انتشرت في الآونة الأخيرة علاجات الطاقة والعلاجات الروحانية والكثير من الناس باتوا يتوجهون بحالاتهم النفسية إليهم فهم يدعون أن لديهم القدرة على شفاء الناس من أمراضهم النفسية. علماً بأن العلاجات الروحانية والطاقة ليس لها أسس علمية مقننة ولا تحتوي على أية إرشادات عالمية على استخدامها في الأمراض النفسية. وأصبح هؤلاء المعالجون يملؤون شاشات التلفاز ونسمعهم بالبرامج الإذاعية ولا تكاد تفتح صفحة إلكترونية إلا وتصلك دعاية عن أحدهم يدعي علاج الأمراض النفسية بالإضافة إلى القدرة على شفاء الأمراض العضوية كالسكر والسرطانات. ويكتب عن تمكنه في مجالات الطاقة والروح ليغرر بالمصابين ويجمع منهم المال الوفير ليختفي بعد حصاده.
وهؤلاء على علم بنوعية الفئات المجتمعية التي من الممكن أن يغرر بهم من النساء والبسطاء. وإذا كنت أنت من المثقفين فلا تستطيع الدخول لعالمهم أو لحلقاتهم «العلاجية» فهم يعلمون أن أصحاب الشخصيات القوية لا يمكن التأثير فيهم وسيبدؤون في طرح التساؤلات على «المعالج الملهم» ويعرونه من هالته «الطاقوية أو قدراته الروحانية».
وخلال الحفلات العلاجية الجماعية يعطي «القائد» نصائح عامة معتمداً على الإيحاء ويعتمد في الطرح على أمور روحانية ودينية لتمرير توجهاتهم، فمنهم من يضع مكبرات الصوت ويزأر أمام الجمع، ومنهم من يدعي أنه يستطيع معرفة مستقبل المنتمين إلى برامجه أو جعلهم ينامون على صوته بمكالمة هاتفية أو يذهب عنه السقم بمجرد اللمس على الكتف.
وبالطبع فإن هذه الجلسات والدورات أو التدريبات تأتي بمقابل مادي كبير، وهذا طبعاً يحدث في الحفلات العلاجية ولا يتفق مع أخلاقيات المجتمع أو الموروثات الدينية، وليس هناك ملفات أو توثيق للعلاج المزمع سواء في عيادات هؤلاء «المعالجين» أو في شققهم الخاصة وإنما هناك دائماً محاسب وأرقام حسابات بنكية. وإن اشتكى أحد عليهم يقولون إن المنتسب أتى بمحض إرادته.
وهنا أطرح السؤال على الجهات المعنية، وهو لماذا التركيز على تلك العيادات النفسية، في حين الذين يقومون بتقديم الخدمات الطبية المقننة عالمياً ولديهم الشهادات العلمية الموثقة وليس لديهم مخاوف من توثيق علاجاتهم وشرحها للكل دون «المعالجين» موجودون؟ ألم يأت الأوان للحد من هذه الممارسات والتي تعتبر دجلاً أكثر من كونها علاجاً؟
وللحديث بقية ..