لا أصدق من يقول أن فرص المرأة في النجاح في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بجدة ضعيفة، ولا حتى من يقول أن امرأة واحدة فقط هي التي ستصل، وسأقول إن هذه التوقعات قبل أن تشكك في نجاح المرأة، تطعن في وعي الناخبين والناخبات وهو لا يتفق مع فطنة وذكاء رجال ونساء وشباب وشابات الأعمال، لذلك فهو توقع غير منطقي ولا يرتكز على مقدمات منطقية .
نجاح المرأة وفوزها في انتخابات الغرفة التجارية القادمة في دورتها " 21 " لعام 1435- 1439 م هو تأكيد لوعي المجتمع بدور المرأة وأهمية مشاركتها خصوصاً بعد التجارب الناجحة والمدهشة للسيدات اللاتي نجحن في الدورة الأولى، والأصوات التي أحرزتها د. لمى السليمان لتحتل مقعد نائب رئيس الغرفة التجارية في الدورة الثانية.
محافظة السيدة نشوى طاهر على ترؤس اللجنة الصناعية ورئاستها لمؤتمر تجار جدة على مدى دورتين يؤكدان ليس فقط الوعي، بل الثقة في المرأة، وأن النجاح بالكفاءة والقدرة، وهما ليستا خاصية ذكورية أو أنثوية بل تكتسبان بالخبرة والإرادة والقدرات الشخصية.
أول امرأة عرفتها في الغرفة التجارية هي( السيدة فاتن بندقجي )، عرفتها بعد ذلك في العديد من الدورات والمشاريع التي استهدفت تنمية قدرات النساء للعمل من المنزل ، وقد أخذت على عاتقها هذه المهمة الشاقة لأنها تدرك أن المرأة في ذلك الوقت ( طاقة ) معطلة وأنها بحاجة إلى من يأخذ بيدها لتفعّل طاقاتها وتبتكر مشروعاتها التجارية الخاصة حتى لو كانت من المنزل.
في ذلك الوقت، وجود امرأة في معقل رجال الأعمال حرك دهشتي وحرض فضولي لأعرف من هي ولماذا هي؟! فقد كنت ولا زلت حتى هذه اللحظة، تصيبني الدهشة عند الوهلة الأولى لكل أمر جديد يصادفني، ثم تستبد بي حالة من الفضول لا أبرحهما كثيرا، لأني بطبيعتي لا أسعى للخروج منهما، ربما هي حالة من العجز، أو المتعة أن تعيش بين متنازعين " الفضول والدهشة".
عرفت فاتن أكثر وهي تسعى حثيثاً للمساهمة في تقليل أخطار الكورنيش والتلوث البحري الذي امتد حتى الشواطئ التي يلهو فيها الصغار، وعرفت مشروعها عن قرب لأنها داعمة للشباب والشابات وتُكون مجموعات عمل لخدمة الوطن، رأيتها أيضا في مركز الحارثي خلال سيول جدة تقوم بدورها كعضوة مجلس إدارة غرفة تجارة جدة، وكإنسانة وقدرة وقدوة، استطاعت أن تسكت فضولي وتزيل دهشتي بقدراتها وإمكانياتها، واحتلت في ذهني صورة امرأة تمتلك من المميزات والقدرات والشخصية ما يؤهلها لأي منصب.
فاتن بندقجي، رانيا سلامة، ومعهن عدد من المرشحات، أحرزن إعجابا منقطع النظير وهن يقدمن برامجهن الانتخابية في الملتقى الثقافي النسائي الذي تنظمه نخبة من السيدات الرائعات اللاتي أخذن على عاتقهن مسؤولية التوعية والتثقيف لنساء جدة، وكانت فرصة للمرشحات للالتقاء بالسيدات والشابات من له صوت ومن ذهب مثلي لمآرب أخرى.
أكثر من سيدة تستحق أن تُعطى الثقة، كي ترتفع نسبة التمثيل النسائي في غرفة جدة، لأن غرفة جدة تستحق، ولأنهن جديرات بالفوز، فلكل منهن بصماتها الواضحة كسيدة أعمال وكمرشحة لديها رؤية واضحة ورسالة محددة،وبرامج واضحة ومدروسة، وقدمن أنفسهن بطريقة مبدعة.
برامجهن تخاطب الجميع، رجال وسيدات وشباب وشابات الأعمال، أي أن رجال الأعمال لديهم فرصة لإثبات وعيهم بأهمية مشاركة المرأة في عالم التجارة ، وسيدات الأعمال سيؤكدن أن المرأة تدعم المرأة لتأخذ مكانتها في مشاركة اخيها الرجل في إدارة بيت التجارة، وكذلك شباب وشابات الأعمال سيؤكدون وعيهم وإعطاء أصواتهم للمرأة والجميع يثبت بدعمه للمرأة دعمه لرغبة خادم الحرمين الشريفين بفتح المجال للمرأة للمشاركة في مجلس الشورى بنسبة 30% وهي نسبة تفوق نسب مشاركات النساء في برلمانات كثير من دول أوربا وأمريكا.
دعم المرأة في غرفة جدة، سيدعم فوز المرأة في الانتخابات البلدية بعدد من المقاعد يناسب نسبة النساء في المجتمع، لأن غرفة تجارة جدة رائدة في مجالات عدة، فهي أول غرفة تجارة في المملكة تأسست عام 1365هـ 8 يناير 1946م، كذلك لها الريادة في عقد منتدى جدة الاقتصادي عام 2000م، وتأسيس مركز السيدة خديجة بنت خويلد الذي تصدى للعوائق التنظيمية والقانونية التي تعيق عمل المرأة التجاري.
إعطاء صوتك لمرشح تختاره بناء على قدراته وإمكانياته، وبناء على برنامجه الانتخابي وقدرته على توصيل رسالته بيسر وسهولة وبكلمات بسيطة وصادقة، هو الذي يؤكد الوعي بأهمية اعطاء الصوت لمن يقدم لك ولمجتمع المال والأعمال خدمات مستقبلية تحقق لك المزيد من النجاح.
الحقيقة أننا نحتاج هذا الوعي، ونحتاج الى أن نرى فوز النساء المرشحات في غرفة جدة، لأنه الطريق لنجاح المرأة مستقبلا في كل الانتخابات القادمة، ونحن مقبلون على دخول المرأة انتخابات المجالس البلدية مرشحة وناخبة، فالرجل لديه كل الأصوات ليفوز، والمرأة تستحق أصواتكم فصوتوا لها يا تجار جدة من فضلكم.