في إطار بعث جمعية الصداقة المالطية التونسية، سجّلت الجمعية أوّل نشاط لها وهو معرض للرسام التونسي الشاب فارس الفخفاخ، والذي افتتح يوم السادس من يونيو/جوان الفارط ويتواصل لأيّام في فضاء سوفونيسب بقرطاج، الضاحية الشمالية للعاصمة. حضر التظاهرة السيّد سعيد بحيرة ممثّلا رسميا لوزير الخارجية السيد الطيب البكوش، والديبلوماسي السيد عبد الله الكحلاوي، كما حضر ثلّة من الأساتذة الجامعيين كالسيد أحمد فريعة الوزير السابق، والسيدان فؤاد الفخفاخ رئيس الجمعية وعادل بن عثمان كاتب عام الجمعية.
وكالة أخبار المرأة رصدت الحدث لتعيش أوّل تجربة احترافية للفنان فارس الفخفاخ، والتي خصّ بها المرأة في معرض عنونَهُ "شهرزاد ألف ليلة وليلة".
المرأة من أدغال إفريقيا إلى أمريكا وسكّانها الهنود الحمر، من حضارة المايا إلى نساء الساموراي، وصولا إلى امرأة الستينات الثائرة على وضعها داخل المجتمع. المرأة المتمرّدة على النواميس الجائرة، وضدّ التفرقة الجنسيّة.
المرأة في جميع تحليّاتها الفكريّة كانت موضوع معرض الرسّام الشاب فارس فخفاخ، الذي لم يتخطّ الثالثة والعشرين من عمره، ورغم ذلك حمل همومها في لوحات نطقت لغة المرأة، الأنثى، تلك التي تناضل من أجل افتكاك حقوقها من كلّ من يريد اغتصابها منها.
يقول فارس أنه حاول إبراز دور المرأة على مرّ الحضارات المختلفة، لأنّه يؤمن بقيمتها كإنسان يتساوى وبقيّة البشر، وأنّ الفنّ يناضل دائما من أجل قضيّة ما، لكنه يحتاج لمساندة توعويّة وإعلاميّة جيّدة، ليس كإعلام اليوم الذي يوجّه المجتمع حسب ما يريد.
أوّل ما نلاحظه ونحن نشاهد اللوحات أنّ فارس اعتمد الألوان الغامقة من أحمر وأخضر وأسود وأزرق وبرتقالي.. سواء في ما يحيط بالشخصيات المرسومة، أو في وجوههنّ، ويعزو فارس ذلك إلى العتمة التي تحيط بالمرأة داخل المجتمع، وأحاسيسهنّ في خضمّ ما يحصل لهنّ من معاناة لأنّهنّ لم يجدن أنفسهنّ في المكان الصحيح.
"أنا أرسم المرأة الحرّة" يقول فارس، "تلك التي تمرّدت وتحرّرت ضدّ الرجل الخائن والمحيط الجائر".
اعتمد الرسام في لوحاته على الألوان الزيتية، فرسم المرأة الجريئة التي تشد لجام حصانها وتركض معه دون رهبة، والمرأة الأنثى الناعمة بنظرتها المتّقدة إغراء، والمرأة الساموراي القويّة، والمرأة الإفريقية في عريها اليوميّ وهي تناضل من أجل لقمة عيشها، والمرأة وحبيبها في حقبة الستينات وهي اللوحة التي استقاها من صورة فوتوغرافية له وخطيبته شهرزاد، المرأة التي استلهم من اسمها عنوان المعرض لتكون جيل النساء الحاضر بقدراته القويّة على تغيير الوضع، خاصّة بعد الثورة وما جلبته من فوضى وانفلات في الشارع التونسي، فالكلّ، حسب فارس "يريد أن يفرض قوانينه".