تتشابه عادات وتقاليد شهر رمضان في الدول العربية ، لكنّها تختلف من المرأة إلى الرجل وبحسب الفئات العمرية.
والمرأة العراقية بعد ان كانت تستغل سهرات شهر رمضان للتزاور والواجبات العائلية أو في ارتياد الجوامع لأداء صلاة التراويح برفقة زوجها طوال السنوات الماضية ، وكما جرت العادة في العراق مع حلول العشر الاواخر من شهر رمضان على إعداد حلويات العيد من «الكليجة » بأنواعها المختلفة (بالتمر وحلوى الحلقوم وانواع الكرزات) وغيرها من الحلويات المصنوعة أساسا من السكر كالزلابية والبقلاوة التي لا تخلو منها المائدة العراقية .
وفي خضمّ المشاغل الدورية وهموم العائلة تقضي المرأة العراقية جل وقتها في المطبخ ، لاعداد فطور العائلة ولا تنسى في الوقت نفسه ذكر الله وقراءة القرآن، لاكتساب الأجر العظيم في شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن تتبعها باسابيع تهيئة متطلبات العيد وفي الأغلب تحاول جهد إمكانها الضغط على ميزانية العائلة والتحايل لتوفير مستلزماتها.
ومع بداية اول ايام رمضان شهدت مناطق عديدة في العراق ومع زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي الذي بات امراً مالوفاً لا غرابة فيه رغم تجاوز درجات الحراة ال 50 درجة مئوية رافقه انقطاعا متواصلاً للمياه استمر لايام فبات الناس يتسألون عن موعد وصول الماء الى منازلهم اكثر من سؤالهم عن موعد الافطار .
الامر الذي اضاف عبأ جديداً على كاهل المرأة العراقية يتجلى بابهى صوره بالسهر ساعات الليل الطويلة لا بقراءة القرأن كما هو شأن نساء المسلمين في رمضان ، بل بانتظار وصول الماء او محاولة سحبه عبر ( ماطورات ) كهربائية تعمل على المولدات يستعان بها لانقطاع الكهرباء .
وتروي السيدة ( س ، ع ) من محافظة ديالى كيف انها تتناوب مع ابنتها كل ليلة لسحب المياه حيث لا يصل الا في ساعات الليل المتأخرة ، مؤكدة تسابق اهالي المنطقة لتعبئة خزانات المنازل بالمياه واصفة ساعة وصول المياه بالفرحة بعد انقطاع يصل لثلاثة ايام اوأكثر .
ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد الحاجة الى الماء سواء لاغراض الشرب أو للاستعمالات المنزلية الاخرى لاسيما في الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك .
ولئن كانت الحركية والحيوية هي أبرز مميزات المرأة في شهر الرحمة والعمل بالعراق فإنه من الأهمية بمكان الانتباه إلى قدرتها على توزيع طاقاتها القليلة في أعمال عائلية ومجتمعية لا يطيقها إلا الإنسان المتفاني في خدمة الآخر والمؤمن بقيم البذل والعطاء والتضحية بالوقت والصحة ولا شك في أن رمضان وباعتباره شهر الصبر يجد خير ترجمة له في عادات المرأة العراقية وما تقوم به من جهود لفائدة أفراد أسرتها .
وان كان هذا حال المرأة العراقية في بيتها ووسط عائلتها ، فما بالكم بالمرأة النازحة التي اجبرتها ظروف القصف والقتل والسلب والنهب على ترك منزلها بعد ان تشتت الاهل والاصدقاء والمعارف كل في مكان يأويه طلباً للامن والامان .. لكم ان تتخيلوا الصورة ... رغم ذلك تراها متماسكة قوية تشد ازر زوجها واولادها تجمعهم على مائدة افطار بسيطة اغلبها من صدقات الناس الا انها راضية بما قسمه الله لها املها بالخالق لا المخلوق حالمة بغد افضل .... رمضان كريم عليك ايتها النخلة الباسقة التي ابت كل الظروف اقتلاعها بل زادتها ايماناً بالله اولاً واحتضاناً لعائلتها مصدر قوتها .. رمضان كرين لكل ام ، اخت ، بنت ، صديقة ، حبيبة وكل عام وانت بألف الف خير .