عندما صدر قانون مكافحة التمييز والكراهية، أصيب البعض بالدهشة خصوصاً بعض المقيمين في الإمارات، ومنهم مواطن من الجالية الأوروبية، حيث أوضح أنه دُهش وأصيب باستغراب كبير، لأنه كان يتوقع أن هناك قانوناً ينظم هذا الجانب، يقول «طوال سنوات حياتي التي تجاوزت العشرة أعوام في الإمارات، كان النظام هو الذي له كلمة الفصل، أيضاً لم أشعر بأي تمييز أو أي شعور بالكراهية، لقد عشت في هذا البلد وأعتبره بلد النظام والقانون».
مردُّ استغراب مثل هذا المقيم، هو ما وجده من عدالة ومساواة وعدم ظلم، وعندما صدر قانون مكافحة التمييز والكراهية، يسأل: إذن ما الذي جعلني طوال السنوات الماضية أعيش بعدالة ولم أشعر بأي لفظ أو ممارسة عنصرية أو كراهية توجه نحوي؟ ما الذي كان يمنع الناس؟ هذا المقيم ومثله الكثير يستغربون، ومعهم حق.
هذا القانون لم يأت ليؤسس حالة من التسامح أو يضع قاعدة لرفض التمييز، لأنها جميعها واقع في عقل وروح كل إماراتي. بلادنا هي التسامح منذ شروق فجرها منذ تاريخها الأول منذ الآباء والأجداد، هي قيم شربناها ومبادئ عشنا وكبرنا عليها .. إلا أن هذا القانون المهم يأتي لندخل به مرحلة من العمل المؤسساتي النظامي التشريعي، لا أكثر، أما الحياة وانتشار الفضيلة الإنسانية، والتبشير بقيم المحبة وروح المواطنة وحقوق الآخرين فنحن ندركها، يأتي هذا القانون ليؤطر ويضع سياجاً قوياً ويقدم المزيد من الحماية لمستقبل حضاري مزدهر مشرق