أعتقد أننا في عالمنا العربي لدينا تسطيح أو عدم جدية في النظر نحو علم النفس والعلاج النفسي، وأنه بسبب هذه النظرة المتدنية بات الكثيرون من المرضى الذين يعانون الوساوس أو المخاوف المتزايدة بسبب اضطرابات التفكير والوهم وغيرها، لا يجدون إلا العلاج الطبي مخرجاً للشفاء وطريقاً وحيداً لا يقبل الشك أو الظن.
تجد البعض من المرضى يجلس مع الطبيب ويشرح حالته المرضية وهو في الحقيقة يحتاج لعلاج نفسي لا أكثر ولا أقل، لأنه عضوياً جسدياً لا يشكو من أي علة، ليست هذه المشكلة إنما المشكلة عندما يتفاعل الطبيب المعالج ويقوم بصرف أدوية لا يحتاجها بل قد تؤثر في صحته.
وهناك أيضاً معضلة أخرى أن هذا النوع من المرضى يأخذون من وقت الأطباء المعالجين الكثير فيفوتون الفرصة على من يحتاج العلاج الطبي. حقيقة وجود أوهام بالمرضى، ليست حقيقة لتوها يتنبه لها الطب الحديث بل هي ضارب العمق، وأسوق مثال جاء على لسان الطبيب الشهير ابن سينا، حيث قال: «الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء». فما الذي يفهم من مثل هذه المقولة، سوى أن كثيراً من الأمراض هي نتيجة أوهام ووساوس فقط، وعندما قال إن الاطمئنان نصف الدواء، فهو محق ويعني بمجرد أن يثق الإنسان بصحته ويطرد الخزعبلات العقلية والظنون الشيطانية فإنه سيتمتع بصحة جسدية.
لكن لنعد لأهمية العلاج النفسي ولمنحه المكانة التي يستحقها خصوصاً في عالم اليوم..