ظهر في كوريا الجنوبية خلال السنوات الأخيرة العديد من الفنادق التي توفر ما يسمى بـ "طابق النساء"، جميع المتواجدين فيه نساء من الزبائن إلى الخادمات، ويوفر هذا الطابق طاولة مكياج، ومنتجات العناية بالبشرة وغيرها التجهيزات والمنتجات التي تلبي الحاجات الخاصة للمرأة. وفي الهند تأسس أول بنك نسائي مؤخرا في بومباي. ويقدم هذا البنك خدمات الإقراض للنساء فقط، كما يوفر الخدمات المالية حسب الطلب، ويفتح دورات تدريبية مهنية للنساء، إلخ. وفي أستراليا، قامت احدى شركات سيارات الأجرة بتأسيس "أسطول السيارات الوردية"، تقودها سائقات إناث، تعمل على ضمان سلامة الراكبات الإناث.
عكست "النساء أولا" عناية الرجال بالنساء، وضعف النساء مقارنة بالرجال. واليوم ومع ظهور "حصري للنساء"، سينظر إلى النساء ككيان مستقل. حيث لم تعد النزعة الإستهلاكية لدى النساء تكتفي بشراء السلع، ويأمل في الشعور بالمساواة مع الرجال من خلال السلوك الإستهلاكي. وفي هذا السياق ترى عالمة الإقتصاد الإجتماعي الإمريكية سارسيا ساثرن، ان النساء تمر بمرحلة إنتقالية على مستوى فهم النوع الإجتماعي، الذاتية، ومؤهلات الهوية. وهذا يعكس رغبة النساء في الحصول على اعتراف وإهتمام السوق الإستهلاكية. وأظهر الإستطلاع الذي قامت به شركة نيلسون، ان 90% من النساء يؤمن أنهن سيمتلكن نفس سلطة القرار لدى الرجال في السوق الإستهلاكية وحتى داخل المجال الإستهلاكي الذكوري التقليدي مثل شراء السيارات. في حين يمكن"حصري للنساء " الإناث من الحصول على خدمات حصرية وأفضل من الرجال في ظل مجتمع كان ولا يزال متحيزا إلى الرجال، ومن ثم تلبية الحاجة النفسية في المساواة مع الرجل.
ويبدو "حصري للنساء" وكأنه وضع حدا بين الجنسين، أو أنه سينقص نصف الزبائن، بل إنه يحتل فرصة تجارية مسبقة. وفي هذا الصدد يسعى بنك النساء في الهند إلى الإستجابة إلى رغبة النساء في الإعتماد على أنفسهن من خلال تجزئة الزبائن، وحدد بوضوح مسؤوليته الإجتماعية المتمثلة في "مساعدة النساء على بعث المشاريع الخاصة، وتحقيق الإستقلالية الإقتصادية"، وقد ظل البنك يشهد زيادة مستمرة في عدد عملائه منذ تأسيسه. أما من يريد أن يدخل "طابق النساء" بالفنادق الكورية فيجب أن يحجز قبل أسبوع. وفي أستراليا، حققت الطلبات على "أسطول سيارات الأجرة الوردية" أرقاما عالية. وأظهرت الحقيقة أن "حصري للنساء" يمكن أن يحقق الفوز المشترك للنساء والمستثمر: حصول النساء على خدمات أفضل، يعني مزيدا من الأرباح للمستثمر.
تعد فكرة "حصري للنساء" على علاقة وثيقة بمستوى الدخل والقدرة الإستهلاكية لدى المرأة العصرية. وقد أظهرت نتيجة الإستطلاع الذي قامت به شركة سينوفيت لدراسات السوق في عام 2009 والدي شمل النساء في 12 دولة ان 58% من النساء يعتقدون بأنهم قد حققوا إستقلالية اقتصادية. كما أظهرت دراسة إستطلاعية للمركز الأمريكي للدراسات المالية Hearts&Wallets في عام 2011 أن نسبة مساهمة المرأة في الدخل العائلي قد إرتفعت من 27% سنة 1970 إلى 36% في الوقت الحالي.
ويتوقع البنك الدولي أن يتجاوز إجمالي مداخيل النساء في كافة أنحاء العالم 18 تريليون دولار، وتقوم النساء في الوقت الحالي بشراء قرابة 80% من السلع. واعتبرت صحيفة" الفايناشيل تايمز " النساء المهنيات احدى اهم قوى العمل الرئيسية التي دفعت الإقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية." أما صحيفة "الإيكونوميست" فاعتبرت النساء المهنيات مديرات للشركات ومستثمرات ذكيات ومثابرات بالفطرة، إلى جانب ذلك يحببن الإستهلاك، ويعتبرن القوة الجديدة التي ستنقذ الإقتصاد العالمي.