الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

سياحة ولكن ؟؟!!

  • 1/2
  • 2/2

منذ اكثر من 10 سنوات وانا احرص على زيارة العقبه سنويا ، في السابق كنت الاحظ تعاملا جيدا وحضاريا من قبل التجار في اسواقها  لجمهور المتسوقين ، اذكر انني وقبل 11 عاما ذهبت بصحبة زوجي للعقبه وكنت حينها اما للمرة الاولى وحملت معي ابنتي الرضيعه الى السوق بغرض شراء عربة اطفال لها دخلنا الى احدى المحلات واستقبلنا التاجر هاشا باشا واشترينا العربه المطلوبة ، ثم عدنا بعد برهه ليساعدنا في فتح واقفال العربه ومعرفة بعض الامور فيها فقد كنا قليلي الخبره ، خرج التاجر من محله الى الرصيف واعطانا الشرح اللازم واجاب عن استفساراتنا ثم ودعنا بابتسامة عريضه وقال مازحا ( مبروك العربايه ، وعقبال الليموزين ان شاء الله ) .
ما ابعد اليوم عن البارحه ، فبعد سنوات قليله كنت امام محل التاجر نفسه بشحمه ولحمه ومعي ابني في العربه التي اشتريناها من التاجر ، وكان التاجر يتجادل بوجه عبوس مع احد الزبائن الذي جاء ليسأله عن ثمن دراجه هوائيه ويرجو الحصول على خصم ، قال التاجر ( سعر الدراجه خمسين دينار واجرة تركيبها دينارين عجبك عجبك ) ومضى الزبون مخذولا واستعديت بدوري لدخول المحل بالعربه فرمقني التاجر بنظرة حاده عابسه، بادلته بمثلها ثم انسحبت بظهري الى خارج المحل  وانا اجر عربة طفلي ، واظنه قد تنفس الصعداء فلم يسألني بماذا دخلت ولماذا خرجت . موقف آخر حصل مع زوجي عندما ذهب لشراء مسجل سياره وحاول التفاوض للحصول على افضل سعر فكانت اجابة التاجر بعنجهيه ( ما بدك بهذا السعر غيرك بشتري) .بالفعل غيرك بشتري ، لان الالاف يرتحلون الى العقبه في المواسم للسياحه والتبضع فالعقبة متنفسنا الوحيد ، لذلك اصبح التاجر يتعامل بفوقية مع المتسوقين ولا اريد ان اقول عبارة اكثر حدة تعرفونها جميعا .
اكثر التجار ضيقا بالزبائن هم اصحاب المحامص ، فمعظم زوار العقبة من باقي  المحافظات يتوجهون لشراء المكسرات لرخص ثمنها نسبيا ، احدى الصديقات حدثتني انها كانت تقف بداخل محمص بالعقبه عندما رأى التاجر مجموعة زوار تتجه نحو محله بغرض الشراء فعلق ( الله لا يجيبكم عندي) ، ماذا نسمي مثل هذه الاساءات الموجهة لمشترين يعتبرون احدى دعامات اقتصاد العقبه ؟  اما الاساءات للسياح الاجانب فحدث ولا حرج ويشترك في هذه الاساءات العمال الوافدون الذين يعملون كبائعين في اسواق العقبه .
كل ما سوف اسرده تاليا من مشاهدات قمت برصدها في آخر زيارة لي للعقبه بشهر نيسان من العام الحالي ، سائح كبير في السن بصحبة زوجته يسأل احد البائعين عن عنوان ما ، يكتشف البائع انه لا يستطيع التجاوب معه لانه لا يتقن الانجليزيه فيهز يديه بعصبيه ويشير الى سائحين آخرين قائلا ( شوف دول اهم زيك يمكن يساعدوك ) يبتعد السائح وعلامات الاحراج بادية على وجهه ، لم يكتف البائع الوافد بما تفوه به ، بل يقف على باب محله ويضيف بصوت عال( احنا ناقصين عاهات لما يجيبولنا عاهات من بره) في هذه اللحظة رمقته بنظرة مستهجنة فبقي ينظر نحوي بتحد واضح فابتعدت مدركة انه ما زال في جعبته الكثير من الشتائم قد تطالني .
المشهد التالي سائحه اجنبيه تقف عند باب احدى المحلات التي تبيع المكسرات وقبالتها يقف اثنان او ثلاثة من البائعين ، تقوم السائحه بتذوق بعض المكسرات قبل ان تقرر ايها تشتري يعلق احد البائعين موجها كلامه لها ( NO TASTE  يا مدام ، يخرب بيتك دي حتنام عالبسطه كمان شويه ) . اتوقف عند احدى محلات المكسرات وانتظر ريثما يفرغ البائع لي فيتطلع نحوي بعين مغمضة واخرى مفتوحه ورأسه ممدود الى الامام ويسأل بصوت اجش خال من الذوق ( ايش بدك انتي) .
ثلاثة مشاهد مسيئة في زيارة واحده للعقبه يقابلها مشهد حضاري واحد رأيته عند محل يبيع السمك واللحوم المجمده ، كانت سيدة كبيره قد حضرت لتشتري السمك ورحب بها البائع بكل ادب وسألها ( بتحبي اعطيكي كفوف يا بركه عشان ما يتوسخوا ايديكي من السمك؟ ) . اعلم انهم ليسوا كلهم سواء ، ولكن ما شاهدته خلال سنوات يكفي لأخرج بنتيجة مفادها ان على زوار العقبه من باقي المحافظات اتخاذ موقف تجاه اساءات التجار هناك وان يكتفوا بزيارة العقبة لمشاهدة البحر والتمتع بالمناظر الجميله وعدم التسوق الا للضرورة ، واذا كان على المكسرات فجميع اسواق المملكة تعج بها والبطانيات كذلك متوفرة في كل مكان  ماذا بقي اذن لتصحيح الاوضاع ؟ لم يبق الا الصبر والتحكم بالرغبة في الشراء واجبار التجار على العودة الى سابق عهدهم من الاحترام والكياسة في التعامل مع المتسوقين . نعم لا يمكننا التوقف عن زيارة العقبه ، فللبحر سطوته التي لا تقاوم، اما المكسرات والبطانيات والدراجات وعجلات الكاوتشوك والعاب الاطفال الرخيصه فلا سطوة لها .
اتمنى  ان تأخذ الجهات المعنية في العقبه ملاحظاتي على محمل الجد ومراقبة البائعين الاردنيين والوافدين ومحاسبة من يسيء للزوار والسائحين الاجانب ، فليس من شيمنا اهانة الضيف

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى