أكدت سيدة الأعمال القطرية نجلاء الشافعي، الرئيس التنفيذي لشركة "فيلا كوين" بازار المتخصصة في مجال المعارض النسائية، أن الإجراءات البيروقراطية والتشريعات من أشد العراقيل التي تقف كعثرة أمام سيدات الأعمال في مجال الاستثمار، مطالبةً الدولة بتسهيل الإجراءات والقوانين من أجل انخراط المزيد من النساء في منظومة العمل الاستثماري بما يعود عليهن وعلى الدولة بالنفع العام.
كونها عضو بمجلس إدارة سيدات الأعمال العرب، تقول الشافعي بأنها تبحث معظم العراقيل التي تواجه المرأة في مجال الاستثمار بقطر ودول الخليج والعالم العربي، مستفيدةً من خبرة المجلس. وأيضاً كونها عضو في منتدى سيدات الأعمال القطريات بالغرفة التجارية الصناعية بقطر، فهي تبحث مع المنتسبين للمنتدى عمل اللجنة النسائية التي سوف تنخرط في كل اللجان الموجودة بالغرفة، لبحث آلية استفادة سيدات الأعمال من الشركات الأجنبية التي تنوي الدخول إلى قطر ودخول بالأعمال والـ B2B لكي يتم توسيع نطاق الشركات التي تمتلكها سيدات الأعمال القطريات أكثر مما هو عليه الحال في الوقت الراهن، حيث لا تتعدى الشركات التي تمتلكها سيدات الأعمال إلى 3500 شركة فقط.
مجال العمل في القطاع الخاص
عن كيفية دخولها مجال وقطاع الأعمال وتأسيس شركتها الخاصة تقول الشافعي أنها درست هندسة معمارية لكنها لم تعمل في القطاع الهندسي، لأن العمل بهذا القطاع وقت تخرجها كان غير مقبول في المجتمع القطري، ما جعلها تذهب للعمل في القطاع الخاص وتحقيق نجاحات مميزة به. وتضيف الشافعي قائلة أن عملها خارج نطاق تخصصها يعد قفزة نوعية كبيرة في حياتها العملية، لكنها وجدت نفسها أكثر في القطاع الخاص لاسيما القطاع المصرفي والمعارض النسائية التي حققت نجاحاً كبيراً فيها.
العمل من أجل النجاح
أوضحت الشافعي أنها لم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب كما يقال، كونها من عائلة متوسطة الدخل، وقد كافحت من أجل تطوير مهاراتها الإبداعية في القطاع المصرفي. موضحةً أن بعض التهم التي تلحق بسيدات الأعمال القطريات كونهنّ مرفهات وليس لديهنّ بصمة في عالم الأعمال فيها جزء كبير من الصحة، لكن هذه التهم لا تنطبق على الكل. مبينةً أنها من عائلة متوسطة الدخل، وأول ما بدأت حياتها العملية بدأت براتب قليل، لكنها أثبتت نفسها بجدارة في القطاع المصرفي من خلال البنك الذي تعمل فيه، حيث وجدت إدارة البنك فيها مواهب مختلفة، وبدأت تستثمر هذه المواهب والقدرات، فأخذت دورات تدريبية عديدة وتدرجت في المناصب الوظيفية بالبنك، حتى وصلت إلى منصب رئيس العلاقات والتمويل العقاري لعملاء الاستثنائي "الخدمات المصرفية الشخصية".
رابطة سيدات الأعمال ومنتدى الغرفة
قالت الشافعي أنها لم تستفد من رابطة سيدات الأعمال القطريات بالقدر الذي كانت ترجوه، لكنها تؤكد أن "منتدى سيدات الأعمال القطريات بالغرفة التجارية الصناعية سيكون وجهة سيدات الأعمال في قطر، وبعد فترة سنعلن عن أهداف المنتدى وتوجهاته المختلفة التي تصبو لها سيدات الأعمال". موضحةً أنها وجهت دعوات خاصة لرابطة سيدات الأعمال لحضور معرضها الأخير، لكن لم يحضر أحد منهن سوى سيدة أو اثنتين فقط، على عكس ما قامت به سيدات الأعمال في منتدى سيدات الأعمال بالغرفة، حيث حضر عدد كبير منهن، كما حضرت ابتهاج الاحمداني وأثنت على المعرض، وقالت في خضم حديثها أن "نجلاء الشافعي هي من ستتولى تنظيم المعارض النسائية الخاصة بمنتدى سيدات الأعمال بالغرفة نظراً لتميزها في هذا المجال".
