فازت طالبة الدكتوراه في برنامج التقنية الحيوية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، الباحثة ميسون نظام عوض، بجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الأمنية، في مسابقة مجلس التعاون للبحوث الأمنية للعام 2013 عن بحثها الذي حمل عنوان "برامج التوعية في ظل التحديات الأمينة لشباب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي"، لتكون أول امرأة بحرينية تفوز بهذه الجائزة منذ تأسيسها.
واستخدمت الباحثة ميسون عوض نظرية "التحفيز الدفاعي"، وهي نظرية متعارف عليها منذ الستينات في تقييم سلوك الأفراد في مجال الصحة الوقائية، وطبقتها لأول مرة على السلوك الأمني للشباب البحريني، وربطتها بدور وسائل التوعية المجتمعية المختلفة في دفع حدة السلوك الايجابي الأمني، في محاولة لمعرفة مدى الترابط بين حدَّة سلوكهم الأمني الايجابي، وبرامج التوعية الأمنية المنبثقة من مؤسسات التوعية المجتمعية المختلفة، إذ اعتبر المحكمين نتائج وتوصيات بحثها إضافة تثري المكتبة الخليجية .
وخلصت عوض في توصيات البحث إلى وجوب مراقبة أي تغيرات تتطرأ على المنحنى الخطي لأداء الشباب الخليجي تجاه نظرية السلوك الدفاعي من قبل المؤسسات الأمنية في المجتمعات الخليجية، موضحة أن وجود تضخم في أي من مكوناته ينبه إلى وجود خلل أمني ومجتمعي يجب تدراكه، ولتحقيق تلك المراقبة والتقييم المستمر يمكن الإعتماد على إستراتجيات المنهج الوصفي الاستقرائي في وضع أدوات مسح مختلفة وفاعلة في قياس ظواهر ومتغيرات المشكلات الأمنية وذلك لقدرة مثل هذه الأدوات التطبيقية الإحصائية على استقراء معالم المشكلة في الوقت الحالي ثم استنباط معطيات تنبؤية بمستقبل هذه المشكلة وذلك بالاعتماد على الأرقام والبيانات.
وفي هذا الاتجاه، صنف الشباب البحريني المشارك في عينة الدراسة الأسرة البحرينية في مصاف المؤسسات التي تلعب دورا هاما جدا في توعية الشباب من النواحي الأمنية، كما ذكروا أن الأب هو من يلعب أكبر دور في توعية أبنائه الشباب ثم الأم بنسبة مرتفعة، ومن هذه النتائج يتبين مدى الدور الذي يوليه الشباب البحريني لدور الأسرة في صقل وعيهم الأمني، في هذا الصدد أيضا أظهرت نتائج الدراسة أن الذكور المتزوجين من الشباب البحريني هم أكثر وعيا بالتحديات الأمنية المحدقة بالمجتمع الخليجي.
وقالت عوض: "يجب على الجهات الأمنية والمجتمعية في دول المجلس أن تهتم بالإعلام السياسي الموجه من وإلى المرأة الخليجية، حيث لا زالت المرأة الخليجية بشكل عام تعاني من ضعف الوعي السياسي والأمني، ويتم ذلك بالعمل على تشجيع ظهور النساء في البرامج السياسية الخليجية وكذلك تفعيل مشاركة المرأة في البرلمانات والمجالس النيابية، فضلا عن تعزيز إظهار دور نساء النبي والمسلمات الأوليات في حفظ وتدعيم النواحي الأمنية للأسرة ثم المجتمع ككل إعلاميا وفي المناهج الدراسية، هذا مع العلم أن الطرح السياسي الإعلامي للمرأة مؤثر جدا ليس فقط على بني جنسها من النساء، ولكن حتى على الرجال الذين يتأثرون بشكل كبير بالطرح الإعلامي للمرأة المشابه في قوة تأثيره إلى قوة وحميمية التوعية الفطرية".
وثمنت عوض الدعم الذي يوليه القائمون على الجائزة للبحوث والدراسات الأمنية المتخصصة، معتبرة جائزة الأمير نايف تساهم في دعم القرار الأمني، إذ أنها لبنة من لبنات تكوين الرؤية الأمنية في دول مجلس التعاون التي تؤمن بأهمية البحث العلمي في حل القضايا الأمنية، في الوقت التي تمثل ايضا رافداً مهمّاً في تطوير المناهج التعليمية والبرامج التدريبية في الكليات والأكاديميات والمعاهد الأمنية، مشيدة بجهود ومسيرة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وإسهاماته التي كان لها الأثر في دعم بحوث الأمن والعمل الأمني على المستويين الإقليمي والدولي.
إلى ذلك، تهدف جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للبحوث الأمنية التي أنشأت بقرار من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول المجلس إلى تشجيع الباحثين والمتخصصين من مواطني دول المجلس على إجراء البحوث والدراسات القيمة في المجال الأمني، والاهتمام بالبحوث والدراسات التي تسهم في تعزيز التعاون والتكامل الأمني للمحافظة على الأمن والاستقرار الذي تنعم به دول المجلس، بالإضافة إلى توجيه الجهود البحثية لمعالجة الظواهر والمشكلات الأمنية ذات الأهمية لدول المجلس، وتطوير المفاهيم الأمنية ودراسة الاتجاهات والجهود التي تعمل على الأخذ بمفهوم الأمن الشامل.
يشار إلى أن الباحثة ميسون عوض سبق وإن فازت بعدد من الجوائز إذ فازت بالمركز الأول والميدالية الذهبية على مستوى دول الخليج في المعرض العاشر للمبتكرات والبحوث العلمية لشباب دول مجلس التعاون عن بحث كان بعنوان "الأحماض الدهنية الأساسية المستخرجة من طحالب البحرين وعلاقتها بالأسماك وصحة الإنسان"، وحاز البحث نفسه على جائزة الرازي في البحث العلمي من جامعة البحرين، كما حصلت على جائزة أفضل مقال عن الشباب والعمل التطوعي بعنوان "طاقات شبابية مستدامة تساوي تنمية مجتمعية مستدامة" في مؤتمر "شبابنا تطوع وإبداع" الذي رعاه الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في العام 2009. فيما حصلت على درع تكريم لعشر سنوات من الاشتغال بالعمل التطوعي بمناسبة يوم المرأة البحرينية في العام 2010.