يصر كثيرون على مطاردة المرأة ولو برجل واحدة ، واقع حياتي إنكاره والتغاضي عنه، تشجيع لقتل الروح المعنوية ، ودفن الإبداع، عبر تركيز على الشكل في الاعلام ،في ظل ثورة الاعلام التقني الرقمي الذي حصر التنافسية في الابداع والتمكن المهني .
حالة عضوية في التفكير تلتزم الشكل والجسد في استبعاد غير اخلاقي ولا انساني ولا مهني لجوهر انساني عظيم للعقل والذكاء والابداع ، ما يعد سلاحا فتاكا في هذا المجال يستخدم لتحقيق غايات مزدوجة وتبادلية .
منطلق جمالي صرف ،بمحدد جسدي صرف ،افضى الى التنازلات الجسدية للوصول والاستمرار والترقي ، بينما البعض الاخر يكافح ويعاني للحفاظ على كرامته المهنية ،وحقه في فرصته كون الاعلام المعاصر ، ودور المرأة فيه ، اشد القضايا بروزا على سلم التقدم والتنمية ، بسبب من الثقافة المجتمعية التي وضعت المراة في مواجهة الرجل كمهيمن و وصاحب قرار يستبعد القوة العقلية والفكرية وهو ما ساهمت في اذكاءه ثقافة التمييز التي عززت كونه خصما .
ليس بعيدا ما تداوله الاعلام عن الرشا الجنسية وارتباط عمل المرأه الاعلامي بقصص العلاقات الشخصية ولو رفع الغطاء ، لتكشف الحجم الحقيقي لظاهرة التي سندها على مدى عقود ترسيخ كون المرأه سلعة وجسد لا اكثر .
بتنا نسمع كلاما "قذرا" يعبر عن انفلات القيود ويفكك الروح المعنوية للمراة من مثل " تكتب بجسدها " او " حصلت على موقعها بقدميها " اضافة الى الظلم الكبير هي دلالة على استبعاد كونها كائن كفؤ وصاحب عقل خلاق رغم وجود حالات واقعية ما بات ينسحب على مجالات الادب والثقافة والقطاعات الاخرى .
ما يستلزم التذكير بالدور الريادي لنماذج تاريخيه في العطاء بكفاح واصرار من الاميركية اجاثا كريستي اكثر الكتاب عالميا مبيعا صاحبة الثمانين رواية واوبرا وينفري اشهر اعلاميات القرن والزعيمة الهندية انديرا غاندي والام تيريزا ام الفقراء في العالم وجميله بو حيرد رمز الثورة الجزائرية وسلوى نصار عالمة الذره اللبنانية وسميره موسى عالمة الذره المصرية وهدى شعراوي والقائمه تطول
المراه في الإعلام الأردني والعربي لا تنفصل عنها عالميا حيث اليات التعاطي المهني لانها جزء من ثقافة رسخت في الفكر والثقافة والادب صورتها السلبية الضعيفة تحتاج للمساعده وتفتقر للمبادرة وغير قادره على اتخاذ قرار ،تفشل في المواقف الصعبه ليتم اسقاط حاجتها النفسية لاثبات ذاتها وقيمة عملها لصالح فهم منزوع الابداع مرتبط بالعوز والفقر.
يزداد التكريس عمقا عندما تظهر مدافعة عن قضاياها فقط كامراه ويتعزز الفهم الجسدي القاصر عندما استخدمت طعما جماليا في الاعلان لتشجيع على الاستهلاك لترسيخ الفكره كمخلوق ساذج مرتبط بالسلعه ، لينصب الاهتمام على المرأه التي تعرضها وليس السلعة ذاتها .
ويبلغ الامر مداه في ربطها بالموضة والازياء والتجميل والمكياج وقراءة الطالع والابراج للوصول الى مفهوم سلبي لذاتها على انها تفتقد للعقلية العلمية وسلبها هويتها المستقلة ودون قدرة على التخطيط حتى تبدوا ضعيفة ضائعه ما لم تكسب رجلا هو في الحقيقه مستبد يسعى الى تحقيق رغباته ، خاصة ان غالبية وسائل الاعلام المعاصرة مملوكة لرجال اعمال او لحكومات ودول يديرها رجال باسلوب ذكوري رغم ندرة الاستثناء على هذه القاعده الا انه موجود
الاعلام الحديث مصدر تنشئه وصناعة راي عام ودور تنموي شامل وموجه لمنظومة القيم للوصول الى التغيير النوعي والمشاركة الشاملة المتوازنه وهو ما لن يتحقق في ظل اغفال دور المرأة كشريك ابداعي منتج بعيدا عن التقليدية والتسليع والتشييء والمبالغة في الاحتفاء بجسدها ضمن مقاييس مرضية .
اردنيا لا دراسات توثق مشكلات المرأة في الاعلام رغم حضورها الكبير ،باستثناء دراسة حول المراة في الصحافة المكتوبة للباحث عماد الضميري من مركز القدس لدراسات اشارت الى 5,14% من المساحة الاعلامية لشؤون المراه مقابل 94,86%من مجموع المواد الصحفية بينما محتوى الخطاب الاعلامي يحتاج لتطوير وهو عرضة للفشل والمحدودية بسبب تفشي ذات النظرة المركزية لشكل وضمن المقاييس السابقة .
ليس من حل للاشتباك المعقد سوى تأطير قانوني يفعل المؤسساتية لدعم المساواة وتوفير التنافسية بكفالة القانون كمواطنة كاملة الحقوق والواجبات، لضمان عدم تسرب افكار مجتمعية حول نقص العقل والدين والارهاصات النفسية الى نطاق العمل .
يبقى دور المراة الاعلامي رهنا باطلاق قدراتها بعيدا عن النمطية بعد كل ما لحق بصورتها كانسان من تشويه وضربت من حولها اطواق الممنوعات متعددة الدوافع والأهداف من خلال تشخيص واقع الثغرات المهنية التي ينفذ من خلالها المتصيدون لان المرأة التي تعاني في كل مكان هي التي ترفض الإذعان والخضوع .