يعتقد بعض الناس أن ممارسة اللعب خاصية تتعلق بالأطفال وحسب، وأنه كلما كبر الإنسان ابتعد عن أجواء الترفيه واللعب وباتت حياته أكثر جدية، بل هناك من يعلق عندما يشاهد رجلاً كبيراً يلعب مع أطفاله بمقولات عدة مثل هل جن أو هذا فاضي، وغيرها من الجمل والكلمات التي تحمل نقداً واضحاً لمن يمارس اللعب والترفيه والتسلية.
أتذكر في أحد المراكز الترفيهية وقد كنت بصحبة إحدى الصديقات، حيث أشارت نحو سيدة كبيرة في السن كانت تشارك طفلها إحدى الألعاب، حيث قالت «إن تلك السيدة وهي تركب مع طفلها في تلك اللعب، في الحقيقية هي تستتر به لأنها هي تريد اللعب، وليس صغيرها». توقفت أفكر في كلماتها، قد تكون فعلاً تلك السيدة تريد اللعب والتسلية، ولأنها تخاف نظرة الناس ظهرت وكأنها تلاعب أبنها الصغير، لكن إذا صح مثل هذا التفكير فاللوم لا يقع على تلك السيدة وإنما يقع على صديقتي وعليّ أنا وعلى كل من ينظر نحو التسلية ولعب الكبار بتلك النظرة السقيمة المتواضعة.
في هذا السياق، أتذكر مقولة للمؤلف جورج برنارد شو، وهي تدور في هذا المحور، حيث قال «لا نتوقف عن اللعب لأننا كبرنا، بل نكبر لأننا توقفنا عن اللعب». وفي هذه الكلمات على الرغم من إيجازها الكثير من العبر والتوجيه السديد الواضح، ببساطة أنت لا تلعب، إذاً أنت هرِم ذهنياً وجسدياً وروحياً .. خففوا على أنفسكم عناء المشقة والمظاهر غير المجدية وتعاملوا مع حياتكم وأوقاتكم بعفوية وبساطة وبترفيه ولعب غير محدود، وستكون ثمار الحيوية والشباب ماثلة بين أيديكم دوماً.