في ظل وجود ميثاق الشرف الصحفي الذي نقسم عليه في النقابات الصحفية سواء في الوطن العربي أو العالم الغربي ،فإن من ضمن بنوده أن لا يعمل الإعلام على تسليط الضوء على أمر معين أو قضية ما أو شخصية معينة لاعتبارات شخصية مبنية على المزاجية أو المصالح الشخصية أو اعتبارات خاصة بجهة معينة بهدف كسب أو تحقيق مصالح معينة ،أو لمجرد مزاجية من القائم على النشر في ميله كل الميل لفلان ذكرا كان أو أنثى لظنه أنه واجهة جيدة لإبرازه وللتسلق عليه ولاعتقاده أن هذا الشخص سيحقق مكاسب له في أمر معين.
وحين تبني المؤسسات الإعلامية المحترمة علاقتها مع مختلف القطاعات بحسب ميثاق الشرف الصحفي يجب أن تكون محايدة في رأيها وتنشر وجهات النظر السلبية قبل الإيجابية عن شيء ما كي تساعد المشرع صاحب القرار اتخاذ الإجراء المناسب بشأن ذلك.
وما نراه في بعض المؤسسات الإعلامية للآسف سواء تقليدية أو افتراضية عكس ما يأت في ميثاق الشرف الصحفي فمعظم المؤسسات تضع نصب أعينها اسما معينا كي تلمعه وتشهره في حين تحاول أن تطفأ الإضاءة عن شخص متميز مبدع قد لا يملك الإمكانات المادية والميزات السطحية بالشكل وتبعاتها غير مستندة على مبادئ فكرية واتجاهات إيجابية تخدم الجميع دون أنانية وحب للظهور فقط لاستعراض شكلي وبهدف تسليط الضوء عليه لأمور داخلية أو خارجية لا تقيم الإنسان لشكله ومظهره الخارجي ،وتتعامل معه كلوحة جمالية مكملة لديكور المؤسسة أو الجهة الإعلامية ،في حين أنها تغيب وتبعد أشخاصا لهم آراءهم ومنجزاتهم الفكرية غير الاستعراضية ولهم دورهم في المجتمع من حولهم.
في ظل ما سبق قد تهتز الصورة المشرقة لبعض المؤسسات الإعلامية وقد تضعف بصورتها المعهودة الملتزمة وتصبح رخيصة فكريا ومعرفيا في حال اعتمدت على ذلك في تعاملاتها وتبدلت رؤاها بهدف كسب شخص معين والتعامل مع جهة معينة حصرية دون غيرها على أسس واهية ، ويصبح ماءها غورا ووجودها كصفر على الشمال لا يؤدي وظيفته المنشودة ولا يحقق أهدافا سامية تعززها وتبرزها.