المعارض النسائية
عن نظرتها للمعارض النسائية في قطر وإلى أي مدى حققت هذه المعارض نجاحاً ملحوظاً وإثراء هذا القطاع، قالت الشافعي أنها مع التميّز وأنها دخلت هذا المجال في وقت كانت هناك معارض كثيرة، لكنها نجحت في هذا المجال حيث أنها تنتهج فلسفة خاصة في عملها مفادها أنها تنتقى المصممات المميزات من قطر والخليج وتضع شروطا لهن منها على سبيل المثال لا الحصر، وأن تشاهد البضاعة قبل عرضها وتختار الشيء المميز من المنتجات النسائية الغير الموجودة في السوق، كما تحرص على التميز كدأبها في كل أعمالها.
تكرار المشاريع النسائية
عن تكرار المشاريع النسائية لدى الكثيرات من سيدات الأعمال القطريات وانحصارها في مجالات محددة بما يجعل هناك صعوبة في الاستمرار والتميز قالت الشافعي: "هذا الموضع ندرسه في الغرفة التجارية الصناعية على قدم وساق". مبينةً أن اللجنة النسائية سوف تنخرط في كل اللجان الموجودة بالغرفة لكي تبحث آلية استفادة سيدات الأعمال من الشركات الأجنبية التي تنوي الدخول إلى قطر والقيام بأعمال B2B، لكي يتم توسيع نطاق الشركات التي تمتلكها سيدات الأعمال القطريات أكثر مما هو عليه الحال في الوقت الراهن، حيث لا تتعدى الشركات التي تمتلكها سيدات الأعمال القطريات إلى 3500 شركة فقط، وفق ما صرح به وزير الطاقة والصناعة. مضيفةً أن الغرفة ستقيم منتدى سنوي للتعريف بفرص العمل الموجودة للنساء في قطر، وكذلك بحث الفرص الاستثمارية الخارجية لسيدات الأعمال.
البيروقراطية وعراقيل العادات والتقاليد
وفي ردها على سؤال لنا بأن هناك تضارباً كبيراً بخصوص حضور المرأة في سوق العمل، فالبعض يرجع عدم حضورها بقوة للقوانين والتشريعات أو العراقيل والبيروقراطية في الإجراءات والبعض الآخر يعزي ذلك إلى العادات الاجتماعية والجانب الاجتماعي، توضح الشافعي قائلة: "مازال ذلك موجود بقوة، سواء من حيث الإجراءات أو الحصول على التصاريح، وأن هناك توجه في الغرفة التجارية بقطر لبحث وجود لجنة تسهل على المرأة الحصول على التصاريح بسهولة ويسر من الجهات الحكومية. كما أن جهات التمويل محدودة وتتمثل في بنك قطر للتنمية ودار الإنماء الاجتماعي".
القوانين والتشريعات
عن طبيعة القوانين والتشريعات الخاصة بالاستثمار وهل تتلاءم مع طبيعة الاستثمار للنساء في قطر، قالت الشافعي: "البيروقراطية والعراقيل عديدة وكثيرة وسيدات الأعمال لا يستطعن إنجاز أعمالهن عبر الموظفات لديهن، ويجب عليهن لإنجاز معاملاتهن أن يخرجن بأنفسهن لإنجاز تلك الأعمال". داعيةً إلى تسهيل الإجراءات والتصاريح الحكومية بما يتلاءم مع طبيعة المرحلة التي تعيشها قطر. ومشددة في الوقت ذاته أن الشيخة موزا بنت ناصر قدوة لهنّ وأنها تشجع المرأة على خوض مجالات الاستثمار والنجاح في كافة القطاعات الاستثمارية وغيرها من القطاعات المختلفة، ولكن للأسف أن القوانين والإجراءات تعيق الاستثمار النسائي في قطر.
