بدأت الأونروا منذ مايو في توظيف 21 حارسة للعمل في المراكز الصحية التابعة لها في مختلف أنحاء قطاع غزة في إطار جهود الوكالة لضمان بيئة آمنة لتقديم الخدمات وتعزيز المساواة بين الجنسين.
وقالت الاونروا في تصريح وصل "معا" نسخة منه يتم توظيف الحارسات عبر برنامج الأونروا لخلق فرص العمل حيث سيعملن في وظائفهن الجديدة لمدة ثلاثة أشهر وهذه هي المرة الأولى التي توظف الوكالة فيها بشكل منتظم هذا العدد من الحارسات في وقت واحد".
وتقول سهير رياض بطة، 36 عاماً، والتي تولت مهامها كحارسة في مركز جباليا الصحي قبل أسابيع قليلة فقط: "إنني مسؤولة عن أمن وسلامة المريضات، حيث أراقب الوضع في المركز بشكل عام وأتدخل إذا ظننت أن هناك مشكلة، على سبيل المثال، تحرج أي سيدة من وجود مرضى رجال في نفس المكان." العمل كحارسة هو أول وظيفة تتولاها سهير على الإطلاق وهي مسرورة جداً بذلك.
وتعقب الدكتورة كفاح النجار، مدير مركز الأونروا الصحي في جباليا حيث تعمل سهير قائلة: "إنها فكرة متميزة أشجعها جداً،" مضيفة: "تنبع أهمية هذه المبادرة من أنها تساعد السيدات في الحصول على فرص عمل والعيش بكرامة، فالعمل من أجل تأمين الرزق أفضل كثيراً من مجرد الحصول على المعونات. إضافة لما سبق، غالباً ما تكون النساء أكثر قدرة على حل المشاكل أو تقديم المساعدة فيما يتعلق بالمريضات."
وبينما يزال الحراس يحرسون البوابات الرئيسية لجميع مراكز الأونروا الصحية، فإن الحارسات مسؤولات عن ضمان سلامة الموظفين والمنتفعين داخل هذه المنشآت.
وتحاول الأونروا من خلال برنامجها لخلق فرص العمل التخفيف من بعض الآثار الكارثية للحصار الإقتصادي الذي تفرضه إسرائيل والذي سيدخل عامه التاسع في شهر حزيران/ يونيو 2015، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد وصل متوسط معدل العمالة في صفوف اللاجئات في غزة عام 2014 إلى 57.3 في المئة، وبحسب البنك الدولي، فغزة لديها أعلى معدل بطالة في العالم مقارنة باقتصادات أخرى.
وتبين د. كفاح النجار قائلة: "نتيجة الوضع الإقتصادي المتردي، بدأ الرجال في غزة يدركون ببطء أهمية تولي النساء الوظائف وأن يكنَّ جزءاً فاعلاً من القوى العاملة في المجتمع، وأنا أرى أن كل إمرأة تستحق هذا، فالتوقعات الثقافية التقليدية وعدم الإنصاف هي جوانب بدأت تتغير تدريجياً في المجتمع".
وأضافت: "ولا يأتي هذا من جلسات التوعية فحسب، وإنما ببساطة من الحاجة الإقتصادية البحتة".
وبحسب الاونروا فان البرنامج لخلق فرص العمل ومحوري بالغ الأهمية يساعد في التخفيف من تأثير الفقر المتفشي والصراع الذي طال أمده من خلال توفير فرص عمل قصيرة الأمد للاجئين، وفي عام 2014، تمت إعادة توسيع برنامج خلق فرص العمل بنحو 20 في المئة، من 17,053 فرصة عمل قصيرة الأمد في عام 2013 إلى 20,545 في عام 2014، وهو ما أفاد نحو 120,000 لاجئ في غزة.
واشارت الاونروا في عام 2014، تم ضخ ما يقدر بـ 18.1 مليون دولار أمريكي في اقتصاد غزة من خلال برنامج خلق فرص العمل، وإن التركيز على توفير فرص عمل للنساء له أهمية خاصة فعلى الرغم من زيادة نسبة مشاركة اللاجئات من 8 إلى 20 في المئة في الفترة ما بين 2006-2014 بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حيث وصلت النسبة إلى 21.5 في المئة بين اللاجئات عام 2014)، ما تزال العوائق الاجتماعية التي تواجه النساء كبيرة، وفي حال نجاح هذه التجربة، فستحاول الأونروا المداومة على نشر المزيد من الحارسات في منشآت الأونروا المناسبة.