أجمعت برلمانيات وحقوقيات مغربيات على أن وضعية المرأة عرفت عدة تحولات بسبب النضال الاجتماعي والسياسي الذي خاضته، موردين أن ذلك ما ساهم في تحسين موقعها، وترقيتها لتتقلّد مناصب سياسية ومراتب متقدمة نسبيا.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها مركز تكامل بتنسيق مع هانس سايدر ومنبر الحرية وهسبريس وجريدة أخبار اليوم، واختير لها موضوع "السياسية بصيغة المؤنث"، حيث شدد المتدخلون على أن بعض الدول المغاربية، ابتعدت عن الصورة النمطية للمرأة في البلدان التي وصفت بالمتخلفة.
البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي حسناء أبوزيد أكدت على أن "وجود سياسة بصيغة المؤنث راجع لكون نماذج ديمقراطية رجالية غابت فيها النساء منذ الثورة الفرنسية"، مضيفة أن "الديمقراطية تبنى بالمرأة، التي تعتبر رافعة دولة المؤسسات والحق والقانون".
وزادت قائلة "في ظل مجتمع تسود فيه تصورات تقليدية حاولت عرقلة بناء المجتمع الحداثي الديمقراطي، عبر تكريس تصورات شعبية تبخس من قيمة المرأة ودورها الاجتماعي والسياسي، لا يمكن أن نتطور دون تحقيق قيم المساواة بين الذكر والأنثى في المجال السياسي والاجتماعي، لذلك يعتبر التميز الإيجابي ضروريا لولوج المرأة للمناصب السياسية.
وأبرزت المتحدثة ذاتها خلال مداخلتها أن سؤال المسألة النسائية بالمغرب كان مكلفا جدا، "فالمغرب كاد ينقسم إلى مجتمعين تحت سقف واحد حين طرحت خطة إدماج المرأة في التنمية مع حكومة التناوب"، مضيفة أن المغاربة صادقوا بعد مرور 15سنة على البرتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بالإجماع.
أما أمنة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، فرفضت الحديث عن وجود سياسة بصيغة أنثوية وأخرى ذكورية، فـ"السياسة لا ترتبط بالنساء وحسب، النساء لهن بصمة في بناء الديمقراطية كما للرجال، ودولة المؤسسات تقوم على معايير الكفاءة، فهن مكون اجتماعي، ولهن حقوق تعادل أحيانا الرجل وأحيانا تقل وأحيانا تزيد".
ودعت ماء العينين، إلى ضرورة تجاوز نظام الكوطا لأن يشكل مدخلا للريع السياسي، "ما دفع وزارة الداخلية إلى طرح مقترح يتعلق بحرمان النساء اللائي خضن تجربة برلمانية من خوضها مرة ثانية".
وأكدت المتحدثة في معرض مداخلتها، أن التخلص من التمييز والسعي إلى المناصفة مهم، ووصول المرأة إلى مصدر القرار في السياسة أو الدولة مهم أيضا، وزادت موضحة " موضوع السياسة بصيغة المؤنث يحتاج إلى فتح حوار موسع، لأن السياسي المغربي يتصور المرأة هي ذلك الكائن اللطيف، لذلك تقاوم داخل الأحزاب، وهذه صورة يجب أن تصحح، حتى تتكامل جهود الطرفين في تحقيق دولة الأمن والاستقرار والسعادة للمواطن".
الحقوقية والمعتقلة السياسية سابقا وداد البواب، ذكرت بصيرورة المسألة النسائية منذ عريضة مليون توقيع، مشيرة إلى أن "العائق الثقافي الذي يقف حاجزا أمام تمكين المرأة من الممارسة السياسية والنقابية"، مقترحة أن يتم تغيير مجموعة من القواعد والقيم التي تسلب المرأة قيمتها وتحتقرها.
وأشارت البواب إلى الدور الكبير الذي يلعبه المثقف في تصحيح التمثل الخاطئ عن المرأة، والذي اعتبرته سائدا في المجتمع المغربي، كـ"التحيز ضدها وتبخيس أعمالها".