مجلس سيدات الأعمال العرب
عن عضويتها بمجلس إدارة سيدات الأعمال العرب وما الذي يقدمه المجلس لأعضائه ومنتسبيه، تقول الشافعي أنها "منذ ثماني سنوات مع مجلس سيدات الأعمال العرب، وهذه أول سنة ترشح لعضوية مجلس الإدارة ومعها 6 سيدات من قطر". وأضافت: "المجلس يقيم مؤتمرات مميزة وورش عمل مع قامات نسائية عربية في مجال الأعمال، وهن يستفدن كثيرا من هذه المؤتمرات". موضحةً: "عندما يخرجن لمؤتمرات خارجية تابعة للمجلس يتعرفن على سيدات أعمال على مستوى مميز جداً، فهناك من تمتلك مصنع أو مجموعة شركات ومن كانت سفيرة أو وزيرة، ونحن كقطريات صحيح لدينا مشاريع صغيرة ومتوسطة، لكننا نأمل أن تتطور هذه المشاريع وتكون على غرار سيدات أعمال عرب تميزن بالمشاريع النوعية". مبينةً أنها تتمنى أن يكون لدى قطر سيدات أعمال على هذا المستوى من التميز، مشددة في الوقت ذاته على أن هناك سيدات أعمال في قطر لا يستحقون هذا اللقب.
المشاريع الصغيرة والمتوسطة
عن رأيها في المشاريع الصغيرة والمتوسطة لسيدات الأعمال وإلى أي مدى ترى تطور هذا الجانب وهل سنرى مشاريع نسائية أكبر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تقول الشافعي: "المشاريع النسائية في هذا المجال تحتاج إلى مراحل كثيرة لكي تصل إلى مرحلة أكبر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة".
وعن دور الدولة في مجال الدعم والتمويل قالت: دار الإنماء الاجتماعي وبنك قطر للتنمية وغرفة قطر يقومون بهذا الجانب، ولكن مازالت هناك عراقيل عديدة ورغم هذه العراقيل توجد بادرات أمل كبيرة، وضربت مثالا "بالأسر المنتجة" فمعرض "صنع في قطر" الذي تم تنظيمه من قبل الغرفة بشهر مايو الماضي، تم تخصيص مساحات كبيرة مجانية للأسر المنتجة ويجب أن يستفدن من ذلك، فعندما بدأت هي معرضها لم تكن هناك جهة تعرض لها مجاناً كما يحدث الآن في معرض "صنع في قطر".
المرأة ومجال المقاولات
عن المشاريع التي تأمل أن تجدها في قطر، قالت الشافعي: "آمل أن يكون لدينا سيدات أعمال في مجال المقاولات ولا تقيم فيلا أو مبنى عادي بل فنادق وأبراج ومجمعات تجارية كبرى، وأن تخطو المرأة خطوات كبيرة بما يتناسب مع طبيعة المرحلة الاقتصادية التي تعيشها قطر في الوقت الراهن، وأن تكون المرأة موجودة في مجال الصناعة. مبينةً أن السوق القطري بحاجة إلى منتج محلي قوي مكتوب عليه صنع في قطر".
سيدات الأعمال والمسؤولية الاجتماعية
عن دور سيدات الأعمال القطريات في مجال المسؤولية الاجتماعية وإلى أي مدى يسهمن في هذا الجانب تقول الشافعي أنها تحدد مساحات مجانية في معارضها النسائية لجهات معنية مثل "المركز القطري للصم وجمعية السرطان"، حيث تتيح لهم مساحة لمنسوبيهم يعرضون الأشغال اليدوية ويبيعونها لحسابهم الخاص، ومن الصعب أن تجد من يتيح ذلك في مجال تنظيم المعارض الفردية الخاصة. مؤكدةً أن المسؤولية الاجتماعية مهمة وواجب وطني على سيدات الأعمال الناجحات.
المعارض النسائية والحراك السياحي
عن دور المعارض النسائية في زيادة الحراك السياحي وسياحة العائلة الخليجية من وإلى قطر، قالت الشافعي أن المعارض النسائية تسهم في زيادة الحراك السياحي إلى قطر بشكل ملحوظ، حيث تجتذب السيدات الخليجيات القادمات إلى المعارض النسائية عائلتهن معهن، مما يزيد من نسبة إشغال الفنادق والشقق الفندقية وازدهار حركة الطيران إلى قطر وكذلك سيارات الأجرة ويسهم كل ما سبق في زيادة الحراك السياحي والاقتصادي.