الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

صرخة بيسيروروس ورياضة السعوديات

  • 1/2
  • 2/2

سندس الشنقيطي - السعودية - " وكالة أخبار المرأة "

عندما تود أي شخصية الترويج لنفسها عليها أن تأخذ بعين الاعتبار نقاط قوتها وتتجاهل نقاط ضعفها. ومما لا شك فيه أن نقطة القوة الكبرى التي زرعها الله في المرأة هي الحب سواء حب أبنائها أو حب بيتها.
وعبر التاريخ كان ينظر للمرأة على أنها مخلوق ضعيف فيما يخص مجال الرياضة منذ عام 776م في نمطية ظلت تراوح مكانها بين الصعود والهبوط. وعندما أقيمت لأول مرة الألعاب الأولمبية في عهد الإغريق كان يمنع مشاركة المرأة وحتى حضورها في أي مجال رياضي. وكان عقاب من تتجرأ على مخالفة ذلك هو الموت!
ولكن!!
الحب الذي تحمله أم تدعى بيسيروروس لابنها «فيرنس» تحدى الموت لأنها ربت ابنها على حب الرياضة وأصبح بطلا للملاكمة.
الأم التي أحبت ابنها «فيرنس» تحدت الموت عندما قامت «بيسيروروس» بالتنكرفي زي رجل والدخول إلى قاعة الملاكمة لمشاهدة ابنها، وحين فاز ابنها وتحقق حلمه وحلمها، لم تستطع أن تكتم صرختها ليكتشف الجمهور أنها امرأة!!
فحملوها إلى حافة الهاوية لقذفها لتلقى جزاءها ولكن سرعان ما تدارك العقلاء أمرهم متذكرين أنها أم البطل الأولمبي.
ومنذ تلك الحادثة تم تنظيم أول مهرجان أولمبي للنساء وسمي بـ«هيرتا».
صرخة تلك الأم أدخلت الرياضة النسوية إلى عالم الإغريق قبل أكثر من 13 قرنا.
فهل سنحتاج لمثل هذه الصرخة لتدخل الرياضة عالمنا؟! ولتصبح لنا مساحة رياضية تتيح لنا مزاولة هواياتنا؟!
هناك مساحة بسيطة متروكة للمرأة في مجتمعنا بعد أن حققت المرأة كثيراً من المؤشرات الإيجابية رغم الظروف التي واجهتها ولكن في اعتقادي أنها ليست بالمساحة الكافية. لولا تضحية وصرخة «بيسيروروس» لما رأينا بطلات أولمبياد دوليات ثم عربيات مثل نوال المتوكل وغادة شعاع وحسيبة بولمقرة ونورية بنت بنيد وأروى المطبقاني.
ولولا تضحيتها أيضا لما فازت دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية والنرويج بكأس العالم للسيدات وحققوا ما لم يستطع الرجال تحقيقه. لذا أرى أن تؤسس مدارسنا منهجا للصحة البدنية فهناك ميول وتوجه كبير لدى الفتيات لتعلم الرياضة بأنواعها مثل الدفاع عن النفس أو كرة القدم أو الفروسية. قد لا نحتاج إلى صرخة مثل صرخة بيسيروروس ولكن تلك الصرخة قدوة كي نبحث عن بديل مناسب يحرك المياه الراكدة. ولعل ظهور فريق المملكة القابضة النسوي للفروسية يمثل قدوة والشكر في ذلك للأمير طلال بن عبدالعزيز.
ثم إن مشاركة المرأة في مجال الصحافة والإعلام الرياضي في الآونة الأخيرة يمثل مدخلا تستخدم فيه المرأة نقاط قوتها لإثبات وجودها واكتساب حقوقها وبحيث تساهم مساهمة إيجابية في كافة أنشطة المجتمع.
النهايات الجميلة تبدأ ببدايات جادة.
وقد كانت صرخة بيسيروروس الجادة مدخلا لرياضة المرأة عالميا وقد تكون مساهمة المرأة السعودية في الإعلام الرياضي هي المدخل الجاد لتضع المرأة قدمها في المجال الرياضي السعودي الواسع.
الرياضة لغة العالم. والمرأة معروفة بقدراتها اللغوية. ولكن من الممكن أن تكون لغة الرياضة هي الاستثناء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى