من الذي يجهل قيمة الخطط؟ أو لا يدرك أثرها في النجاح؟ فكم سمعنا عن مشاريع على مستوى دول وأمم بدأت بخطط تم كتابتها بقلم الرصاص لتتحول لاستراتيجيات كاملة يتم تنفيذها على مراحل زمنية تمتد لعدة عقود. هذا على مستوى دول وشعوب، لكن ماذا عن المستوى الشخصي. قد يرى البعض أنه في غير الحاجة لوضع خطة لحياته حتى لو كانت قصيرة الأمد بمعنى خطة مرحلية تتضمن المهام والمنجزات التي يمكن أن يسعى لإتمامها خلال العام الجديد.
نحن لا نهتم بهذا المجال، نعيش في دوامة من التكرار وفي أحيان حتى الأخطاء نكررها دون معرفة بالسبب، وفي أحيان نشعر بأن وقتنا ضيق جداً ونصاب بحالة من العصبية والنرفزة، وتمر علينا أوقات أخرى نشعر بالفراغ وعدم وجود أي مهام لدرجة الملل والطفش كما يقال، هذه الحالة بسبب عدم وجود خطة توضح خلالها ما الذي تريده وما هي الأعمال التي يجب أن توليها عنايتك لإنجازها خلال فترة زمنية محددة، الخطة توضح لك أيضاً جملة من المعايير والواجبات التي ينتظر منك إتقانها، بمعنى أنها – أي الخطة – لا تحقق نجاحك المباشر، لكنها تبلغك بالطريقة المثلى وكيفية تحقيق هذا النجاح.
ثقافة وضع خطة عمل مغيبة تماماً عنا تفكيرنا، ونجهل أنه حتى الطالب على مقاعد الدراسة يحتاج لخطة تساعده على إتمام دراسته وتوضح له كيف يستغل وقت فراغه ومتى يستذكر دروسه وكيف ينمي هواياته دون خلل أو تداخل أو تسويف أو تأجيل.
بالفعل نحن نسير مهامنا وأعمالنا دون تخطيط بل دون حتى رؤية للأهداف التي نتطلع لتحقيقها والنجاح فيها.
مع ظهور شمس العام جديد، أنصح كل من يقرأ كلماتي بالجلوس مع النفس لمدة عشر دقائق والتفكير في حجم المهام التي لديه والأعمال التي ينتظر منه أن ينهيها ويمسك بورقة وقلم ويبدأ بتدوين كل شيء مطلوب منه، ثم يضع كل مهمة في إطار زمني، يخصص بنداً للأسرة وللرحلات وآخر للزملاء والأصدقاء ومتى يلتقي بهم والأهم من هذا جميعه يكتب تطلعاته من عمله ووظيفته التي يشغلها وما الذي سيسعى لتحقيقه خلال العام الجديد، وما الذي سيضيفه لنفسه من خبرات، بل ما الذي سيتعلمه خلال العام الجديد، هي دعوة للجلوس مع النفس والتفكير بهدوء ووضع خطة شاملة مالية عملية ترفيهية، ومحاولة التقيد بها والعمل على تنفيذها، وأؤكد لكم أنكم ستدهشون من حجم الفائدة التي ستجنونها.