الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أما آن للمرأة أن تفهم رسالتها!

  • 1/2
  • 2/2

فوزي بن يونس بن حديد - تونس - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "

لا تستغربي أختي الكريمة حينما أتحدث إليك بهذا الكلام، فهو ليس كلاما من وحي الخيال، بل هي الحقيقة التي باتت اليوم أغرب من الخيال، اعتادت المرأة اليوم على الخروج للعمل لأسباب قد تكون قاهرة في بعض الأحيان، وفي كثير من الأحيان تكون للرفاهية وقضاء وقت ممتع خارج المنزل، أعلم أن المرأة التي تبقى في البيت تعيش الملل والأرق ولو أن بعضهن يستمتعن ببقائهن في البيت ويشغلن أنفسهن بأعمال تنسيهن أنفسهن أنهن في روتين قاتل في الحياة، فقد دأبت المرأة العربية على الحفاظ على مكونات الأسرة، ولم يحرمها الإسلام بل أعتقها من ظلم الجاهلية الأولى والجاهلية الحديثة التي تغري المرأة وتشعرها أنها الكائن الأضعف والمغلوب على أمرها، بينما هي كائن بشري له ظروفه الخاصة التي تعتريه بين الفينة والأخرى، لم يحرمها الدين من التعلّم بل جعل ذلك واجبا عليها من ذلك حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: « طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» حديث مشهور يوجب على المسلمة كما على المسلم أن تطلب العلم ولا تتكاسل في ذلك ولا تتأخر، وطلبها للعلم لا يعني بالضرورة أن تتوفر لها وظيفة إذا كان هناك من يعيلها ويسهر على راحتها، فهي إن كانت ابنة سيعيلها أبوها، وإن كانت أختا سيعتني بها أخوها وإن كانت زوجا فسينفق عليها زوجها، وإن كانت أمّا سيرعاها أبناؤها، وبالتالي كفل لها الإسلام حقّها في الحياة، ولا يجبرها على الخروج إلى العمل إلا إن اقتضت الضرورة ذلك، والضرورة تقدر بقدرها، لأن خروجها إلى العمل يعني أن تهتمّ بزينتها وتتبرّج في مظهرها وتختلط بالرجال في مواقع عملها، وقد تكون اليوم قد تجاوزت ذلك كله وتعتبر كلامي ضربا من الخرف، إلا أن الإسلام أراد لها أن تبقى مصونة من أي تصرف قد يؤذيها.
ولو فرضنا أنها تتمتع بحياتها اليوم، لكن هذا التمتع يقتصر عليها فقط، أما زوجها وأبناؤها فيعانون تبعات خروجها من المنزل، إذ تضطر إلى الاعتماد على عاملة في منزلها تقوم بشؤونه من طبخ وغسيل وتنظيف، وتربية للأطفال وهذا الأخطر في ذلك كله، إن كنتِ تربيتِ في حجر أمك التي بقيت تدلّلك وهي في البيت تقوم برعايتك، فمن سيرعى أولادك وكيف سيكون هذا النشء بعد سنوات؟، من المؤكد أنك ستتلظين بشقاء البعد عن أطفالك، وأنت من ولدتهم ولكنك لا تستطيعين التواصل معهم لأنك لم تمنحيهم الحنان اللازم، لم تمنحيهم الوهج العاطفي حتى يعيشوا بسلام آمنين، إنها الضريبة التي تتلقاها المرأة العربية اليوم في مواقع العمل، وقد حدثت أزمة ثقة بين الزوج وزوجه بعد أن صار الزوج يعمل في مؤسسات بها نساء وظهور الغيرة على بعض الرجال بعد أن عرفوا أن أزواجهم يعملن مع رجال في مكان واحد، فقد صارت المرأة تزاحم الرجل في كل مكان، بل تأخذ مكانه ولا تتركه يستمتع به.
ليس من السهل أن تقبلي هذا الكلام وربما لديك جملة من الاعتراضات وكثيرا من التساؤلات، ولكنه ليس عسيرا التطبيق، إذا يعتمد في المقابل أن يتفهم الرجل الموقف ويدري ما عليه من واجبات وأن توفر الدولة للمرأة حقهّا في التعلم والتعليم والعمل في مجالات لا تعمل فيها إلا النساء، وتترك أعمال الرجال للرجال حتى يسير البناء كيفما أراد الله عز وجل والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويمكن للدولة أن تستقطع راتبا شهريا للنساء اللواتي يعملن في البيت ويدرن شؤونه بأنفسهن، لأنهن بهذا الأمر يقدمن خدمة للمجتمع ماديا ومعنويا عوض إسراف المال في العاملات ومشاكلهن.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى