استقبل مهرجان الفيلم العربي الرابع الذي بدأ منذ يوم الرابع من الشهر ضيفة خاصة، وهي المخرجة اللبنانية للفيلم الوثائقي " العودة إلى الوطن (Home Sweet Home)" .
ويقول القطاع السينمائي هنا إن المخرجة نادين هي أول مخرجة عربية تزور كوريا .
وقالت المخرجة نادين في مقابلة صحفية أجرتها معها وكالة يونهاب للأنباء في دار " أرت هاوس مومو " يوم أمس السبت إنها تشعر بشرف كبير للمشاركة في مهرجان الفيلم العربي ولكونها أول مخرجة عربية تزور كوريا. وعبرت عن إعجابها الكبير باهتمام الشعب الكوري بالثقافة والأفلام العربية ، مشيرة إلى أنها وجدت الكوريين لطيفين أكثر من الشخصيات التي شاهدتها من خلال الأفلام الكورية التي تتناول العنف والجرائم.
وأجابت المخرجة نادين على أسئلة حول مدى وعي النساء المخرجات في المجتمع العربي بمشاكل ومواضيع اجتماعية في مجتمعهن، قائلة " إن النساء المخرجات العربيات يطرحن مواضيع ذات علاقة مباشرة بحقوق المرأة وأن نظرتهن مختلفة عما لدى المخرجين الرجال لحد ما . ووصفتهن بـ " المحاربات " ، لتحسين وضعهن في المجتمع وإحداث تغيير في المجتمع بشكل عام. كما قالت إن النساء العربيات قويات عكس ما يعرف عنهن في الخارج.
يشار إلى أن الفيلم الوثائقي من إخراج المخرجة نادين الذي يعرض حاليا في المهرجان، هو فيلم يتداول موضوع اجتماعي بنظرة النساء الدقيقة . ويطرح الفيلم كيف واجه والدها مدير مدرسة الذي قضى طوال عمره في التعليم ، مشكلة اقتصادية كبيرة لمدة سنوات، ويظهر الفيلم بصورة غير مباشرة كل المشاكل السياسية التي مرت بها لبنان.
وحول فكرة الفيلم ، قالت نادين إنها شعرت بأن إنتاج فيلم عن سيرة حياة والدها هو الطريق الوحيد لإجراء الحوار معه ومعرفة المشكلة التي كانت يعاني منها لسنوات طويلة، ثم عرض الفيلم في عدة دول ، حيث وجد إقبالا كبيرا خاصة من المشاهدين اللبنانيين الذين وجدوا أنفسهم من خلال قصة والدها.
وحول الاعتقادات الشائعة التي تقول إن النساء العربيات مقيدات اجتماعيا أكثر من نظيراتهن في الدول الأخرى، أجابت نادين بأن العالم العربي واسع وكبير وأن العادات والتقاليد فيه مختلفة عن بعضها البعض، وعلى النساء أينما كنّ أن يسعين لأخذ حقوقهن ، في المجتمعات الذكورية .
وقالت انها تعتقد أن النساء العربيات يعرفن هذه الحقيقة وهي الطريق نحو التغيير في مجتمعاتهن ، وان التغييرات في المجتمعات الذكورية ستأتي من النساء وهن رائدات.
حول دور المخرجين في المجتمع، قالت إن أي فنان يعبر عن نفسه من خلال كتابة أو فن أو رسم ويتحدث عن نفسه والمجتمع والثقافة الذي تربى عليها ، وعلى الأقل، يطرح على الناس أسئلة تغير نظر الناس في المجتمع الذي تربى فيه ومن خلاله يمكن أن يغير المجتمع . وأضافت أن دور السينما هو خلق لقاء بين العالمين الذكوري والأنثوي ، وعادة يصل إلى نتيجة أننا متشابهين لنلاحظ أن نقاط التشابه أكثر من نقاط الاختلاف .
وعبرت عن إعجابها بالإقبال الكبير من المشاهدين الكوريين على الأفلام العربية، مشيرة إلى أنها تعتقد بأن السبب في ذلك أن الكوريين والعرب من نفس القارة الآسيوية، غير أنهم لا يعرفون كثيرا عن بعضهم البعض لذا فإن حب المعرفة والفضول دفعهم إلى الاهتمام بالثقافة العربية.
وتخطط المخرجة نادين لإنتاج فيلم روائي بطلته بنت صغيرة في مدرسة دينية، يتطرق إلى معتقدات المجتمع العربي منها معتقدات دينية بعيون الأطفال الذين يتحدثون على سجيتهم بصراحتهم المعهودة مقارنة مع الكبار المتقيدين بالمعتقدات وسيكون اسم الفيلم " باسم الابن " لعرضه في دور السينما في العام القادم.
درست الأدب الفرنسي والسينما، وبدأت العمل كمساعدة مخرج، وعملت في فن التركيب الذي يجمع فيلم وصور وصوت . وكان أول أفلامها الوثائقية " كل واحد وفلسطينه " وجد إقبالا كبيرا في عدة دول كما كتبت سيناريوهات " ارهيرتونس" مع هيام عباس عام 2012م .