حين أقول لشخص ما أحبك فإن المرأة بطبيعتها صادقة في الحب وهو فعلا من أحبه واخترته رفيقا صديقا قريبا شريكا لي بحياتي وحين أؤكد له أني مشتاقة لك أتمنى أن يبادلني نفس المشاعر ،وحين أردد احن إليك وكلي حنين لرؤيتك أتمنى أن يجيب بمثل ما أخبرته،لأني أعني ذلك بكل ما يعني الشوق والحب والحنين من كلمة فالأنثى بعواطفها الصادقة لا يكفيها حب الأرض وما عليها لتعبر عن مشاعرها لمن تحبهم بصدق ،فليس أي إنسان يمكن أن يسكن قلبي أو تشتاق له جوارحي ،فقد أشتاق إلى حنان أمي وحب أبي وحنيني لوطني ومسقط رأسي ومنبع جذوري،ودون أية مقدمات أعبر عن ذلك لأنها مشاعر فياضة نابعة من القلب بصدق فأرددها علي مسامع من أحبهم بثقة وتأكيد مني عن تعلقي بهم مثل شوقي لزوج راحل أو أب غيبه الموت و كان له تأثير كبير بحياتي ،فأشتاق إليه رغما عني ،وأحن لكلماته الطيبة ودعاباته ومواقفه المشرفة ووقوفه لجانبي في أزمات وتحديات حياة عاصفة بنا و عبرت بحياتنا معا وتصدينا لها لهذا أقول له مليء فمي من أعماق قلبي أحبك .
قلة من الأشخاص الذين يتعلق القلب بهم وقله من هم قدوة وهم دعائم قوية بحياتنا فالأم لها تأثير قوي في حياة أبناءها والأب نموذج وقدوة نعتز به ونحبه يشغف وشوق عارمين ،قلة من يفهمون ذلك وقلة ممن نحبهم يقسون علينا ورغم ذلك نبقى نحبهم ،فإذا أخطأنا بحقهم دون قصد لا يعني ذلك نهاية الكون فجل من لا يخطئ وكلنا خطاءون وخير الخاطئين من يعترف بخطاه لأن الاعتراف بالخطأ فضيلة والرسول صلى الله عليه وسلم دوما كان يردد اللهم أنك عفو تحب العفو فأعفو عنا.
في هذه الأيام الفضيلة المباركة أتوجه لله سبحانه أن يعفو عني وأن يتقبل مني توبتي وأدعوه سبحانه أن يسامحني كل من أخطأت بحقه دون قصد.
حين اقول لشخص أحبك أشتاق لك أحن إليك أستذكر حكايات جميله عايشته معها وقصصا مثيرة واكبت مسيرتها بوجوده أستذكر أمي ولهفتها علي حين كنت أتأخر في العودة للبيت وانشغالها علي طوال حياتي الماضية، وحنينها لضمي وتقبيلي وتهدئتي إذا ما كنت فزعة خائفة من الإخفاق في شيء ما بحياتي،واستذكر والدي وهو يوجهني ويرشدني طيلة حياته رحمه الله كي أتعلم وأنضج وأتحمل مسؤولية نفسي وبيتي وأسرتي العظيمة التي أعشقها واشتاق لها دون و التي أعيش بعيدا عنها لظروف قاهرة بعد أن حلقت طيوري الصغيرة من عشنا المتواضع الذي اهتز مع عواصف الزمن العاتية لتحلق في فضاء الحياة وتحدياتها لهذا أردد لهم جميعا أحبكم بلهفة أم صادقة وأحبكم بشوق كبير لا حدود له وأحبكم وأحن لضمكم إلى صدري وأرجوكم أن تصفحوا عني لتقصيري معكم في هذه الأيام المباركة بعيدا عن الدار في كنف تباعد جغرافي لا عاطفي فقلبي معلق بكم جميعا وأحبكم من الأعماق فسامحوني جميعا.