نشرت صحيفة «جلوبال بوست» الأميركية تقريرا حول تزايد جرائم الاعتداءات الجنسية والاغتصاب الجماعي ضد النساء السوريات، سواء داخل البلاد أو في مخيمات اللاجئين، مشيرة إلى أن قصص الاغتصاب المروعة باتت أمراً شائعاً بشكل مأساوي.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أظهر أن 2441 شخصا - بينهم 82 طفلا و24 امرأة – لقوا حتفهم نتيجة التعذيب داخل السجون الحكومية منذ بداية الثورة في مارس 2011 وحتى منتصف مايو 2013، كما وثقت أحدث إحصاءات المرصد احتجاز 6500 امرأة داخل السجون السورية حتى الآن، و5 آلاف جريمة اغتصاب خلال هذا الصراع.
وتحدث التقرير عن إحدى ضحايا الاغتصاب وتدعى نوار، وتقيم الآن بأنطاكية في تركيا، حيث وصفت كيف تعرضت للاعتداء والتعذيب من قبل الجنود السوريين، لكن في الوقت نفسه رفضت وصفها بالضحية.
وتروي نوار أنه في أبريل من العام الماضي، وعند نقطة تفتيش في محافظة اللاذقية بسوريا، ألقت قوات حكومية القبض عليها، حيث كانت بصحبة خطيبها، الطبيب أحمد الذي كان يعالج الجرحى من الثوار السوريين.
وتضيف نوار إنهما أُخرجا من السيارة، وطُرحا أرضا، ثم قُيدا بالحبال، وأُجبر خطيبها على مشاهدة اغتصابها وتعذيبها من قبل رجال التفتيش على مدى شهر كامل، مشيرة إلى أنه تم استجوابهما في طابق تحت الأرض بمركز الاعتقال التابع لمخابرات القوات الجوية السورية في اللاذقية.
وتابعت نوار: «وضعونا في مواجهة بعضنا البعض وأثناء استجواب أحمد، انهالوا علي ضربا، وجردوني من ملابسي أمامه، قبل أن ينزعوا ملابسه هو الآخر».
ووصفت كيف تعرضت للتعذيب على مدار الأسابيع الثلاثة التالية، قائلة: «لقد تبولوا فوقي، وخلعوا 7 من أسناني، وبعد أسبوع آخر أطلقوا سراحي، ثم اكتشفت بعد بضعة أسابيع أخرى أنهم قتلوا أحمد».
وتوضح الصحيفة أن قياس الحجم الحقيقي للانتهاكات الجنسية ضد النساء والرجال في سوريا يكاد يكون مستحيلا، مشيرة إلى أن عواقب المجاهرة بجرائم الاغتصاب تكون مدمرة كالجريمة نفسها، وأن التحدث علنا عن العنف الجنسي في سوريا يعتبر وصمة عار قد تؤدي إلى الطلاق أو مزيد من الانتهاكات بالمنازل أو القتل دفاعا عن الشرف.
ونقلت عن نوار أن إحدى فتيات اللاذقية قفزت من الطابق الخامس بعد تعرضها للاغتصاب، وأن كثيرا من الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب في حمص رفضن الفرار من القتال وفضلن البقاء والموت هناك.
كما نقلت «جلوبال بوست» عن لورين وولف، الصحافية الحائزة على جوائز دولية، ومديرة جماعة «نساء تحت الحصار» المعنية برصد جرائم العنف الجنسي، قولها: إن العديد من هذه الحالات لا يتم الإبلاغ عنها، لافتة إلى أن الجماعة وثقت 216 تقريراً حتى الآن يكشف اعتداءات جماعية ضد مئات النساء، وكثير منهن تعرضن للاغتصاب من أكثر من رجل.
وتقول وولف: إن %70 من الانتهاكات التي وثقتها «نساء تحت الحصار» ارتكبها قوات الرئيس السوري بشار الأسد أو متحالفون معهم.
وتوضح أن هناك 3 طرق لاستخدام العنف الجنسي كسلاح في الصراع السوري، الأولى هي الاغتصاب عند نقاط التفتيش، حيث يتم إخراج الذكور من السيارة ثم الاعتداء على الإناث في الداخل، وفي بعض الأحيان يقوم رجال التفتيش باقتياد النساء إلى أحد المباني ويتناوبون اغتصابهن.
الطريقة الثانية، بحسب وولف، تكون من خلال مداهمة المنازل وسرقتها واغتصاب أهلها أو قتلهم، أما الطريقة الثالثة، فهي الاغتصاب والتعذيب الجنسي للنساء والرجال داخل مراكز الاعتقال الحكومية، ويتم الإبلاغ عن معظمها.