"أنا حُرة"
"أنا راجل وأعمل اللى أنا عايزه"
جملتان لطالما قلناها نحن بنات حواء بلا أدنى عقل أو تفكير.. وتغنَّى بالجملة الثانية الرجال.. جملتان لطالما نادينا بهما وقد يصل الأمر ببعضنا أن نذهب ونُقيم الإضرابات والاعتصامات للحصول على تلك الحرية المزعومة.. ولكن.. من فضلكن نقطة نظام.. وأنتم أيا أبناء آدم نَحُّوا كل شيءٍ جانبًا وافتحوا عقولكم لتسمعوا وتسمعن ما أقول: أنتِ: هل عشتِ فى زمن الرِّق وتم بيعكِ كـ جارية فى القصر المَلَكِى لتخدمى السلطان وأعوانه وتفعلين ما تؤمرين بلا وجهِ حقٍّ! إن كانت إجابتكِ "لا" وهذه الحقيقة.. فعن أى حريةٍ تتحدثين؟! هل حُريتكِ فى خلع حجابكِ باسم الحرية التى نادى بها قاسم أمين وهدى شعراوي بهذا العصر الحديث! هل حُريتكِ فى التَجبُّرِ والتكبُّرِ على الرجل فقط لمنع تسلُّطه عليكِ وإنكار ونفى كلام الله "وللرجال عليهن درجة.."!! هل حُريتكِ فى مخالفة كلَّ أوامر زوجكِ فقط لـ كسرِ شوكته أمام الناس فيقولون عنكِ لستِ مقهورة وتستحقين الاحترام!! وأنتَ: هل رجولتك تنحصر فيما إذا كانت بنت حواء تطيع أوامركَ أو لا؟! هل حتى أصبحتَ زوجها ليكون لكَ الحقُّ فى ذلك مستندًا على كلام الله وسُنَّة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؟! هل رجولتكَ ستنتقص حينما تناقش امرأتك فيما يخص حياتكما سويًّا مستندًا على سيرة النبى صلى الله عليه وسلم فى مشورة زوجاته حتى فى الغزوات والحروب؟! هل من الحقِّ أن تستعمل الصلاحيات التى أعطاكَ الله إياها فى التحكُّم البحت فيما يحقُّ لكَ وفيما لا يحق؟! هل من العدل أن تظلم المرأة فقط لتظل تحت رحمتكَ وكلما أذللتها أكثر فستصبح ملكًا لكَ ولن تخرج من طاعتك؟! بالطبع إجابات كل هذه الأسئلة لها أبعاد فلسفية ودينية ومجتمعية كثيرة.. ولكن فقط بجوفى عبارات تكادُ تخنقنى إن لم أبُح بها، وهى فى النهاية مجرد وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ.. أولاً: يرتبط دائمًا فى أحاديثنا كلام الله عز وجل فى كتابه: "الرجال قوامون..." بِذكِر حديث الرسول الشريف محمد: "ناقصات عقلٍ ودينٍ....." ولكن هل تعلم ما معنى قوامة الرجل؟ وما المقصود بـ نقص العقل والدين؟! حينما أعطى الله للرجل قوامة على المرأة فهذا لحمايتها لا للجور عليها وسلب حقوقها.. أما عن نقص عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها لابد أن تُجبَر بشهادة امرأة أخرى وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى أو قد تزيد فى الشهادة.. وأما نقصان دينها فلأنها فى حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضى الصلاة، فهذا من نقصان الدين.. أى أن قوامتك عليها لحمايتها نظرًا لافتقادها بعض الأشياء التى لا تكتمل إلا بك.. لا للتجبُّر عليها.. ثانيًا: أن تكونى امرأة فهذا لابد أن يرتبط بالحياء ؛ فالحياء كما قال رسولنا الكريم : شُعبة من شُعَب الإيمان .. وهذا لا يعنى أن الحياء مخصوص بالنساء فقط وإنما لإيمان الرجل والمرأة .. كلاهما لابد أن يتحلى بالحياء ولكنه مقرونًا أكثر بالمرأة لطبيعتها الفسيولوجية المختلفة عن الرجل وكثرة مفاتنها التى قد تؤدى لمصائب.. والمرأة بيدها أن تكون مصدر إثارة وفتنة للرجل أكثر من رغبة الرجل نفسه فى هذا.. وبغض النظر عن أن الحجاب هو فرض من فروض الإسلام الذى يجب اتَّباعه طالما أنَّكِ مسلمة.. ولكن إن كنتِ لا تودين ارتدائه فلكِ الحق فى ذلك ولكن ليس من حقكِ أن تقومى بدعوة غيركِ لـ خلع الحجاب.. هذا خارج حدود حُريتكِ.. ثالثًا: عن علاقة الرجل والمرأة التى أصبحت قائمة على التنازع والخلاف والمشاكسة فى مجتمعنا، فالأمر بأيدى الطرفين لا بيد طرفٍ واحدٍ.. والحل فى كلمة واحدة.. الأسلوب صحيح؛ ففى قول الله عز وجل عن الطريقة فى دعوة غير المؤمنين: "..... وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ" فإن كان الله عز وجل يؤكد لرسوله هذا فى غير المؤمنين.. أى الكفار المُلحدين.. يوصيهم بهم.. فما بالك بامرأة ضعيفة قد يكون كل ذنبها أنها لا تعى من الدنيا كما تدرك أنتَ فكيف تكون فظًّا معها وتنتظر منها أن تكون تحت طاعتك ؟! ولا يخفينا القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا أوصى بشكلٍ مباشرٍ على المرأة حين قال: "رفقًا بالقوارير...". وأمَّا عنكِ أنتِ يا مَن تخالفين أوامر زوجكِ بلا وجه حق أو لمجرد عدم رضائكِ عنها أو حتى لمجرد أن تثبتى له أنه لا يحق له تملككِ، هل تعرفين قول الرسول فى هذا الأمر حين قال: " لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا" وأعتقد بأنَّ هذا الحديث لا يحتاج إلى توعيةٍ أو شرحٍ ولكن معناه الضمنى يكمن فى ضرورة الاستجابة لأوامر الزوج ما ليس فيه أمر بالشرك أو الكفر بالله .. يوجد الكثير والكثير فى هذه القضية الشائكة ولكنها تتلخص فى عودة الرجل والمرأة لِمَا أمر به الدين ويكفى اتباع للأهواء ومماطلة وجدل بلا فِكر أو تَعقُّل .. وإذا سُئِلتُ عن علاقة ما كتبته كله بعنوان المقال نفسه المتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة فلكَ فقط أن تتفكر فى كل ما قلته وستجد أن له علاقة وثيقة بالمساواة .. كلمة أخيرة : إن كان فى المساواة بين الرجل والمرأة خيرًا لأمر به الله..