حاولت المتحدثات في الاجتماع السنوي لهيئة المدرسين العالميين (نافسا) الأسبوع الماضي إلقاء الضوء على السبل الممكنة للترحيب بصورة أفضل بالنساء العربيات داخل الجامعات الغربية.
ففي جلسة نقاشية بعنوان “أفضل الممارسات لإدماج المرأة العربية في الجامعات الأميركية”، طلبت سلمى بنهيدا، مستشارة القبول الدولية في جامعة كينت ستيت في ولاية أوهايو، من الجمهور استخدام كلمة واحدة لوصف شعور إمرأة عربية تستعد للذهاب للولايات المتحدة للدراسة. تنوعت ردود الحاضرين بين ” التخوف،” و”الحرص،” و”الصراع الداخلي،” والحماس.”
في دول الخليج، غالباً ما يتم الفصل بين الطلاب والطالبات في الفصول وهو ما قد يسبب ارتباكاً للطالبات في الفصول الجديدة خارج دولهم بحسب المتحدثات.
قالت إشراق الخباز، مستشارة قبول طلاب الشرق الأوسط في جامعة أيوا الشمالية “إنها صدمة بالنسبة لهم أن يلتحقوا فوراً بصفوف مختلطة.”
من جهة أخرى، تعتمد معظم النساء العربيات على أسرهم والسفر للخارج يجردهم من هذا الدعم. واستعرضت المتحدثات بعض التعليقات المكتوبة من قبل طالبات، معظمهن من بيئات محافظة.
قالت طالبة أردنية تدرس للحصول على درجة الماجستير في إدارة الرعاية الصحية إن اللكنة الأميركية كانت صعبة عليها خاصة وأنها تعلمت اللغة الإنجليزية البريطانية. كما قالت إن الحصول على رعاية صحية خلال حملها والعثور على فساتين طويلة وواسعة كانت مهمة صعبة في الولايات المتحدة.
أما الطالبة المصرية الحاصلة على منحة فولبرايت فلم تواجه مشكلة في الولايات المتحدة بقدر ما واجهت مشكلات مع ذويها، الذين كانوا يفضلون بقائها في وطنها الأم والزواج. قالت “لم يكونوا فخورين. لم تكن لدي مشكلة في القبول أو الفصل ولكن في ثقافة عائلتي في مصر.”
أوصت المتحدثات ببعض الأفكار التي من شأنها مساعدة المرأة العربية على الاندماج في الجامعات الأميركية، منها:
– فتح حوار مع عائلة الطالبة المستقبلية، بحسب ما قالت كارين باور، المديرة الإقليمية لمؤسسة التعليم في الولايات المتحدة Education USA ، شبكة حكومية للإرشاد الطلابي، للتعرف على وضع أسرة الطالبة سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة، وما إذا كانت عائلتها ستكون برفقاها أو لا.
– مساعدة الطالبات العربيات ” الأمهات” على إيجاد وسائل لرعاية أطفالهن. ففي المنطقة العربية، تلعب الأم دوراً أساسياً في رعاية صغارها وربما تُفاجئ بوجود قوائم انتظار في مراكز الرعاية المحلية أو مصاريف إضافية خاصة برعاية الأطفال.
– توفير الطعام الحلال المناسب للمسلمين وتجاوز السؤال المحرج “لماذا لا تأكلين؟”
– كسر الصور النمطية عند التفكير في الأنشطة الاجتماعية للمرأة العربية اذ يمكن تجاوز الطبخ والتمتع بالتجديف أو التزلج على الجليد.
– جعل مهمة الجميع في الحرم الجامعي مساعدة النساء العربيات، وليس فقط المكتب الدولي. بعض الإدارات، مثل المراكز النسائية، قد تتحول إلى حلفاء طبيعيين. لكن الأقسام الأخرى قد تحتاج لبعض الوقت للاقتناع وتقديم المساعدة.
كما اقترح البعض إقامة مناسبات إجتماعية خاصة بالنساء مثل لقاءات تعارف أو ليال ترفيه في الحرم الجامعي، مشيرين إلى أن بعض النساء قد يخجلن من ممارسة بعض النشاطات مثل تسلق الجدران أو السباحة أمام الرجال. لكن أخرين قالوا إن قوانين الجامعات وربما الولايات بحد ذاتها لا ترحب بمناسبات فيها فصل أو حظر مشاركة أي جنس.
بدورها، دعت أمل ج. فطاني، المشرف العام على الشؤون النسائية في وزارة التعليم العالي السعودي والتي حضرت الجلسة، كل من الطالبات السعوديات في الولايات المتحدة ومضيفيهم للاسترخاء قليلاً. حيث قالت للطالبات “عيشوا الحياة الأمريكية.” مضيفة ” عليهم أن يفهموا أنها بلدك وقواعد حياتك.” وبالمثل، نصحت المضيفين الغربيين “استمتعوا بوجودهم واسمحوا لهن بالاستمتاع أيضاً.”