تعلمت منذ الصغر بأن دوام الحال من المحال وأن بعد الليل يأتي النهار ،وأستذكر هنا الأستاذة قناع عربيات معلمة الإرشاد النفسي في مدرستنا بالمرحلة الثانوية وهي تقول لنا حين تغادر الفصل ونحن نمسك بها كي تبقى معنا ،لا تقلن وداعا إلا لمن يرحلون دون مراسيم وطقوس لإنهم لن يعودون ،وأحرصن على قول إلى اللقاء لمن سنعود إليهم ،ومن سنلتقيهم ثانية ،لهذا سأودع العام الماضي 2013 وأردد بصوت عال "وداعا" لإنه سيرحل بلا عودة ولإنني لن أدخل نفق الزمان لأعود للماضي المؤلم ،الذي يتوشح بالحزن والوداع المتكرر للأحبة المقربين ،وكذلك هو الرقم 13يتشاؤم منه الكثيرون لإرتباطه بعقيدة يؤمن بها قوم عيسى بأنه رقم يرمز للنهايات والقتل والصلب ،وهو رقم ينضوي تحت مظلته أحداثا كثيرة لا أحبذها ،والتي عبرت بحياتي كشريط سينمائي ، ذات علاقة بقصص مأساوية حزينة ،وقد يكون رقم 3 يحمل بالنسبة لي نفس النظرة التشاؤمية في عام 73توفي جدي وعام 93توفي أبي وعام وراء عام يصادف به رقم 3 يحدث شيء غير محمود ،لغة الأرقام تلعب دورها في حياتنا وهي تتقلب كما الفصول الأربعة ما بين ربيع صيف وخريف وشتاء وليل ونهار ،وهكذا تمضي الحياة وداع وإستقبال ،وأجمل شيء في الحياة الولادة ،أم الوأد والوفاة فجميعها ذات علاقة بالبداية والنهاية لكل شيء على الارض وكما يقال كل شيء فان إلا الله ولكل طريق نهاية ،ولكل حكاية أو قصة نهاية كذلك ، ومهما كان الليل حالك السواد فلا بد أن يبزغ الفجر وتشرق الشمس من جديد ،وهكذا أنظر بتفاؤل إلى العام الجديد الذي أرى فيه تغيير وتجديد ،وكل التوقعات تشير إلى نهاية قريبة لمأساة سوريا ،ولحصار غزة ،ولمعاناة الفلسطينين ،وصمت الكثيرين عن الظلم والقهر في سائر البلاد حول العالم قريبا سيأتي العام الجديد بفجر آخر يحرر العبيد ،ويكون عام 2014 عام التغيير نحو الأفضل إن شاء الله.