هي محاولة إلى لفت الأنظار وجذب الانتباه عندما أقول أن المرأة هي أساس كل شيء، سواء كان إيجابيًا أم سلبياً. وليس كلامًا إنشائيًا القول بأن المرأة هي أساس المجتمع، وهي قوامه وبناءه. هذه المقدمة أسوقها وأنا أقرأ بيان أسرة (القباع)، وتأكيد أحد أقاربهم للصحافة عن أسباب التطرف الذي صعق ابنهم الإرهابي مفجر مسجد الصادق بالكويت، وأنهم أسرة متوازنة، ولأنني تابعت كغيري تغريدات نسائية من نفس أسرة الشاب الإرهابي، وهنا أعيد ما قلته في مقالات سابقة أن الجانب النسائي ما زال مغضوض عنه الطرف أمنيًا واجتماعيًا، وأن هذا ما جعل الجماعات الإرهابية تستخدم النساء بشكل رئيسي في معظم عملياتها الإرهابية خصوصًا من الناحية الإعلامية واللوجستية. وهذه الحسابات النسائية بأسماء حقيقية في تويتر هي أكبر شاهد ودليل على ما قلته سابقًا وأقوله اليوم وأضيف، أن الابن يتأثر بأمه بشكل مباشر، في حين أن تأثره بأبيه هو تأثر غير مباشر، والبيوت السعودية مستورة لا أحد يعلم ما يدور بداخلها من أفكار إلا إذا ظهرت على الملأ كما حدث مع أسر الإرهابيين، والزوج الوسطي إن ابتلي بزوجة متطرفة فهو إما أن يتزوج عليها بحثًا عن امرأة تقاربه فكريًا، أو أن يعيش في انفصال عاطفي أو على مضض في حالة سلبية تحفها الصمت، فهو لا يمكن أن يفضح أم أبنائه ويفضح تطرفها، ولا يمكن -مطلقًا- أن يتجه إلى الجهات الأمنية ويقوم بالإبلاغ عنها، فتستمر الحياة ويطفو التطرف على عقول الأبناء، ومنهم من وصل إلى الانتحار والتفجير!
إن التهديد النسوي الإرهابي الخطير يحثنا إلى العمل على محمل الجد نحو تقويض هذه المنابع من أصولها التجمعيّة، فهذه الجماعات في الغالب تعمل وفق أجندات منظمة ولديها برامج وأهداف من المؤسف أن تكون -بعض- المدارس والكليات والمراكز النسائية جسرًا لعبورها، بل وحتى مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات التفاعلية هي أدوات هامة لهذه التنظيمات، وأنا هنا لا أطالب بفرض الرقابة على كل هذه الأدوات، إنما هناك أمور تحدث ونراها بالعين المجردة وهي لا تحتاج إلى تجسس بقدر ما تحتاج إلى شيء من التركيز القادر على محاصرتها قبل أن تُعمم في المجتمع، هذا إن لم تكن أفكارًا قد عممت من الأساس!
الأم هي أول من يتواصل مع ابنها منذ أن يبدأ تكوينه جنينًا في رحمها، وهي الأقوى تأثيرًا عليه، وأنا هنا لا أقول إن كل متطرف وصل إلى هذه المرحلة لأن أمه متطرفة، لكن الشيء الذي أثق به أنها منبع سواء يغذي عقل الابن بشكل مباشر كأن تكون متطرفة، أو بشكل غير مباشر في أن تحب المتطرفين وإن لم تكن منهم.
لو آمنًا بأن المرأة هي أساس التطرف أيًا كان شكله أو مذهبه، فإن هذا سيؤدي إلى علاج ناجح ومواجهة المرأة بالمرأة المثقفة المنفتحة التي تصنع أجيالاً تبني لا تهدم، وجود المرأة اليوم في صياغة استراتيجيات مكافحة الإرهاب والإيمان المطلق بأنها أساس الداء والدواء، سيغير من مفهوم أن الإرهاب صناعة رجالية والاعتراف بالمشكلة هو أول خطوات حل المشكلة!