فى الوقت الذى تبرز فيه وسائل الاعلام المصرية صور صاحبة كليب" سيب إيدى" وتسرد قصة حياتها وملفاتها فى الآداب وتبث صور يديها فى " الكلابشات".. تناقلت وسائل الاعلام الغربية صورة وضاءة ومشرفة لامرأة مصرية،اختارتها مجلة " فوربس" الامريكية ضمن قائمة ال١٠٠ لأكثر النساء قوة ونفوذا فى العالم لعام ٢٠١٥ ...إنها الدكتورة نعمة شفيق نائبة محافظ البنك المركزى البريطانى..
وبالطبع لا يوجد أى وجه للمقارنة بين الدكتورة نعمة شفيق وصاحبة الكليب ،لكننى اتحدث هنا عن التناول الاعلامى المصرى لنساء مصر ، فيركز إعلامنا على الصورة المسيئة، بينما يبرز الاعلام البريطانى النماذج المصرية الفاخرة .
فنعمة شفيق لفتت انتباه الاعلام البريطانى وتحدث عنها كثيرا ،ولم يهتم بها إعلامنا المصرى ولا بأمثالها ..
فبينما تتحدث صحيفة "التليجراف" عن نعمت شفيق وأنها أصبحت أقوى امرأة فى لندن ...
تتناول العديد من وسائل الاعلام المصرية امرأة " سيب إيدى" وسيرتها الذاتية وكل خلفيات الكليب التعيس .....
.. وتتحدث صحيفة " التليجراف " عن ان نعمت شفيق لفتت انتباه عالم الاقتصاد والمال فى بريطانيا ...
ويلفت إعلامنا الانتباه لكليب آخر " يا واد يا تقيل" لراقصة اخرى ،استضافها احد الاعلاميين فى برنامجه.
ونعمت شفيق التى لا يعرفها الاعلام هى المرأة الوحيدة العضو فى لجنة السياسة النقدية فى بريطانيا ،المؤلفة من تسعة أعضاء،والمنوط بها تحديد أسعار الصرف والسياسة النقدية فى بريطانيا ،وهى رابع امرأة تشغل هذا المنصب منذ تأسيس البنك..
وقالت عنها صحيفة " التليجراف" إبان توليها منصبها فى البنك المركزى البريطانى العام الفائت إنها ستصبح أقوى امرأة فى لندن، بينما قالت " الجارديان" إن وجود" شفيق" يصحح الفجوة القائمة بين الجنسين فى إدارة البنك المركزى،حيث إنها أول امرأة تتقلد هذا المنصب بعد خروج المصرفية " كيت باركر" من البنك عام ٢٠١٠.
وكانت " شفيق" أصغر نائب مدير للبنك الدولى وهى فى السادسة والثلاثين من عمرها،وتولت منصب نائب المدير التنفيذى لصندوق النقد مابين عامى ٢٠١١ و٢٠١٤،وتولت منصبها الحالى فى أغسطس ٢٠١٤ وكما ذكرت مجلة " فوربس " فإن نعمت شفيق تلعب دورا مهما فى اعادة تشكيل ادارة البنك المركزى البريطانى وأدائه.
المرأة المصرية ضمن المائة الأكثر تأثير فى العالم " اسكندرانية" تحمل الجنسيتين الامريكية والبريطانية،فقد هاجرت عائلتها منذ ستينيات القرن الماضى الى أمريكا ،ومن بعدها شقت نعمت شفيق طريقها كآلاف المصريين النابغين الذين لا نسمع عنهم حسا أو نقرأ لهم خبرا فى اعلامنا .
المعلومات المتواضعة السابقة عن نعمت شفيق وجدتها متناثرة على استحياء فى بعض المواقع الإخبارية العربية،والحقيقة أننى لا أعلم على وجه اليقين مدى صحتها ..
وحالة " اللايقين" التى أقع فيها وغيرى كثيرون ، نتيجة طبيعية لمقدمات تجتاح ثقافة معظم وسائل الاعلام المصرية التى تلهث خلف كل مثير لإبرازه وتستثنى النماذج المشرفة ..
إن استمرار منظومة الاعلام وخاصة المرئى منه، على هذه الحال ، لن يفرز سوى نماذج مشوهة ،لا ترى فى مجتمعها سوى فساتين هيفاء، والكليبات الفاضحة، ولا تعرف غير الجن والعفاريت ولا تناقش سوى آراء رجال فارقوا الحياة منذ ١٤٠٠ عام ..
إن إعلام " سيب إيدى" يجب أن يترفع عن هذه التفاهات ،وينقل لشبابنا نموذج" نعمت شفيق" وأخواتها الناجحات عالميا .