوجود بعد أن لامست الأمازيغيات التهميش الذي تعرضن له، خاصة وأن لسانهنّ لا يتواجد وسط الحركة النسائيّة بالمغرب، فقررن إضافة هذه القيمة الهوياتية بخطوات إجرائية والعمل باللغة الأمازيغية ميدانيا بالحواضر والقرى، مع تحقيق نتائج ممتازة بالتواصل مع النساء عن طريق لغتهن الأمّ.. والرهان يتم على استعمال الأمازيغية ضمن اشتغالات الحركات النسائية الأخرى بالمغرب" يورد مريم الدمناتي.
موحا الناجي، الأستاذ الجامعي بفاس، قال لهسبريس إن العنف الشرس الذي تعرفه منطقة MENA قد دفع لاختيار منظمي المنتدى الدولي للمرأة المتوسطية تسليط الضوء على تعنيف النساء بالفضاء الجنوبي للمتوسط، لما لذات الظاهرة من انعكاسات سلبية جرافة على الأسر والمجتمعات ككل.. وأضاف الناجي، ضمن تصريح لهسبريس على هامش حفل الافتتاح الفعّل اليوم بقصر المؤتمرات للعاصمة العلمية للمغرب، أن المثقفين والناشطين بالمجتمع المدني لا ينبغي أن يلتزموا الصمت تجاه مثل هذه الظواهر الخطيرة عوضا عن التنديد بالتطرف كيفما كان ووضع مكامن الخلل تحت مجاهر التدقيق في سبل البحث عن علاجات ناجعة لمسببات هذه الجرائم في حق البشرية.
"النقاش المستهلّ بفاس، وعلى مدار أيّامه الثلاثة، يروم الخروج بتوصيات ناجعة لأجل الوقوف في وجوه كل أشكال العنف ضد المرأة، بملامحه الجسدية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أملا في الدفع بمساعي تحقيق التنمية والديمقراطية والسلم إلى الأمام بالاستثمار في نصف المجتمع الذي يقع ضحيّة لممارسات النصف الآخر" يضيف موحا الناجي.
افتتاح المنتدى الدولي السابع للمرأة المتوسطيّة تمّ من لدن والي جهة فاس بولمان، محمّد الدردوري، الذي أشاد بالعمل الذي يبصم عليه مركز إيزيس لقضايا المرأة والتنمية، بمعيّة شركائه، من أجل المساهمة في استمرار العاصمة العلمية للمملكة كفضاء للنقاش والتحاور وإطلاق مبادرات السلام صوب مختلف بقاع العالم.. كما التمس، ضمن كلمة ترحيبيّة ألقاها أمام ضيوف الموعد والمشاركين به، سداد النقاش في الدفع بالفكرة النبيلة التي جعلت حضورا دوليا يحج إلى فاس ابتغاء لمزيد من الرقي للبشرية جمعاء ولمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بشكل خاص.
أمّا محمّد القباج، الرئيس الوطني لمؤسسة فاس سايس، فقد اعتبر بأن انعقاد سابع دورات المنتدى الدولي الخاص بالمرأة المتوسطية يليق بتاريخ فاس الذي اقترن بإنجازات عدد كبير من المغربيّات وعموم نساء البلاد الواتي عانقن الجرأة باكرا وأخذن مواقع لاتخاذ القرارات.. كما اعتبر القباج، ضمن مداخلة استهلالية بافتتاح المنتدى الدولي، أن الجهود المبذولة على المستوى الوطني تحقق تقدمات ملموسة لحقوق النساء المشتركات في فضاء العيش المغربيّ كما تبصم على تطورات تنعكس بإيجابية على المملكة.
فاطمة شهاب، المسؤولة عن الشؤون الثقافية بمجلس مدينة فاس، عملت على الترحيب بالمشاركين باسم العمدة حميد شباط، وقالت إن الترحاب يلقى المشاركين كما توجه التحية للمنظمين في إرساء قواعد نقاش يهمّ النساء بالمغرب والمنطقة المغاربية، زيادة على عموم شمال إفريقيا والشرق الأوسط.. وأضافت: "العنف ضد المرأة يشكل واحدة من المشاكل الصحيّة الكبرى إضافة لكونه من الخروقات الحقوقية غير المقبولة.. وينبغي أن تتم الدعوة لوقفة عالمية رادعة تكشف حجم هذا الجرم مع العمل على تشريعات تقطع وجوده مع جعله قضية متصدرة للاشتغال الحقوقي".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى